مكتبة كولونيا في ألمانيا..(800) ألف كتاب «أون لاين»

مكتبة كولونيا في ألمانيا..(800) ألف كتاب «أون لاين»

إعداد - أحمد قوجة
شهد عام 2007 انطلاق خدمة الاستعارة الإلكترونية «الإعارة أونلاين» في عدد من المكتبات بألمانيا، وهي خدمة عصرية ومتطورة، وبرغم بدايتها البطيئة فإنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شبكة خدمات المكتبات المدن الكبرى، ونجحت في رفع معدل استخدام خدمة الاستعارة الإلكترونية بنسبة 62 في المئة حتى عام 2012، وأدت المكتبات العامة بفورتسبورغ وكولونيا وهامبورغ وميونيخ دور الريادة في هذا الصدد، وتتجه الآن معظم المكتبات الألمانية الكبرى إلى تقديم هذه الخدمة.

150 ألفاً
لمكتبة كولونيا العامة باع طويلة في هذا المجال، فهي تنفق أكثر من 150 ألف يورو سنوياً على الكتب الإلكترونية، وبرغم ذلك لا يمكنها تلبية احتياجات عملائها بنسبة مئة في المئة، وتحاول من خلال المتابعة المستمرة للاستخدام ولردود أفعال العملاء تقديم عروض جذابة وموجهة نحو الطلب.

وقد واجهت خدمة استعارة الكتب إلكترونياً بعض المصاعب في البداية، لكنها انتعشت بفعل عوامل عدة، أهمها اقتناع القارئ بأهميتها، وكذلك بعض العوامل الخارجية، مثلاً عندما شن موقع أمازون للكتب الإلكترونية حملة دعائية كبيرة لبيع أجهزة القراءة الإلكترونية، الكايندل، وبالتالي أصبحت الاستعارة أكثر استعمالاً، وكانت الذروة في عام 2012 حيث ارتفع معدل الاستخدام في المكتبة إلى 95 في المئة.

ويصل عدد الكتب الإلكترونية التي تجري استعارتها في الوقت الحالي إلى قرابة 20 ألف كتاب. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 200 ألف خلال عام 2017. ومع ذلك تعد هذه النسبة ضئيلة إذا ما قورنت بالاستعارة التقليدية، وهذا ينطبق أيضاً على حجم المعروض من الكتب الإلكترونية، إذ يصل حجم مجموعة الكتب الإلكترونية إلى 20 ألف كتاب مقارنةً بـ800 ألف من الكتب المطبوعة.
قراء جدد
برغم ازدهار خدمة الاستعارة الإلكترونية والكتب الرقمية، فإنها لم تجذب قراءً جدداً، أو من فئة جديدة لم تكن تقرأ في السابق، وجل من يستخدمون هذه الخدمة الجديدة هم من القراء التقليديين، أو من مستخدمي الخدمتين بالتوازي، وهم الحاضرون في العالمين الواقعي والافتراضي. وبالتالي، فإن الكتاب الورقي لم يفقد محبيه. وتراوحت أعمار المستخدمين الأساسيين للكتب الإلكترونية بين 40 و49 عاماً، و60 في المئة منهم من النساء، وهم في الغالب من القراء النهمين. وهناك إقبال شديد على الإصدارات الروائية، ويتزايد الطلب على قسم الاستشارات وعلى الكتب المسموعة التي تتناسب مع خدمة التحميل بشكل كامل.
إمكانات خاصة
تعمل مكتبة كولونيا على الحفاظ على الدور التقليدي للمكتبة بالتزامن مع إضافة التقنية الرقمية للخدمات التي توفرها، وهي تضم 800 ألف كتاب ويزورها 2.2 مليون شخص سنوياً. كما تعمل على توفير إمكانيات إضافية كتوفيرها شاشات عرض تمكن الزائر من استعراض جميع الكتب الإلكترونية الموجودة في المكتبة وتحميلها على أجهزة الحاسوب الشخصية.
الواقع الافتراضي
كما تقدم تقنية الواقع الافتراضي الذي يسهم في تعزيز التعليم الإلكتروني، علاوة على خدمات إلكترونية موجهة للأطفال لإلقاء القصص (story-tellin digital) التي تشبه الحكواتي، وبالإمكان تحميلها على أجهزة الهاتف المتحرك.
نغم ثقافي
وخصصت المكتبة مساحة خاصة لبعض الآلات الموسيقية كالبيانو، ولرقمنة الموسيقا وروبوتات تعليمية وطابعات ثلاثية الأبعاد، علاوةً على تنظيم وتوفير بعض الدورات التعليمية.
خدمات إضافية
هناك أيضاً خدمة إضافية تقدمها المكتبة، وهي خدمة استشارية لأجهزة القراءة الإلكترونية، وتشمل الاستعلام عن أجهزة القراءة وتجربتها تحت إشراف الخبراء، مع إمكانية إعارتها واختبار جميع أجهزة القراءة الإلكترونية الشخصية المتداولة.
الكتاب الرقمي
أكد المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، أن الحكومة تسعى بكل قوة إلى تمكين الانتقال نحو المجتمع الرقمي. وأشار إلى أن أهم عناصر خطة الحكومة نحو تحقيق التحول الرقمي، هو إنشاء قواعد بيانات قومية تدعم متخذي القرار، وقال إن لدى الحكومة رؤية واضحة لخلق مجتمع رقمي حقيقي وأن تتعاون مع الشركات العالمية لتنفيذها من خلال شراكات فاعلة لا تعتمد على الوجود في الأسواق فقط، بل تمتد إلى خلق مجتمعات رقمية في المنطقة كلها.
تراجع مبيعات الكتاب الورقي في المنطقة
أكد عدد من مديري دور النشر العربية المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، أن مبيعات الكتب الورقية في منطقة الخليج العربي تعتبر جيدة إلى حد ما، ولكنها تراجعت مقارنة بمبيعات السنوات الأخيرة بسبب التحول الرقمي، واعتماد طلاب المدارس والجامعات على الكتب الإلكترونية وحلول الكتب الرقمية على شبكة الإنترنت مكان الكتاب الورقي. وأشاروا إلى أن الكتاب الرقمي يشكل سلاحاً ذا حدين، إذ إنه يترك أثراً سلبياً بالنسبة لانتشاره الواسع بالنسخ الإلكترونية وإمكانية الوصول إليه بسلاسة أكثر وتكلفة أقل، ومن الناحية الإيجابية، فإن الشبكة العنكبوتية تسهم بالترويج للنسخة الورقية بشكل كبير وسريع.

كتاب نقدي يشخّص «الأدب الرقمي»
أصدرت الدكتورة مهى جرجور، الأستاذة في الجامعة اللبنانية، كتاباً نقدياً بعنوان «الأدب في مهب التكنولوجيا»، تلقي فيه الضوء على عدد من النّماذج الرقميّة العربيّة والغربيّة، كاشفة خصوصية كلّ منها، ومعرفة بخصائصها البنائية وإحالاتها الحضارية. وتساءلت الكاتبة عن: حدود هذا الأدب العابر للحدود؟ أيحافظ على خصوصية ما أم يعبّر عن رؤى إنسانية موحّدة؟ هل يسير باتّجاه توحيد الأنواع الأدبيّة التقليديّة في شكل أدبي واحد تختصره الرقمية في جلبابها أو يفتح الباب أمام أشكال جديدة لا تزال قيد التّشكل؟
عن البيان