فوز بوب ديلان بنوبل..

فوز بوب ديلان بنوبل..

خالد مطلك
مرة قلت في مقابلة لموقع "المدن" اجرتها الزميلة منال الشيخ:::: ان كلمات تايلور سويفت التي تكتبها لنفسها ربما هي عندي اهم من شعر لوركا....
وفوز كاتب أغانٍ شعبية بنوبل للآداب لا يخلو من درس مهم يطرح أسئلة مهمة ايضا،،،، فالأدب العالمي اختنق بأطر تقليدية قديمة، وانحسر في عالم الكتاب والنقد الأكاديمي وإطراء الصحف الثقافية،،،،

ولكنه في حقيقة الأمر أوسع من ذلك بكثير،،،، انه موجود في الأغاني والأفلام والرسائل الشخصية وحتى البوستات والتعليقات....
ماذا يعني شعر ادونيس مثلا للقارئ الامريكي والصيني والروسي؟؟؟؟ ماذا ينفعهم ان نقول لهم: هذا شاعر عميق ولكنهم لا يفهمونه؟؟؟؟
الأدب ابن الحياة وإيقاعها ولم يعد هناك الكثير من المجال للمارسات الذهنية التجريدية،،،، اذا لم يعمل الأدب على تكثيف الوجود فإن مكانه رفوف المكتبات المغبرة....
رغم اعتراضي على تخطيها كونديرا اعظم الكتاب الساخرين في عصرنا، ولكن نوبل تقدمت خطوة جريئة للأمام بشأن اعادة تعريف دور الأدب في الحياة،،،، فكتابة قصيدة تتحول الى اغنية يرددها الملايين هي بالتأكيد اكثر أهمية من كتاب شعر يتحدث عن اللاشيء....
موضوع الكاتب العميق اصبح مضحكا،،،، السطوح الجميلة التي يتحرك فوقها الفن وحدها من تنقذنا من شراسة الوجود،،،، الفنون والآداب النخبوية هي بدعة القرن العشرين،،،، الغموض بدعوى العمق هو احد تجليات الأدب والفن بعد ان فقد صلته بالحياة وانفك عنها، بخاصة بعد الحرب العالمية الثانية عندما تصدى جماعة الخط الجديد في الرواية لتبني اطروحات نظرية تستخف بدور القارئ. وتترفع عليه بدعوى عدم أهليته لفهم الخطاب الإبداعي الحديث،،،، سبقتها الى ذلك تيارات ومدارس لم تصمد طويلا مثل الدادئية والسريالية....
القرن الحادي والعشرون جاء يحمل معه ثورة الاتصالات والمعلومات ووسائل الاتصال الاجتماعي التي حيّدت الطروحات النظرية في قاعات الجامعات ومراكز الدراسات وفتحت آفاقا واسعة امام القارئ الجديد،،،، الذي جعل منه عصر الاستهلاك السلطة الوحيدة في تقبل الأدب والفن بعيدا عن طلاسم النقد وشفرات المدارس النقدية ما بعد الحداثية وألعابها اللغوية.