الحياة فوق سطح الازهر!

الحياة فوق سطح الازهر!

عشش الفراخ
هناك فوق سطح الجامع الازهر.. وفي ظل مآذنه الرشيقة المتناثرة كالنخيل يعيش حوالي مائتي طالب ازهري.. على عشش الفراخ
وهذه العشش لها قصة.. بدأت في سنة 1948 ولم تنته بعد!
فعندما قامت الحرب بين العرب واسرائيل. تحصنت جميع الطبقات والهيئات، ومن بينها علماء الأزهر فاجتمعوا وكونوا من انفسهم لجنة لانقاذ فلسطين المزقة!..

وقد استطاعت هذه اللجنة ان تثمر، فجمعت مبلغاً قدره 64 ألفا من الجنيهات صرف معظمه على المجاهدين، وكتائب تحرير فلسطين ولم يبق منه سوى 25 ألف جنيه.. وحارت اللجنة في الابواب التي تصرف فيها هذا المبلغ، واخر استقر رأيها – بعد اخذ ورد – على ان تضعه تحت تصرف شيخ رواق الشوام، لينفق منه على طلاب العلم الذين جاءوا من الوطن الممزق، ليعيشوا في الخيام والاكواخ التي نصبوها فوق سطح الازهر عند سطح مأذنه التي ترتفع منذ ألف سنة. في سماء القاهرة .
ان هؤلاء الطلاب الفلسطينيين، يعيشون اليوم كاللاجئين من اهلهم وذويهم .. يعيشون بلا مأوى ولا اهل ولا وطن.. ولا يتقاضى كل منهم اكثر من ثلاثة جنيهات في الشهر..

معسكر فلسطيني
ويبدأ هؤلاء الطلاب يومهم بمسح البلاط، وتنظيف مساكنهم، وهم يجيدون غسل ملابسهم بأيديهم، واعداد طعامهم.. يعيشون كالجنود في المعسكرات.. وعندما يأتي المساء.. يتناول كل منهم كتبه.. ويظل يستذكر دروسه حتى ينام.. ولا يستيقظون الا على صوت المؤذن في مطلع الفجر وهو يردد : الله اكبر!..

آخر ساعة/
تشرين الثاني- 1951