المكتبة السرية

المكتبة السرية

ترجمة / عادل العامل
يعمل الدكتور أوليفر تيرل Oliver Tearle محاضراً بالانكليزية في جامعة لوبورو، إلا أن ما هو أكثر إثارةً للاهتمام أنه كاتب هزلي ورائع وباحث لا يكل ولا يمل في ما هو غريب أو شاذ بشأن الحقائق المتعلقة بالكتب. وهو يسعى هنا للإجابة على أسئلة عن الكتب لم يسبق لكم حتى بالتفكير في طرحها أبداً. على سبيل المثال:

هل تنبأت قصة الخيال العلمي على الإطلاق بالمستقبل على نحوٍ دقيق؟ ومن هو يوقليديس Euclid وماذا فعل من شيء يعد إنجازاً تطويرياً؟ ومن هو أول كاتب مسرحي كتب مسرحية تدعى "هاملت"؟ لم يكن شكسبير، بالتأكيد. كان رجلاً يدعى توماس كيد، الذي كتب مسرحية بعنوان "ماكبث" قبل أن يؤلّف وليام شكسبير مسرحيته بـ 12 سنة. وكانت تركز على موضوعة الانتقام، بل و تضمنت ظهور شبح أيضاً. وللأسف ــ وربما لحسن الحظ ــ أنها لم تستمر في الوجود.
كما نعرف من الكتاب أن هناك على النقود الأميركية عبارة e pluribus unum اللاتينية وهي مأخوذة من وصفة لأكلة بيستو، كتبها على وجه الاحتمال فيرجيل، الشاعر الروماني قبل الميلاد. (وهي تتكون أحياناً من الريحان، والثوم، والجبن، والزيت.. إلخ).
و أن أحدا لا يعرف شيئاً عن هومر: مَن كان، وأين عاش، وما إذا كان قد كتب أم لم يكتب الإلياذة والأوديسة. وكان الروائي الفكتوري صمويل بَتلر يعتقد بأنه ربما كان امرأة.
و أن قصيدة Beowulf الملحمية العظيمة القديمة (المؤلفة من 3182 بيتاً) ظلت مجهولة فعلياً ومنسية لنحو ألف سنة، حتى القرن التاسع عشر حين وُجدت في مخطوطة وحيدة نجت من احتراق بيوت، ومن الحرب الأهلية والاهمال العام قبل أن يعمل شخص ما نسخة أخرى في عام 1815.
وأن آل مونتاغ وآل كابوليت، الأسرتين المتنازعتين في مسرحية "روميو وجوليت"، كانتا موجودتين فعلاً وقد ورد ذكرهما في "الكوميديا الإلهية" لدانتي، وأن هذا العمل العظيم ينطوي، إضافةً للمادة المتعلقة بالمعتقدات الدينية والحديث عن الخطيئة والتخلص منها، على قدر مدهش من الكلام على الريح التي تخرج من البطن. ونجد هنا مالاكودا، أحد العفاريت الذين يساعدون دانتي ودليله الأمين الشاعر الروماني فيرجيل، يقوم من أجل مفاوضة أوساط الجحيم المتنوعة، بصنع بوق من مؤخرته ويطلق منه ريحاً على زملائه العفاريت!
ويقال إن دانتي كان قد علّم قطته الإمساك بشمعة له بينما يتناول هو الطعام أو يقرأ.
وقد ولدت أول كاتبة مسرحية انكليزية في عام 1537 ــ وقامت بترجمة "إيفيجينا في أوليس" ليوربيديس وتدعى جوانا لوملي.
وكان كتاب Acetaria لجون أيفلين عام 1699 أول كتاب يؤلف على الإطلاق حول السلَطَة (الزلاطة).
أما تشارلس دارون، فقد كانت الديدان مستحوذةً على ذهنه. وكان كتابه عن الموضوع، وعنوانه "تكوّن عفن النبات من خلال عمل الديدان، مع ملاحظات عن عاداتها"، قد فاق في عدد المباع منه كتابه الشهير "عن أصل الأنواع" خلال حياته. ونعلم أيضاً أن بعض ديدان الأرض لديها عشرة قلوب.
وكان أول كتاب للأديبة الانكليزية جورج أليوت، واسمها الحقيقي ماري آن إيفانز، ترجمة لعمل ألماني يرى أن الإنجيل ينبغي أن يُقرأ كأسطورة وليس كبيان واقعي أمين. وكان أيرل شافتسبيري يدعوه "أزعج كتاب تقيّأه فكّا الجحيم". وكان الكتاب الأفضل مبيعاً لأدغار ألان بو في حياته كرّاسا تجاري الطابع ألّفه حول الحيوانات الرخويّة mollusks.
كما نعلم من كتاب (المكتبة السرية) هذا أن معدّل ما بيع من رواية ميلفيل الشهيرة "موبي ــ ديك"، بين عامي 1863 و1887 كان 23 نسخة فقط في كل عام.
وكان هانس كريستيان أندرسون، الأديب الدانماركي الشهير، على درجة من التشاؤم بحيث أنه كان عند نزوله في الفنادق، يحمل معه على الدوام لفة حبل قد يحتاج إليها في هروبه إذا ما اندلع حريق في فندق!

عن / Mail online