الملاك الأزرق في عشق السينما

الملاك الأزرق في عشق السينما

علاء المفرجي
الملاك الازرق هو الفيلم الألماني للمخرج (فون سترنبرغ) أُنتج خلال الثلاثينيات من القرن المنصرم، قُدّر لهذا الفيلم ان يطلق نجومية واحدة من اهم نجمات الشاشة الفضية سحراً مارلين ديتريش، وهو الفيلم الذي كتبه هاينريش مان، الألماني، الذي كانت مشكلته انه عاش في الظل فهو شقيق الكاتب الاشهر توماس مان - صاحب «الموت في البندقية"و«دكتور فاوستوس».

وزاد عن ذلك ان الفيلم الذي اطلق شهرته ايضا اعتمد على رواية لم تكن الأفضل بين أعماله وهي رواية (البروفسور اونرات) أو البروفيسور قذارة، التي حُوِّلت إلى فيلم الملاك الأزرق.
ستقوم فيما بعد زويه فالديس وهي كاتبة وشاعرة وناقدة سينمائية كوبية، أصدرت منذ منتصف الثمانينيات نحو خمسة وعشرين كتاباً، بين الشعر والرواية والسينما، وعملت في الصحافة رئيسة تحرير مجلة السينما الكوبية، ويتميز أسلوبها بالرشاقة والجرأة والتشويق، وترجمت بعض كتبها إلى اللغات الأجنبية- تقوم بتأليف كتاب عن مارلين ديتريش التي ستُلقّب فيما بعد بالملاك الأزرق، وهو الكتاب الذي أصدرته دار المدى.
تتابع فالديس بشغف كل أخبار ديتريش وبجهد مضن تشاهد فيلمها الملاك الأزرق"كنت أقف مع جدتي خلف قضبان نوافذ منزل جيراننا الذين كانوا يملكون جهاز تلفزيون. أما نحن، فلم نكن نملك جهازاً، إذ كنا أفقر من أن نشاهد الأفلام على الشاشة الصغيرة. ألصقنا وجهينا بحديد النافذة وتابعنا باهتمام مطلع فيلم"الملاك الأزرق".
في كتابها الذي حمل الاسم نفسه الملاك الأزرق وهو الكتاب الذي أصدرته دار المدى حديثا سنتقصى وبمتعة قلَّ نظيرها كل تفاصيل ديتريش التي التقطتها بذائقة عارفة زويه فالديس، ولكن من خلال فيلم الملاك الأزرق..
ديتريش التي سيُطلق عليها الملاك الأزرق (1901 – 1992) ولدت في ألمانيا حيث اكتشفها المخرج الألماني جوزيف فون سترنبرغ عندما كان يحضِّر لفيلمه الملاك الأزرق وكان وقتها يبحث عن بطلة لهذا الفيلم بشرط أن تكون جميلة وتغني أيضا ولأن مارلين ديتريش بجانب موهبتها في التمثيل فهي تغني أيضا‏..‏ وقع الاختيار عليها‏..‏ بدايتها كانت في المسرح‏.‏
وبعد هذا الفيلم تنتقل مارلين ديتريش إلي هوليود‏..‏ لتكون صيد المخرجين الثمين وتصبح بعد فترة قصيرة أهم ممثلة في هوليود‏.‏
وكانت فترة الثلاثينيات أغنى مرحلة في حياة مارلين ديتريش فهي إضافة إلى التمثيل كانت في ثراء فاحش.
وأصبحت خلال هذه المدة صرعة تقلدها جميع النساء في أبسط التفاصيل.
تقول زويه فالدديس"أكتب عن"الملاك الأزرق"، أكتب عن فيلم لا يُقدم أية رسالة اجتماعية للجمهور، أكتب عن فيلم ليس تاريخياً مثل"كازابلانكا"الذي يلعب الحب فيه دوراً ثانوياً. أكتب عن"الملاك الأزرق"، عن ملهى ألماني، عن مغنية ألمانية وعن مدرس عجوز ألماني كذلك. وما هو"الملاك الأزرق"؟ إنه فيلم استطاع، على الرغم من ذلك، أو ربما فوق ذلك، أن يقاوم مرور السنين والأيديولوجيات والتقنيات. فيلم يتحدث، ببساطة، عن.... عمَّ يتحدث"الملاك الأزرق"؟ عن شيء هو ببساطة ملهى كئيب ومتفسخ، عن أستاذ متسلط يولع بمغنية راغبة ومرغوب بها، عن الفرق بين الحب والرغبة، بين الشغف والاستحواذ. وعن الجنون وعن التخلي. ألا تكفي سعة هذه الموضوعات كي تتم معالجتها فنياً وأن يتأثر الناس بما عاشه الكثيرون منا، بالتأكيد، بطرق مختلفة، لكن على القدر نفسه من التعقيد؟ نعم، لهذا السبب، لأنها موضوعات معقدة ظاهرياً، من أجل ذلك، كما كانت تقول إينا، يصبح الأمر الوحيد الذي يعنيني اليوم هو قصص الحب والشغف والرغبة والجسد والروح وتيمات الإنسان الكبرى. فقد صارت الموضوعات الاجتماعية تضجرني بطريقة مدهشة، ناهيكم عن عجزي عن حلِّها.