اللعبة الملكية

اللعبة الملكية

علاء المفرجي
اللعبة الملكية (أو لاعب الشطرنج)، قصة بقلم الكاتب النمسوي ستيفان زفايغ، نشرت للمرة الأولى عام 1942، بعد وفاة المؤلف. هذه القصة هي موقف زفايغ الأخير، وشهادته الأخيرة للعالم، ما جعلها تنوء بالعبء الثقيل للرمز.

تهتم القصة بشكل رئيس بمباراة للشطرنج، تقام في باخرة خلال جولة بحرية، بين متبارين متغايري الشخصية، وهي صراع اسطوري بين خصمين.
ميركو زنتوفك فلاح معجزة، يتملك بشكل غير واضح، صفات تطهرية، يفجرها في مشهد عالم الشطرنج. بالرغم من عجزه من اللعب من الذاكرة (لعب الشطرنج بعصابة على العينين)، والتي يشبهها زفايغ، بحالة عازف كونشرتو بيانو الذي يعجز عن الاداء بدون نوتة موسيقية، فإنه يجاهد لخوض بطولة العالم من اجل المجد والكسب المادي.
بالمقارنة معه، فإن خصمه في المباراة النهائية، دكتور بي، يتملك سعة تخيلية هائلة في اللعبة، مكّنته من البقاء حياً في سجن النازيين الانفرادي، بقدرته الاستثنائية على لعب الشطرنج في مخيلته.
ثيمة القصة الرئيسة هي سبر العلاقة بين الشطرنج والجنون. لتفادي الألم النفسي المبرّح الذي ينتج عن حبسه، صان الدكتور بي سلامة عقله من خلال اكتشافه كتاب عن اللعبات الرئيسة، اذ يلعبها بلا نهاية، ويتعلم بشراهة كل لعبة حتى تستحوذ على مخيلته وتطوقها، فيغدوا مستنفذاً من خلال الشطرنج. يدعو زفايغ سلوكه الوسواسي هذا، بالسم الشطرنجي. بعد أن يتشرب بكل لعبة في الكتاب، يبدأ الدكتور بي باللعب ضد نفسه، مطوراً قدرة فصل جسده الى شخصين: رابح وخاسر. هذا الصراع يقوده في النهاية الى الانهيار العصبي، الذي يفيق منه أخيراً، ليجد نفسه في مستشفى المجانين. قوته الأعظم هي أيضاً، ضعفه الأعظم : انه يتمثل مباراة في ذهنه ويعيدها تكراراً، بكل ما يملك من قدرة تخيلية، لكن ترّو زنتوفك ورباطة جأشه، تقوده الى الاضطراب العقلي وفي النهاية الى الجنون، حتى يتوّج الأمر بهزيمته الدراماتيكية.
تعكس القصة الأحداث التي مهّدت للحرب العالمية التي شهد فيها زفايغ صعود الريفيين الوحشي وتحولهم الى سلطة دكتاتورية في المانيا. زنتوفك هو، بهذا المنحى، تمثيل لأدولف هتلر، بينما خصمه يرمز الى الحلفاء المكسورين.
ألهمت هذه القصة، عام 1997، الفليم القصير”لعبة جيري".