ان الفتاة التي عرفها المجتمع المصري باسم فايزة الطرابلسي ثم عرفها باسم الاميرة فايزة العراقية قد استردت اسمها القديم وعادت الى وطنها بوصفها السيدة فايزة هانم الطرابلسي.
وهي تعيش اليوم حياة هادئة في منزل والديها الذي يطل على النيل وبين افراد عائلتها.. والحياة التي تعيشها اليوم خالية من تقاليد الامارة بل هي حياة عادية بسيطة..
وكل من يعرفها وقد رآها بعد عودتها يجد انها لم تتغير.. وان ابتسامتها الرقيقة لم تفارقها.. وهي تعبر عن صفاء وهدوء.. ولا يجد كل من يثيره الفضول اي اجابة منها على فضوله. فهي لاتتكلم عن تفصيلات الظروف التي احاطت بها في العراق.. وكل ما تقوله هو انها تدعو لسمو الوصي بالسعادة.. ثم تذكر فضائل الملكة عالية.. وتدعو لها بالشفاء والعمر المديد.. والعراق بالنسبة لها ما زال القطر الشقيق.
وتلقى فايزة هانم نظرة طويلة الى الافق البعيد ثم على جبال المقطم.. وعلى القلعة. وعلى ماذن المساجد البعيدة.. ثم تتبع بنظرها القوارب باشرعتها البيضاء التي تجري على مياه النيل.. وتسبح في ذكريات الامس وفجأة تبدو عليها سعادة خفية.. ان بين هذا كله تريد ان تعيش ايام الغد.. ثم تتنهد وهي تسرح بخاطرها الى حياتها المقبلة، ويأتي ابن شقيقتها الصغير ويقطع عليها تفكيرها.. ويجذبها من يدها حتى تجلس امامه ليقص عليها نكتة سمعها اليوم.. فتضج الشرفة بضحكات سعيدة.
آخر ساعة/ أيلول - 1950