صدر قديما: مقدمة إبن خلدون

صدر قديما: مقدمة إبن خلدون

مؤلف المقدمة وضعها في مقتبل كتابه في التاريخ والذي عنوانه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر) لتبيان آرائه في علم التاريخ والعمران الحضاري وأحوال الناس في المعاش ,

وهو ما يعبر عنه اليوم بعلم الاجتماع , فيما وجد فيه آخرون ومنهم حليم بركات وبرهان غليون وعباس الجراري وداود سلّوم وكاظم سعد الدين بداية للتفكير في علم الفولكلور.
المؤلف : هوعبد الرحمن أبو زيد ولي الدين أبن خلدون , ولد في أول رمضان 732هـ /27 مايس 1332 م في تونس وتتلمذ على ابيه وعلى أشهر علماء عصره حيث درس علوم القرآن والفقه والطبيعة والفلسفة والرياضيات وعلم المنطق , ثم توقف عن اتمام دراسته وهو ابن الثامنة عشرة لوفاة والده وحلول مرض الطاعون مما أوجب هجرة الكثير من علماء المدينة , فاضطر ابن خلدون الى العمل والدرس معا. كانت أول وظيفة شغلهاوظيفة كتابة العلامة لدى وزير تونس محمد إبن تافراكين الوصي على العرش ,ولما دالت دولة الوزير رحل إبن خلدون الى الجزائر حيث حل وأهله في قسنطينة.
في سنة 755هـ ارتحل الى فاس وعمل كاتبا في بلاط السلطان ابي عنان وكان عمره آنذاك لايتجاوز الثانية والعشرين وظل في وظيفته هذه سنتين حتى سجن لمشاركته في مؤامرة ضد السلطان مدة سنتين ايضا أطلق سراحه بعدها واعيد الى عمله , ثم اتيح له ان يتقدم في منصب الوزارة زمن السلطان أبي سالم , وأن يأخذ ديوان المظالم اضافة الى عمله وأن يعودالى الدرس بشكل أفضل على يد علماء عصره ,ان يبدأ كتابة مؤلفات صغيرة كانت تمهيدا لكتابه الاهم (العبروديوان المبتدأ والخبر) في سنة 764هـ رحل إبن خلدون الى الاندلس حيث أحتفى به سلطان غرناطة محمد بن يوسف بن اسماعيل أبن الاحمر ووزيره الشاعر لسان الدين بن الخطيب , وكان صديقه ,فتقدم في مجلس السلطان الذي ارسله سفيرا له الى ملك قشتالة بطرس لابرام الصلح بينهما, اكمل كتابه هذا في اربع سنوات وهو في قلعة إبن سلامة , ثم رأى أن يرجع الى بعض المصادر التي تساعده على الدقة وتنجيه من الاعتماد على الذاكرة, فسافر الى تونس حيث نزل في ضيافة سلطانها ابي العباس حيث أتم كتابه المهم هذا خلال اربع سنوات اخرى واهدى نسخة منه الى السلطان ابي العباس أحمد, وعرفت هذه النسخة بالتونسية.
سافر أبن خلدون لمصر وهو يعتزم الحج لكنه مكث في القاهرة حيث التف حوله الناس وأخذيلقي دروسه في الجامع الازهر وسط اعجاب الحضور بعلمه الوافر وحسن ادائه , توفى إبن خلدون في 26 رمضان سنة 808 هـ / 16 آذار1406م عن76 عاما في القاهرة وقد ترك الكثير من كتب التاريخ واشهرها كتاب العبر.
تنقسم مقدمة ابن خلدون لكتاب العبر الى تمهيد في ست صفحات عن التاريخ وروايته , ثم تأتي ستة بحوث سماها ابن خلدون فصولا هي 1- في العمران البشري ويشتمل على ست مقدمات وتعريفات في اصول نشاة البشرية والحضارة 2- في العمران البدوي والامم الوحشية والقبائل 3- في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية 4- في البلدان والامصار وسائر العمران 5- في المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع وما يعرض في ذلك كله من الاحوال 6- في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه وسائر وجوهه. درس إبن خلدون الكثير من علوم زمنه منها علوم القرآءات والفقه والفرائض والطب الروحاني واسرار التنجيم وحساب الجمل والزيرجة وسواها, اضافة الى علوم الرواية والتاريخ والاصول الحضارية للمجتمعات.