اجتماع مجلس الجامعة.. بندقة فارغة

اجتماع مجلس الجامعة.. بندقة فارغة

كان من الممكن ان يبت مجلس الجامعة في دورته غير العادية في كثير من المسائل الحيوية التي عرضت عليه والتي ادرجت في جدول اعماله ولكن اجتماع مجلس الجامعة كان اشبه بمجلس "للوساطة" ,"الشفاعة" عماده المناقشة حول وضع صيغ معينة، فاجلت اكثر المسائل الحيوية بالنسبة للدول العربية كمشكلة فصل شرق الاردن لخرقها ميثاق الجامعة العربية وقرارات المجلس واللجنة السياسية فقد اجلت هذه المشكلة الى دورة اكتوبر القادم.

وقبلت مصر وجهة نظر لبنان والعراق وسوريا بتعديل موقفها بالنسبة لاصرارها على فصل شرق الاردن، ورضيت مصر "حفظا لكرامتها"!! ان توقع شرق الاردن صيغة معينة طال الاخذ والرد فيها وتعديل ألفاظها اكثر من مرة.
اما بالنسبة لميثاق الضمان الجماعي فقد خرج عن معناه ومبناه فلم يصبح جماعيا.. فقد وقعته خمس دول من سبع..
وتعهدت العراق ان تنظر في امر توقيعه على ضوء تسوية مسائله شرق الاردن.. اي بمعنى اصح انها ساومت على توقيعه!!
ومما يذكر ان ميثاق الضمان الجماعي الذي ذكر في مقدمته انه جاء.. رغبة لتقوية الروابط وتوثيق التعاون بين دول الجامعة العربية، وحرصا على استقلالها، ومحافظة على تراثها المشترك واستجابة لرغبة شعوبها في ضم الصفوف لتحقيق الدفاع المشترك عن كيانها وصيانة الامن والسلام وفقا لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الامم المتحدة ولاهدافها وتعزيزا للاستقرار والطمانينة وتوفير اسباب الرفاهية والعمران في بلادها..
بالرغم من كل ذلك فقد استهدفت لانتقادات لاذعة هجوم عنيف من قطبين من اقطاب السياسة المصرية هما دولة اسماعيل صدقي باشا، ولطفي السيد باشا فقد وصفه صدقي باشا بانه ميثاق تحالف بين ضعفاء.
ووصفه لطفي السيد باشا بانه اقرب الى مشروع مساعدة لا مشروع تحالف وانه يقوم على سياسة العواطف اكثر مما يقوم على سياسة الحقيقة والمنفعة العامة.
وعلى ذلك فلم يكن لمجلس الجامعة في الحقيقة نشاط حيوي استدعى كل هذه الضجة التي اقيمت له قبل انعقاده.. فلم يتخذ قرارات حاسمة إلا بالنسبة لوضع مذكرة مشتركة للرد على البيان الثلاثي وهي مسألة عرضية لم تكن لتدرج في جدول اعمال المجلس، لو لم تستدع الظروف ادراجها.

آخر ساعة /
حزيران- 1950