كواكب هوليوود.. ضحايا هوليوود

كواكب هوليوود.. ضحايا هوليوود

لهوليوود كما لكل بلد ضحايا..
إلا ان الضحايا في بلد النجاح والشهرة وذيوع الصيت وكسب الملايين، هم في الواقع ضحايا يرقى لهم!!
وباسم "الحب" وعلى مذبحة تتعدد الضحايا، وقد قيل إن هوليوود تحدث فيها قصة غرام واقعية مقابل كل فيلمين غراميين تخرجهما شركات السينما، وهم ينتجون في كل عام عدة مئات من هذه الافلام يظل الحديث عنها فترة ما،

ولكن الحديث الذي يبقى ابداً هو عن علاقات هذه الممثلة بذلك الممثل، وعن الطلاق المنتظر بين هذين النجمين، وعن اختطاف زوجة من رجلها الذي عاشرته 15 عاما.. الخ الخ.
وقد اصبحت هذه الأمور عادية جداً تقابل بالاستخفاف ولا تترك اثراً لعداوة او بغضاء، فقد يدعو الرجل مطلقته وصاحبها الجديد في الأسبوع التالي، او يكون شاهد زواجهما، او بتزوجها مرة اخرى ويطلقها وهكذا دواليك.
ولكن اخطر قصص الحب هي التي يعقد احد طرفيها بين نجم معروف والظرف الاخر بين فتى او فتاة من غمار الناس، فهذه القصص هي التي تتقن الاشاعات في نسجها، وكثيرا ما يلعب شيطان الشهرة فيها دوره.
وقد وافانا البرق اخيرا باخبار تلك القضية الكبيرة التي اتهم فيها شارلي شابلن بارتكابه جريمة مع فتاة في أحد الفنادق، وقد ظلت القضية منظورة زمنا طويلا امام المحكمة حتى قضى المحلفون ببراءة الممثل المسكين الذي اضحك العالم، ولكنه قضى حياته الخاصة في سلسلة من المتاعب والتعاسات.
ضحية أخرى
وقبل قضية شابلن كان القضاء قد فصل في قضية اخرى مشابهة كان المتهم فيها ايرول فلين والمدعيتان فتاتين من لوس انجلوس، ثبت انهما قاصرتان لم تبلغا الثامنة عشرة وهو سن الرشد القانوني في كاليفورنيا.
وقد استعان رجال شركة وارنر بشتى الوسائل لينقذوا تجمهم الكبير فوكلوا له جارى جايملر اشهر المحامين، ودافع عنه كبار الكتاب السينمائيين، وبعد ان برئ الممثل من التهمة القذرة كانت الشركة لا تزال تخشى على سمعته، وارادت ان تنسى الناس هذا الحادث، فدبر قسم الدعاية حادثا غرامياً آخر بينه وبين آن شريدان عقب انتهائهما من فيلم "حافة الظلام" وسافر الاثنين الى المكسيك، فقيل إنهما سافرا ليجعلا الزواج خاتمة للحب العاصف الذي غزا قلبي الاثنين، وبعد ان كثرت الاشاعات والحكايات عاد ايرول فنين، وثبت انه كان في رحلة مع زميله الممثل ديبس مورجان، وان الاثنين لم يشهدا مطلقاً آن شريدان، وقد حسب الجمهور ان كل تهمة سابقة لأيرول فلين هي من هذا القبيل!
في عهد فالنتينو
وتذكرنا هذه المناسبة بالقصص الواقعية التي حدثت في عهود السينما الأولى أيام رودلف فالنتينو وولاس زيد وجون جلبرت وغيرهم من الكواكب المعاصرين، حيث كانت فتيات من أشهر العائلات في امريكا يختبئن تحت اسرة الممثلين ويقربن خدمهم بالمـــــــال، ويحكن المكائد لكي يتهم هـــــــــؤلاء الممثلون بهــــــــن، فيتلن من وراء هذه الفضائح شهرة وذيوعاً ويصبحن حديث كل الناس، إذا لم يصبحن زوجات لهؤلاء المشاهير!
ضحايا امرأة
انحدرت مادلين كارول من اسرة انجليزية محترمة، ونالت ثقافة عالية ممتازة، واشتغلت فترة بالتدريس، وفي سنة 1931 تزوجت من الكابتن فيليب اشلي من ضباط البحرية الانجليزية، وبعد حياة فنية ممتازة وسمعة طيبة في انجلترا سافرت الى هوليوود، ولما نشبت الحرب بدأت هي الاخرى حربا خاطفة على الرجال.
ففي عام 1940 هجرت زوجها ونالت طلاقها منه.
وقيل عنها شغفت حبا بالطيار الفرنسي اللفتنات ريشارد دي لاروبية، وإنها ذهبت تجري وراءه بعد سقوط باريس في ايدي الالمان، ثم هبت تبحث عنه في تونس وعرف الناس انه اصبح ضحية ثانية للمثلة الشقراء الجميلة بعد ان اعلن البرق في يولية عام 1941، ان النجمة السينمائية المشهورة مادلين كارول تاهت تجاه جزر باهاما في مركب شراعي كانت تديره مع الممثل السينمائي جترلنج هايدن في طريقهما الى جزر جراند تورك".
وقد قامت على الاثر ثلاث سفن وطائرتان من الاسطول الامريكي في المحيط الهاديء للبحث عن العاشقين اللذين فضحهما القدر، وبعد 12 ساعة اعلن الكابتن كولار الذي يقود طائرة برية ومائية انه عثر على الحبيبين بعد ان قضيا ليلة بطولها في أحد كهوف جزيرة "كوتن كاي".
وقد كفلت هذه المغامرة لسترلنج هايدن ان تظهره إحدى شركات السينما كوكبا امام مادلين في فيلم "ممر بهاما" وبالرغم من نجاح الممثل الجديد، فقد قيل انه ضاق ذرعاً بهوليوود وبالاشاعات التي نسجت حوله وبنظرات الناس وهمساتهم، فقرر مغادرتها مخلفا وراءه هذا المجد الذي ابتسم له لحظة من الزمان.
ولعل مادلين كارول اصبحت هي نفسها الضحية الرابعة لقلبها الذي عصف بثلاث رجال، فقد كانت تضطلع قبلا بدور المرأة العاقلة الكاملة، ولكن الشركات استغلت مواهبها الجديدة، فبدأت تظهرها في ادوار المرأة العابثة المستهترة.
ضحية الساحر
والساحر هنا هو الممثل المخرج اورسون ويلز الذي بهر هوليوود بافلامه المميزة بشخصيته وبالعابه السحرية التي يعرضها كل مساء في حفلات خاصة لاصدقائه، اما الضحية فهي دولوريس داريو المكسيكية لحسناء التي كانت في عيشة رضية مع زوجها سيدريك جيبونز المدير الفني لشركة مترو، فالقى الساحر حبائله حولها واضطرها الى الطلاق، وصرحت دولوريس لرجال الصحافة بانها ستقول "نعم" إذا سألها اورسون ويلز، ولكن هذا تزوج اخيرا من ريتا هايوارث بعد ان طلقها من زوجها السابق، وترك ضحيته تندب حظها وتلعن هوليوود والحب في هوليوود.

الاثنين والدنيا/ حزيران- 1944