ادوارد البي: كنت أروي في كل واحدة من مسرحياتي حكاية مميزة

ادوارد البي: كنت أروي في كل واحدة من مسرحياتي حكاية مميزة

ترجمة: احمد الزبيدي
توفي يوم الجمعة 16 ايلول 2016، الكاتب المسرحي ادوارد ألبي الحائز ثلاث مرات على جائزة بوليتزر. وهو مؤلف المسرحية الرائعة (من يخاف من فرجينيا وولف؟)، وقال المساعد الشخصي له ان البي قد توفي عن. 88.عاما في منزله في بلدة مونتوك شرقي نيويورك. ولم يعط أي سبب للوفاة، على الرغم من أنه كان يعاني من مرض السكري. ومع وفاة آرثر ميلر وأغسطس ويلسون في عام 2005،اصبح البي أعظم كاتب مسرحي في أميركا.

قبل عدة سنوات، وقبل خضوعه لعملية جراحية كبيرة، كتب ألبي الكلمات التالية التي ستظهر في وقت وفاته: "لكم جميعا انتم الذين جعلتم وجودي على قيد الحياة امرا رائعا جدا ومثيرا جدا،لكم شكري وكل حبي ".
أصبح ألبي اعظم كاتب مسرحي بين ابناء جيله بعد ظهور مسرحيته (من يخاف من فرجينيا وولف؟)التي عرضت في مسرح برودواي للمرة الاولى في عام 1962. وقد حازت المسرحية على جائزة توني للاعمال المسرحية، ولا تزال تعتبر على نطاق واسع من افضل الاعمال المسرحية، وفي عام 1966 تحولت الى فيلم من بطولة اليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون.
كانت السخرية اللاذعة ما يميز أسلوب ألبي. وفي أكثر من 30 مسرحية، وجه انتقادات شديدة الى الدعائم الأساسية للثقافة الأميركية مثل الزواج، وتربية الأطفال، والدين وحياة الاثرياء الباذخة:
"إذا لم تكن لديك أية جروح، كيف يمكنك أن تعرف أنك على قيد الحياة؟" هكذا يسأل احد ابطال مسرحياته.
في مقابلة معه اجريت في عام 2008 يقول ادوارد البي (ان مايجعل المرء كاتبا مسرحيا هو شيء غريب او نزوة ما في دماغه،لقد مررت بجميع التجارب التي مر بها الاخرون جميعا،ولكن شعورا كان يتملكني في ان احول كل ما حدث لي والكثير مما كنت افكر فيه الى نص مسرحي،(النص المسرحي هو فعل احتجاجي يهدف الى تغيير البشر)، هذا ما كان يؤمن به ادوارد البي على الدوام، ويضيف انه يعتقد بان الكاتب اذا كان يحمل افكارا في رأسه فعليه ان يخرجها منه.
كان يتميز باسلوب غير عادي جلب له المتاعب والكثير من الانتقادات
وكان العديد من أعماله تجمعها أشياء مماثلة مشتركة: الحقد الذي يلهبه الخمر، والشعور بالقلق الذي لا يعرف كنهه، والطفل الضائع وسط الخلافات الزوجية و الضرب كل ذلك يعبر عنه في لغة تمتاز بالسخرية والعمق في آن واحد.
وفي المقابلات معه، كان ألبي يشدد دائما على فكرة وجود أوجه الشبه بين أعماله أو بين نظرته الساخرة وطفولته التعيسة.
ويقول في احدى المقابلات معه "كنت اروي في كل واحدة من مسرحياتي حكاية مميزة ". ويضيف في المقابلة التي اجريت معه في ايار 2001 "ما يوحدها جميعا هو أني أحاول ان اجعل الناس أكثر وعيا لما اذا كانوا يعيشون حياتهم بشكل كامل أو لا."
في عام 1962 كانت الولايات المتحدة تعيش فترة ما يعتبره الكثيرون الآن فترة من البراءة. كان جون كنيدي، أصغر رجل ينتخب رئيسا وكان السلام النسبي يسود في معظم دول العالم، وفي الولايات المتحدة ظهرت القيم التقليدية الراسخة. وبالكاد كان يمكن لاي احد ان يتوقع الاضطراب الكبير الذي كانت البلاد على وشك الدخول فيه، حرب فيتنام. واغتيال الرئيس كينيدي، ؛ وفضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1974.
ورغم ذلك، فقد كان السطح الهادئ في عام 1962، يخفي في اعماقه براكين. كانت العلاقات الأمريكية مع الاتحاد السوفياتي في كثير من الأحيان متوترة للغاية و في أوائل الستينات، كانت هناك مواجهات بخصوص برلين و كوبا. وكانت هناك محاولات من قبل السود لوضع حد للتمييز العنصري وليس من النادر ان يتم التصدي لها بالعنف من قبل البيض. وبدأعدد من كبار الكتاب يشككون في القيم الأميركية التي كانت على ما يبدو حتى ذلك الحين آمنة جدا.
في 13 تشرين الأول 1962، عرضت المسرحية في مسرح برودواي في مدينة نيويورك وحققت نجاحا شعبيا وكانت المحاولة الأولى في توضيح التيارات الادبية والفنية التي باتت تعبر عن عدم الرضا، وعدم الارتياح إزاء الحياة في أمريكا. كانت تلك هي مسرحية الكاتب ادوارد ألبي المعنونة من يخاف من فرجينيا وولف؟، قدمت المسرحية تحليلا نقديا لمجموعة المؤسسات عند الأميركيين مثل الأسرة والزواج، وطرق النجاح في الحياة واثارت المسرحية عاصفة من الجدل. وكانت هذه حالة نادرة آنذاك حيث انتقدت ما كان يعتبر مقدسا من التقاليد الأمريكية، وفعلت ذلك في لغة مروعة وجدها كثيرون مثيرة للقلق.
واعتبرها البعض "منحرفة" و "ذات لغة قذرة،" واصبح ادوارد
ألبي واحدا من أهم المسرحيين المعاصرين في المسرح العالمي. واحتد م النقاش حولها، حتى بين الناس الذين لم يروها أو يقرأوها!
من هو الرجل الذي غير عالم المسرح رأسا على عقب في عام 1962؟
ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال، فقد كان ادوارد ألبي دائما
رجلا ذا خصوصية.و أي شخص يفتش في حياة ألبي عن ملامح لاعماله
لن يصاب سوى بخيبة أمل. ولد ألبي في عام 1928، لابوين غير معروفين وتم تبنيه من قبل زوجين من الأثرياء في نيويورك. والده، ريد ألبي، كان يدير مجموعة من المسارح الاستعراضية. ووالدته، فرانسيس ألبي، كانت محامية وكان لها تأثير كبير عليه لفترة طويلة من حياته.
في 2001 ترحل شريكة حياته جوناثان توماس التي رافقته فترة طويلة من حياته،ويقول بعدها بسنين (لم استطع الكتابة لفترة طويلة من الزمن لم يتوقف حزني عليها كان يتبدل فقط،كان دائما يعاودني الشعور بعدم اهمية اي شيء في الحياة).
عن: يو اس اي توداي