لندن  تؤبن الزاهد الشيوعي غانم حمدون

لندن تؤبن الزاهد الشيوعي غانم حمدون

لندن / المدى
عبر الشريط السينمائي والذكريات والموسيقى والشعر، أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا حفلاً تأبينياً مهيباً بمناسبة أربعينية الفقيد الدكتور غانم حمدون، وذلك يوم الأحد 9 نيسان 2017 على قاعة المركز البولوني في همرسمث غرب لندن.

وبعد وقفة حداد، أكد الإعلامي فلاح هاشم في تقديمه للحفل أن الرفيق الراحل "ترك ثروة كبيرة علينا أن نتقاسمها، وهي تكفينا جميعاً، ترك فينا مثالاً يحتذى في الترفع عن الصغائر والجود حتى النفس الصغير. وترك كذلك لنا أيضا أبلغ صورة للزهد بما هو معنوي، فكان يكتب ويترجم وينشر دون إسم او بإسم مستعار، لا باحثاً عن ضوء ولا مجد ولا حتى عن ذكر للجهد. شيء يصعب أن يقوم به إنسان إلاّ اذا كان ملائكي الروح و التكوين".
ثم توالت بعدها كلمات وذكريات الحضور اشترك فيها الرفيق فاضل محمد عن منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا، والدكتور جميل نصيف من أصدقاء الفقيد، والدكتورة سلوى السام، والشاعر فاضل السلطاني، والأستاذ مجيد الحاج حمود، والشاب سلام عادل حبه، والاستاذ مصباح كمال، والأستاذ طالب حبيب عن التيار الديمقراطي في لندن، والدكتور عدنان رجيب.
وأوضحت الكلمات عمق الفقد برحيل الدكتور غانم حمدون، "الشيوعي الصارم والحريص في أداء مهامه الحزبية لخدمة شعبه ووطنه، ومساهماته القيمة في إعلاء شأن الثقافة التقدمية من خلال منجزه الثقافي ودأبه على الكتابة".. وهو ايضاً "الزاهد والمترفع عن كل ملذات الدنيا، لا يكل ولا يمل وظل نارا وطنية متأججة. وكان دائماً هادئاً مستمعاً مبتسماً لا يفقد رباطة جأشه، وهو من القلة القليلة التي حافظت على مبادئها وسلوكها القويم رغم المصاعب التي مر بها. وتميز بحرصه على التشجيع المواهب وتقديم النصائح". وأمتاز عمله التربوي بالإخلاص وحرصه على الإهتمام بتطوير التعليم سواء من خلال الوظيفية أو من خلال كتاباته. ويعد الفقيد أحد مؤسسي فرع التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة، ولم يبخل بنصح او مشورة او تعاون لتطوير عمله، وكان حريصا على حضور اكثر نشاطاته وفعالياته.
كما قدّمت في الحفل قصيدة للشاعر حسن البياتي قُرئت نيابه عنه، جاء فيها:
إيه يا شعر، عني/ أغريب أن أغني/ يا حبيباً غاب عني/ نبضات القلب من بعدك فيض من تمنٍ
وفي الختام قدم الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، تعازي قيادة الحزب بفقدان رفيق تميز أتصف بخلق الرفيع وتواضع ونكران ذات وروح وطنية وثابة.
وأشار في كلمته الى وصية للفقيد ذكر فيها (لست أخاف من الموت لكن يجب ان استعد له، آملاً الاّ يسبقه ألم طويل. هذا مبلغ مقداره 3500 باوند لجنازتي التي اريدها متواضعة، لا تعكرها الخرافات، وإقتصار التأبين على جلسة لمحبين لا يحجمون عن الضحك على بعض ذكرياتهم عني، ويتمتعون بشيء من الطرب. وإذ أودعهم أرجو أن يغفروا لي ما قصّرت بحقهم).
وأضاف الرفيق سلم ان الفقيد د.غانم حظي بحب واحترام وتقدير الكثيرين ممن رافقوه في محطات حياته المختلفة، كما نال تقدير واعتزاز كل رفاق منظمة بريطانيا التي كان أحد رفاقها. "وعمل فيها بتواضع ونكران ذات شيوعيين، وليس سراً انه كان أبرز الرفاق في جمع التبرعات عبر صلاته المنتشرة في العديد من البلدان. لقد كان حقا منظمة حزبية قائمة بحد ذاته."
وأشاد بجهود الرفيق علي رفيق لدوره في اعداد أفلام وثائقية عن الفقيد، والدكتور رضوان الوكيل الذي قدم الدعم للراحل غانم حمدون خلال فترات مرضه وحتى رحيله المفاجىء في 24 شباط الماضي.