نجوم هوليوود يقلبون باريس راساً على عقب! وعبدالوهاب يأكل لحم الخنزير بشراهة!

نجوم هوليوود يقلبون باريس راساً على عقب! وعبدالوهاب يأكل لحم الخنزير بشراهة!

لقلم صلاح ذهني
ان باريس الان فيها من نجوم السينما اكثـر مما في هوليوود نفسها.. ولا يوجد فندق من الفنادق الكبير الا وبه على الاقل نجمان او ثلاثة نجوم، وبعضهم قد استأجر شققا خاصة، وبعضهم قد اثر السكنى خارج حدود باريس من الضواحي الجميلة التي تحيط بها.

وفي الاسبوع الماضي كان حديث باريس يدور جدل قصص نجوم السينما او نوادرهم في باريس.. وكان اطرف هذه الاحاديث يدور حول اعلان نشرته الهيرالد تريبون في طبعتها الاوروبية ونشرته معها بعض صحف فرنسا وكان نص هذا الاعلان هو:"تعلن ادارة فندق جورج الخامس ان مدير الفندق لم يكن موجودا في مكتبه امس من الساعة الحادية عشرة صباحا الى الساعة الحادية عشرة والنصف وان الذي كان يرد على التليفون بدلا منه في هذه الفترة هو الممثل داني كاي، وهي تعتذر لحضرات عملائها الذين تحدثوا بالتليفون في هذه الفترة عما وجه اليهم وعن الردود التي تلقوها على اسئلتهم..".
ووراء هذا الاعلان قصة، فان الممثل السينمائي المعروف داني كاي يقيم في فندق جورج الخامس، وقد حدث ان كان يمر امام مكتب مدير الفندق في الساعة الحادية عشرة من ذلك اليوم فوجدخ خاليا ووجد التليفون يدق بلا انقطاع وهو تليفون المدير الخاص الذي لا يعرفه الا كبار العملاء.
ودخل داني كاي الى مكتب المدير فلم يجد احدا.. فجلس على المكتب واخد يرد على التليفون ردودا مضحكة هي خليط من الفرنسية والانجليزية خلال نصف ساعة.. فقال لاحد كبار زبائن الفندق وكان يسأل عن حجرز جناح له.
- ولماذا نحجز لك جناحا؟ الا تكفيك حجرة..؟ هل انت سمين جدا بحيث لا تستطيع ان تنام في حجرة واحدة؟
ورد علىاحد اصحاب الالقاب الانجليز ممن لا يخاطبون الا بلقبهم..
- اسمع يا صاحبنا.. ليس عندي وقت لابحث لك عن اصدقائك في الفندق فتعال بنفسك وابحث عنهم..
وقال لاخر:
- اقفل السكة ولا تثرثر كثيرا.؟ وهكذا.. حتى دخل مدير الفندق بعد نصف ساعة وانقذ الموقف وتوسل الى داني كاي ان يترك له مكانه وان يكف عن بهدلة عملاء الفندقّّ.
القطع الثلاث
وهبط الى باريس في اواخر الاسبوع الماضي الممثل جويجوري بيك.. وقد وصل به القطار الى محطة سان لازار قبيل الغروب وازدحم الكثيرون لرؤيته في المحطة..
ونزل جريجوري من القطار وكان معه 42 حقيبة بين حقائب كبيرة وصغيرة وتهافت الحمالون على حمل حقائبه وسار في وسط زفة كبيرة حتى وصل الى خارج المحطة.. واخذ يراجع الحقائب واحدة واحدة..
وقال الحمالون:
- مضبوط يا مستر بيك؟ 42 قطعة..
واجاب جريجوري.
- لا ابدا.. ناقص ثلاث قطع.. وعجب الحمالون واخذوا يعدون له الحقائب نائبا فاتضح انها فعلا 42 قطعة فقالوا.
- يا مستر بيك ان متاعك 42 قطعة وها هي كاملة؟
واجابهم جريجوري:
- ابدا ناقص ثلاث قطع.. زوجتي وطفلاي اين هم..؟
وجرى الحمالون وخلفهم جريجوري بيك الى داخل المحطة..
وعلى احد المقاعد الخشبية وجدوا جريجوري بيك وطفليه جالسين في استسلام في انتظار الفرح.
وظهرت في باريس هذا الاسبوع جريتا جاربو.. وجريتا جاربو اليوم هي نفس اللغز الغامض الذي عرفه الناس منذ عشرين عاما.. لا يعرف عنها احد شيئا.
وحدث في احد امسيات هذا الاسبوع ان ذهبت جريتا الى الجريل روم في فندق الكربون وجلست وحدها الى احدى الموائد..
وعرف مدير الفندق بوجودها فاراد ان يستغل ذلك للدعاية لمطعم الفندق فاتصل بادارة جريدة الانترانسيجان طالبا ارسال مصور.
وجاء المصور.. وبدلا من ان يلتقط صورة جريتا بسرعة وفي خفية وهي جالسة الى مائدتها اراد ان يتقنزح وياخذ صورتها في وضع غريب.
ورأت جريتا المصور وهو واقف امامها وعدسته مصوبة الها فرفعت يدها وحجبت وجهها وصاحبت فيه بجملتها الخالدة التي تطقها دائما في صوت حزين.
دعني وحدي ولم يستطع المصور بعد ذلك ان يلتقط الصورة وطلب اليه مدير الفندق نفسه ان يتصرف لان احدا لا يستطيع ان يغضب جريتا..
وخرجت جريتا بعد العشاء تسير وحدها في ميدان الكونكورد وشارع ريفولي.. ثم عادت بعد نصف ساعة الى فندقها.

الملك طلال على الشاشة
وشغلت قصة الملك طلال صحف فرنسا ون لم تشغل الرأي العام الفرنسي المشغول بما هو اهم من مسائل فرنسا الاقتصادية..
وكان احد الصحفيين المصريين يجلس في مقهى في حي سان جرمان بباريس والى جانبه كان يجلس المخرج والممثل اورسون ويلز وعرف اورسون ويلز ان صاحبنا عربي فقال له:
- الى اي حد وصلت مسألة الملك طلال؟
وقال الصحفي:
- انها لم تنته بعد.. هل تهمك مثل هذه المسائل.
واجاب اورسون ويلز:
- تهمني جدا.. انها تصلح موضوعا للسينما.. وسكت ارسون لحظة ثم قال للصحفي:
- لماذا لا تحاول ان تضع موضوعا للسينما من قصة هذا الملك المسكين.. وقال الصحفي:
- ومن يخرجه وينتجه.
واجاب:
- انا.. اني مستعد لانتاج فيلم عن قصة الملك طلال!!
ويقيم اورسون ويلز في فرساي ويهبط كل يوم تقريبا الى حي سان جرمان ويجلس في المقهى ويجلس على مائدتين في نفس المقهى اثنان من سكرتيريه.
وهو يعد عملا جديدا للسينما وطريقته غريبة غير مألوفة.. فهو يجلس الى مائدته يحتسي شرابه ويتحدث مع الجالسين ثم ينهض فيملي على احد السكرتيرين جملة ثم يعود بعدها الى مائدته.. وينهض بعد فترة ليملي السكرتير الاخر..
ويقول اورسون ويلز ان هذه الطريقة طريقة خلط العمل بوقت الفراغ من احسن الطرق.

امل الزوجة الشابة
وفي مطعم"الاسكارابيه دور"بباريس جلست استمع الى جاكلين ويلد بيك ممثلة الكوميدي فرانسيز المعروفة وهي تتحدث عن ذكرياتها عن المسرح.. لقد كانت جاكلين زوجة للكاتب الفرنسي الكبير.. ساشا جيتري وقد انفصلا منذ اعوام..
وسالت جاكلين عن زوجها السابق فقالت:
- انني اراه احيانا.. انت تعرف انه تزوج قريبا من فتاة صغيرة..
قالت:
- وهل هو سعيد؟
قالت:
- طبعا.. ليس هناك اجمل من ان تظم بين يديك الشباب ما دمت لا تستطيع ان تضعه بين جنبيك وترددت لحظة ثم سألتها.
- وهي!. هل هي سعيدة؟
واجابت:
-الامل في اليوم الذي تستطيع ان تغلق عينيه الى الابد باحدى يديها وتفتح خزانته باليد الاخرى..
ان ساشا جيتري قد تجاوز السبعين ومع ذلك فقد ساله احد الصحفيين يوما..
- هل يحب الشيوخ!
فاجاب على الفور:
- يجب ان نلاحظ ان القلب لا تثبت به شعيرات بيضاء..

لحم الخنزير
تغديت مع الاستاذ التابعي في مطعم خلف مسرح الاوديون يدعى"الكونسون دي ليه"وترجمتها"الخنزير الصغير"وهو مطعم قديم لا يرتاده غير الفرنسيين وكل جدرانه مزينة بقصائد شعرية عن الغداء والنبيذ والشهية وفي احد اركانه قصيدة تتحدث الى الزبائن الذين يرتادون المطعم داعية اياهم الى ان ياكلوا جيدا والا.. والا ماذا!
تقول القصيدة:
اذا لم تكن صحيح المعدة.. واذا لم تكن ذواقة.. واذا كنت من هؤلاء الذين ياكلون صنفا ويتركون الاخر لان معدتهم لا تحتمله.. اذا كنت احد هؤلاء.. فتفضل وارنا مرض اكتشافك! هكذا تقول القصيدة لزبائن المطعم.
وروى لي الاستاذ التابعي انه في عام 1938 كان عبد الوهاب ومحمد كريم في باريس يعدان فيلم دموع الحب قد دعاهما للغداء في هذا المطعم..
وجلس الثلاثة الى المائدة واخذ التابعي يقرأ لعبد الوهاب قائمة الطعام واذا بعبد الوهاب ينظر الى طبق فخم يحمله الجرسون الى احد الزبائن ويقول في اعجاب:
- لا.. لا.. انا عايز من ده.. ده باين عليه لذيذ قوي!
وعرف التابعي الصنف الذي اشار اليه عبد الوهاب ونادى للجرسون وطلب له منه.. دون ان يقول لعبد الوهاب انه.. لحم خنزير..
وجاء الطعام.. ومضى عبد الوهاب يلتهم في شغف طعامه.. ولكنه لم يكد ياكل نصف الطبق حتى قال التابعي:
- انت عارف ايه اللي بتاكله يا محمد ده..
واذا بعبد الوهاب يصيح فيه في توسل دون ان يتوقف عن الاكل قائلا:
- لا بلاش والنبي يا تابعي.. استنى لما اخلص اكل..
ومضى يلتهم من جديد حتى اصبح الطبق نظيفا يلمع.. وعندئذ قال في هدوء.
- كنت عايز تقولي ايه.؟ الطبق اللي اكلته ده اسمه ايه بقى.
وقال التابعي بهدوء.
- اسمه لحم خنزير اوري يا سي محمد..
وقال عبد الوهاب وهو يمصمص شفتيه..
- اخص عليك.. كده تخليني اكل لحم خنزير..
آخــر ســاعة/
حزيران - 1952