في ذكرى رحيله.. جعفر الخليلي الاديب الصحفي

في ذكرى رحيله.. جعفر الخليلي الاديب الصحفي

اعداد: ذاكرة عراقية
في مثل هذه الايام من عام 1985 رحل عنا الاديب والصحفي والكاتب الكبير جعفر الخليلي (1904 ــ 1985). وفي هذه المناسبة نقدم هذا الموضوع المعد من (ذاكرة عراقية)..

طفولته
ذكر الاستاذ مشكور الاسدي ان جعفر الخليلي حدثني يوما عن سيرته مع ابيه رحمه الله فقال:
اذا استثنينا بعض مراسيم الاحترام والطاعة نحو ابوينا فنحن الاخوة (الابنان عباس وجعفر) والبنات الثلاث وهن اكبر من الابنين (والاستاذ جعفر اصغرهم جميعاً)

كنا نعيش مع ابوينا كاصدقاء على وجه التقريب فقد فسح لنا ابونا في مجال الحرية حتى عودنا ان نقول في حضرته شيئاً كثيراً مما قد لا يسوّغه الاباء الآخرون لأبنائهم في تلك العصور، ولذلك لم يتوان أخي عباس ان ينتقد من ابيه بعض ما كان يقرأ علينا من نظمه ويناقشه في السهو والغلط، ولا ازال اذكر جدلاً وقع بين أبي وأخي حول بيت من رباعية من نظم أبي نسيت البيت الاول منها وبقي البيت الثاني الذي جرى الجدل حوله وهو قول أبي:

فما لهذا التمني قيمة ابداً
إذا أتاك جواب القول لم ترني

وقال أخي لأبيه ان الذي أفهمه هو ان مقصودك هو ان تنفي المستقبل وتقول (لن تراني) ولكنك نفيت الفعل في الماضي وهذا خطأ.. وبعد مناقشة أيد أبي اعتراض أخي عليه وأحسب انه كان رحمه الله يتحاشانا او يتحاش بالاحرى اخي عباس في النظم فقط.. أما في القواعد العربية الأخرى من نحو وصرف ومعان وبيان فأليه يرجع فضل تقويمها فينا.
وقال الخليلي جعفر: وأذكر ان ابي سألني يوما عن اسباب نصب كلمة (كريم) ثوابه – من الجملة التالية: (فقبضك اليه باختياره لك كريم ثوابه) فلم اهتد للسبب، وسأل أخي فلم يهتد هو الآخر ايضاً لأن ابي كان قد فصل بين الجملة وقرأها كما لو كانت جملتين واقفاً عند كلمة (باختياره) فاضاع علينا اعرابها كمفعول للمصدر، ولا نسل هناك عن الضحك والسخرية بنا من ابينا تشفيّاً مما قد كنا نوءاخذه عليه في نظمه او يواخذه اخي على الأصح.
ومن ذكريات طفولة جعفر ان اهله كانوا يزينون رجليه بالجلاجل (الجناجل) من الفضة تدليلا وتحبباً، فخرج يوما وحده الى الشارع وهو ابن ثلاث سنوات او اربع فرأه سقاء يحمل قربته ظهر حماره فحمل الصبي وأركبه على الحمار ونزع من قدميه الجلاجل وهو غافل عن ذلك، مسرور يركب الحمار! ومن الغريب حقاً انه وقع لأبنه (هاتف) مثل هذا الضبط مع سقاء يحمل الماء على حمار ايضا وهو ابن ثلاث سنوات او اربع والفرق هو ان جلاجل (هاتف) الابن كانت ذهباً ولم تكن فضة كجلاجل ابيه.
ومن ذكريات طفولته كذلك انه كان كبعض لداته كثير البحث عن اعشاش العصافير يتسلق لأجلها الجدران و(الشناشيل) حيث يستطيع الوصول الى تلك الاعشاش ومرة كان قد تسلق احد (شناشيل) دار يسكنها الشيخ صادق الايرواني في النجف فطرق احد رفاقه من الاطفال باب دار الشيخ وهرب، ولم يسع الخليلي النزول من الشناشيل والهروب، فخرج الشيج الايرواني والخليلي لايزال معلقاً خوفاً من بطش صاحب البيت فطمأنه الرجل بأنه لن يصيبه باذى اذا ما نزل ولكنه ما كاد ينزل وتطأ قدماه الأرض حتى انهال الشيخ صادق عليه بالضرب ولايزال هذا الشيخ الفاضل حيا يرزق وقد كبر الخليلي وكلما رأه الايرواني في الطريق سلم عليه ولا يدري الخليلي هل يذكر الشيخ الايرواني ذلك الحادث الذي مضت عليه السنون ام انه نسيه. وهل انه يسلم عليه اليوم تكفيراً عن الماضي؟ ام انه يسلم عليه لمجرد الاحترام.
ومن ذكرياته انني حدثني بها مرة عن طفولته هي ان اطفال محلته في النجف قد جعلوه – لجرأته – رئيساً عليهم في (حربهم) مع (المحلات الاخرى) وكان اولاد المحلات في بعض الاحياء يغزو بعضهم البعض حينا. وفي احدى الغزوات التي قام بها الخليلي وجماعة من ابناء محلته وهي محلة (العمارة) على محلة (الحويش) خرج عليهم جمع من سكان الحويش وكان اغلبهم من البناثين وفي ايديهم (الات وادوات البناء) ووقعوا بهم ضرباً إلا ان الخليلي استطاع التخلص بحيلة وهو انه لم يهرب بل مثل دور المتفرج المستطرق الذي لا علاقه له بهذا الغزو..! فانطلت الحيلة على هؤلاء ولم يمسوه بسوء.
ومن الحواد التي مرت به في الصغر، وهو طالب في المدرسة ولا يزال يذكرها بألم انه رأى زميلاً له يسرق بعض الادوات المدرسية وكثيراً ما كان يقع مثل هذا ولم يعرف السارق فأخبر الخليلي المعلم ثم مدير المدرسة وكان من نتيجة ذلك ان طرد التلميد السارق وظل ضمير الخليلي يوبخه لأنه هو وليس غيره الذي كان سبب ذلك الطرد وحرمان الطالب من المدرسة. وانه ليذكر الحادث ويحس بالكثير من وخز الضمير ان يكون قد سبب لطالب الحرمان وان كان مستحقاً للعقاب.
الصحافة
ينقل لنا الاستاذعبد الرزاق الحسني ان اول صحيفة صدرت لجعفر الخليلي حملة عنوان اسم (الفجر الصادق) وكانت تصدر مرة واحدة في الاسبوع وقد ولد عددها الاول في 7 / آذار / 1930، وفقاً لرواية فائق بطي فأن هذه الصحيفة لم تستمر الا ستة أشهر حيث يقول:»في 7 / آذار / 1930 اصدر جريدة (الفجر الصادق) في النجف الاشرف اسبوعية في ثماني صفحات دامت ستة اشهر» وكانت هذه الصحيفة ادبية وصفها عبد الرزاق بالصحيفة الادبية الراقية.
اما الصحيفة الثانية التي أصدرها فحملت عنوان (الراعي) وهي جريدة سياسية صدرت عام 1932 ووفقاً لما نقله حيدر المرجاني فان هذه الصحيفة أسبوعية صدر عددها الاول يوم الجمعة 1353هـ / 1932م واستمر صدورها لمدة سنة وصفها فائق بطي بالقول:»جريدة (الراعي) في النجف اسبوعية من اثنتي عشرة صفحة. الغت الغت امتيازها الحكومة انذاك لمواقفها السياسية ضد تدخلات الانكليز في شؤون العراق السياسية والثقافية».
ومن الغريب ان المؤرخ الراحل عبد الرزاق الحسيني لم يشر الى هذه الصحيفة رغم ان كتابه تحدث عن الصحف التي صدرت عام 1933م. اما ابرز الصحف التي اصدرها جعفر الخليلي والتي استمرت لاكثر من (14) عام فهي مجلة (الهاتف) وهي مجلة اسبوعية تعني بشؤون الثقافة والادب صدر عددها الاول في 3 / آيار / 1935، قال عنها فائق بطي:»كانت من ارقى المجلات الادبية الصادرة في تلك الفترة حيث استقطبت الاقلام الشابه من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية» لقد استطاع جعفر الخليلي ان يستمر في اصدار مجلة (الهاتف) رغم العقبات والصعوبات التي واجهها، فقد اضطر الى بيع كتبه ومكتبة والده الثمنية من اجل شراء الورق الذي ارتفع الى اسعار عالية جداً في سنوات الحرب العالمية الثانية واستمرت المجلة في الصدور بسبب تضحيات صاحبها رغم ان العديد من الصحف افل نجمها بظروف ومصاعب اقل من تلك التي تعرضت لها مجلة (الهاتف).
وفي عام 1949 انتقل بأمتياز هذه الصحيفة الى بغداد حيث اصبحت جريدة يومية سياسية لتعود بعد ثلاث سنوات الى مجلة أدبية تصدر بصورة اسبوعية واستمرت في الصدور حتى عام 1954م حيث الغي امتيازها شأنها شأن باقي الصحف العراقية التي الغي امتيازها من قبل رئيس الوزراء نوري السعيد

ما كتب عنه
سالته مجلة الاذاعة والتلفزيون سنة 1975 عن رايه بما كتب عنه فقال:
- اعتقد انني قد حظيت باكثر ما كنت اتوقع من التقدير عند عدد من فحول رجال الأدب وائمته كميخائيل نعيمة، وعجاج نويهض، وجورج صيدح، والياس فرحات، ومحمد عبد الغني حسن، ومن العراق، ذو النون ايوب، والدكتور صفاء خلوصي وعبد المجيد لطفي، وعبد الحق فاضل، والدكتور مصطفى جواد، وفؤاد عباس، وروكس العزيزي، وغيرهم وقد نشر كل واحد من هؤلاء غير مرة اراءهم التي كالوا بها الثناء لي اكثر مما استحق ولا اشك ان هناك من اشاروا في كتبهم بامور كان مبعثها الغرض في نفوسهم اكثر من البحث عن الحقيقة، فهذا واحد منهم ياخذ علي هفوات ولكنه لا ياخذ مثلها على الذين كتب عنهم، ويضع لأولئك مانشيتات في كتابه، ويهملني متعمداً ثم يخص لكل كاتب قصة بباب مستقل اما انا فيدرجني ضمن الكتابة درجاً والغريب ان الكثير من الكتاب ينسبون كتاباتي – حقا ام باطلا – الى ما يسمى بالسهل الممتنع، اما صاحب هذا الكتاب فيسميه (بالركة) وان مثل هذا قد اقرأه ولكني لا أؤاخذ كاتبه على ما يكتب لأني اعتقد ان المنتوج مني خرج من يد صاحبه صار ملك الناس، وللناس وحدهم ان يقولوا فيه ما يريدون ان يقولوا، وكيفما كان الأمر فاني لقيت من كبار الكتاب اكثر ممنا استحق وانا اقول ذلك ليس من باب التواضع، وكان من بعض هذا التقدير، ان اقام لي الاستاذ سالم الالوسي حفلة تكريم بمناسبة اليوبيل الذهبي واقام لي مثله فؤاد عباس وجرى مجراه الحاج طالب، ولو لم ارج والح واصر على الاكتفاء لتوسعت وقد شارك فيها خبرة اهل الادب بكلماتهم وشعرهم، كان من بينهم العالم الكبير خليلي الله خليلي سفير الافغان وعميد السفراء ببغداد، وكان من بينهم فضيلة الشيخ جلال الحنفي، والطبيب البارع الدكتور عبد المجيد القصاب، وفؤاد عباس والشاعرة رائدة الشواعر ام خلدون وغيرهم.

كتابة القصة لدى الخليلي
كتب الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي عن ادب القصة لدى جعفر الخليلي، ومما قاله:
تتوضح صورة ألف ليلة وليلة عند الخليلي عندما يقول انها (صنيعة الزمان) اي انها (وليدة عدة مؤلفين فكل زمان كان يضيف عليها كاتبا وينسبه الى الاصل، وهو يحدد اصل الف ليلة وليلة بانه (لم يزد على قصتين او ثلاث قصص كتبت اول ما كتبت في القرن الثاني للهجرة.
ولست اريد ان اناقش هذا الراي الجريء في هذه الملحمة بقدر ما أردت القول ان الراحل قد تعلق بفن القصة وهو صبي صغير وكتب (التعساء) عام 1922 وهو يعتبرها قصة ويود لو انه لم يكتبها فيما لا يتحدث عنها احد النقاد بشيء سوى الدكتور عبد الاله احمد الذي يشير اليها في فهرسته عن القصة العراقية كأول مطبوع للخليلي دون ان يحدد هويتها (قصة طويلة) مجموعة قصص، (رواية) كعادته في حقل القصص المتفرقة يذكر د. احمد ان اول قصة منشورة للخليلي هي القدر في جريدة الوطن في 21 حزيران 1929 حيث يتبعها في ذات الجريدة بعدة قصص قصيرة لتظهر قصته (المطر) في العدد الثامن عشر من السنة والأولى لجريدة الهاتف التي اصدرها هو عام 1936 في النجف ثم نقلها الى بغداد بعد ذلك.
ومن يتتبع فهرست د. احمد يجد ان الخليلي قد نشر معظم قصصه في الهاتف وان روايته (الضائع) قد نشرت في مجلة (الدنيا) الدمشقية لعبد الغني العطري ومجلات (اهل النفط) و(الجزيرة) و(العدل).
ان ثلاثة عشر عملا ادبيا بين قصة ومجموعة قصص ورواية يبدأ تاريخ صدورها منذ عام 1922 حتى 1956 بالاضافة الى عشرات الكتب الأخرى في تاريخ القصة العراقية والذكريات الأدبية والتاريخ لكاتب واحد ليست عملا هيناً، فقد ودعنا جعفر الخليلي عن واحد وثمانين عاما حافلة بالعطاء ولست اجد جملة واحدة تكفي لاختصار انجازات هذا الرجل الذي شكل مع ذا النون ايوب وعبد المجيد لطفي ثلاثي الاداء القصصي الواقعي بعد محمود احمد السيد وكانوا عمالقة القصة العراقية الذين ارتكزت عليهم كل التجارب التالية حيث حفروا الأرض اليباب باصابعهم ليكتبوا لنا قصصاً (حديثة) بالمعنى الذي اصطلحوا هو عليه لا بالمعنى الذي اصطلح عليه المجددون الذين تبعوهم مثل فؤاد التكرلي وعبد الملك نوري ومحمد روزنامجي.
ان نتاجات الثلاثة الأواخر الأولى كانت مشابهة لنتاجات الثلاثة الرواد قبل ان يلتفتوا الى ما حولهم وما يجري من تجارب في العالم فيحولوا بين قصصهم والسرد العادي والرؤية من الخارج، لقد نقل الخليلي ولطفي وايوب القصة من جو المقامة والسجع والحكاية العادية الى جو اقرب الى فنية القصة الموباسانية حيناً والى الحكاية المتمتعة بحالة من التشذيب واصطناع المقدمة القصصية المألوفة والذروة الدرامية والختام وهم في ذلك يملكون فضل التأسيس.
جعفر الخليلي وحده من بين الجميع انصرف الى القصة كتابة واصداراً واصدر جريدة الهاتف ثم عددها القصصي وكتابها السنوي ليكون كل هذا الجهد في خدمة القصاصين العراقيين والعرب حتى توقف عن العمل الصحفي الرائد هذا منصرفاً الى بعض المشاريع الأخف جهداً بسبب التعب وتعقد الحالة السياسية قبل الثورة.
اهتم جعفر الخليلي بتصوير الحالة الاجتماعية في قصصه القصيرة ورواياته (الضائع، في قرى الحب، كنت معهم في السجن، وغيرها) ولم يهتم بالجانب الفكري المباشر لأنه كان يحاول طرح النموذج الاجتماعي العادي وصولاً الى الايحاء بالحالة الفكرية.
واذا كان جعفر الخليلي قد كتب القصة ضمن مواصفاته الخاصة تشذ عن فنيتها الحديثة ووجد في نفسه القدرة على ان يخلط صيغة المقالة بالأداء القصصي وان يتدخل وسط النص فان هذه (السلبيات) الفنية ينبغي ان تؤخذ مقابل زمنها فقد اهتم الخليلي بكتابة هذا اللون من الادب الذي لم يكن يعتبر ضمن صنوف الأدب الأخرى كالشعر والبحث حتى اوقفه كجنس ادبي على قدميه هو والرجال الآخرون الذين ضحوا في سبيل جمال الكلمة وعطاء الابداء الذي قدموه للنفس تحت هذا الباب الواسع المطل على الحياة.. باب القصة والرواية.

الرحيل
يذكر الاستاذ مير بصري عن وفاة الاستاذ الخليلي قائلا:
حين علمت بوفاة الصديق جعفر الخليلي بادرت الى الكتابة الى ابنته فريدة معرباً عن ألمي وحزني لهذا النبأ الفاجع. وقلت انه حي باثاره الأدبية وحيّ ببناته، واستشهدت بابيات من قصيدة احمد شوقي في رثاء شيخ وزراء مصر مصطفى فهمي باشا:
أنّ البنات ذخائر من رحمة
وكنوز حب صادق ووفاء
الساهرات لعلّة او كبرة
والصابرات لشدة وبلاء
والباكياتك حين ينقطع البكا
والزائراتك في العراق النائي...

وقد جاءني جوابها يقول: ((بكيت اليوم بكاء مراً، ولا يعني انني نسيت البكاء، فهو يرافقني منذ رحيل أبي، لأنني فقدت صديقاً وإنساناً وأبا ومؤنساً في الوحدة والغربة، وبكائي اليوم جاء حسرة على أبي الذي مات وهو يلهج بك، مات وهو لاينساك قط، مات في قلبه حسرة على من عرفهم واحبهم، رسالتك اثرت شجوني، اثارت ذكريات تلك الأيام الحلوة في دارتكم العامرة ومأكولات السيدة اللذيذة والبنات الجميلات الحبيبات. كان عسيراً علينا ان ننساكم حتى في أوج محنتنا وغربتنا)).
ثم قالت ان اباها كان يعاني الآم النقرس والضغط العالي والقلب واشتدت عليه الوحدة القاسية، وليس معه غير ابنته فريدة التي رافقته في كل مكان. وقد مضيا في السنوات الأخيرة إلى المانيا وفرنسا وسويسرا، وقالت انه كان يزور اختها في دبي شتاء. وشاء القدر ان تذهب فريدة معه لأول مرة، فاصيب هناك بجلطة قوية ونقل الى المستشفى حيث عاش اسبوعاً وهو يتمتع بالصحة والراحة والعناية الفائقة. ونظم الشعر الجميل في مدح الطبيبات والعاملين على راحته... لكنه توفي في 2 شباط 1985، واقيمت الفواتح على روحه في سورية ولبنان ودبي والشارقة، وجرى تأبين الاربعين في سوريا والشارقة وفي مصر برعاية نادي الأدب الحديث.