بين الجواهري والكرخي وحبزبوز

بين الجواهري والكرخي وحبزبوز

ذكر الاستاذ مصطفى علي في الملف الذي نشرته مجلة (الف باء) سنة 1978 عن الصحفي الفكه نوري ثابت (حبزبوز) عن معركة الجواهري مع حبزبوز، فقال:
كان الشاعر الكبيرالجواهري موظفا في البلاط الملكي فاعتاض عن الوظيفة بإصدار جريدة اسماها (الفرات) ويبدو انه هادن نوري السعيد وسياسته وقتذاك فتصدى له المعارضون

وفي مقدمتهم نوري ثابت والملا عبود الكرخي حتى أن الملا عبود نظم قصيدة شعبية هجا فيها الجواهري يقول فيها:
كاسر الاكرع ودافن
وأنت هم دافن وكاسر
فثارت ثائرة الجواهري فكتب مقالا في العدد (19) من (الفرات) في الثاني من حزيران عام 1930 تحت عنوان (اذا كنت كذوبا فكن ذكورا) شتم فيه نوري ثابت شتما مقذعا ولام وزارة المعارف وقتذاك على إبقائها على نوري ثابت كواحد من مدرسيها ومربيها وكان نوري ثابت وقتها مدرسا لم (يذيل) بعد، جاء في المقال:
(في هذا البلد زمرة من الناس اتخذوا الصحافة وسيلة لنهش الأعراض وإثارة الحفائظ والأحقاد).
وقال عن وزارة المعارف فيه: أنها ليست وزارة معارف بل هي وزارة (الحباززة والقزامزة). وغضب وزير المعارف وقتذاك وكان (عبد الحسين الجلبي) فأقام الدعوى على الجواهري.
وكان الجواهري قد نظم قصيدة حيا فيها مزاحم الباجه جي ومطلعها:
كيفما صورتها فلتكن أنا عن تصويرة الناس غني
وكان نوري ثابت ينشر في جريدة (الكرخ) جريدة الملا عبود الكرخي صفحة باسم (خجة خان) فكان ان حشد جماعة من الشعراء الفكهين فأعانوه على معارضة قصيدة الجواهري جاء فيها.
كيفما صورتها فلتكن
انها طبخة طاه (أرعن)
غاية الشعر لديكم أكلة
فالفح (التشريب) ملء (اللكن)
اترك (الباجة) لاتلهج بها
ليست (الباجة) مثل (التمن)
اشهد الله تعالى إنني
(لست من قيس ولا قيس مني)
ويشيرون بالباجة إلى (مزاحم الباججي) و بالتمن إلى (جعفر ابو التمن) ثم يختمون قصيدتهم بتبرئة نوري ثابت من المشاركة في نظم القصيدة فيقولون:
(لست من قيس ولا قيس مني).
وكان نوري ثابت قيسيا كرويا. فثارت ثائرة الجواهري فأقام الدعوى على الملا عبود الكرخي لا بسبب هذه القصيدة لأنه لم ينشرها وانما أشاعها الذين نظموها في الأوساط السياسية والأدبية بغير نشرها.. بل بسبب القصيدة الشعبية التي يقول فيها:
كاسر الاكرع ودافن
وأنت هم دافن وكاسر
جرت محاكمة الملا عبود الكرخي وكان نوري ثابت واحدا من الحاضرين فسال الحاكم الملا عبود عن الغاية من نظمه هذه القصيدة فقال:
- بك هذه قصيدة نظمتها من العهد العثماني وما لها علاقة بالجواهري
فقال له الحاكم - طيب... لقد ورد في القصيدة (روح أسال وين اوتيل الجواهر) فهل كان في بغداد (اوتيل) بهذا الاسم في ذلك العهد؟
فلم يجب الملا عبود عن سؤال الحاكم بل التفت إلى نوري ثابت الجالس في قاعة المحكمة وقال له:
- (على بختك نوري... هاي فاتتنة) فضجت المحكمة والمستمعون بالضحك واعتبر الحاكم قول الملا عبود هذا اعترافا وإقرارا فحكمت عليه بالغرامة.