القصيدة الضائعة من تراث أسمهان

القصيدة الضائعة من تراث أسمهان

عبد الوهاب الشيخلي

مؤرخ فني راحل

قام الشيخ زكريا أحمد بتلحين غير مُجْدٍ في ملتي واعتقادي سنة 1940 وغنتها أسمهان في نفس تلك السنة، كما غنت كذلك من الحان زكريا أحمد أغنيتين هما هديتك قلبي و عذابي في هواك أرضاه وقد استطعت العثور علي تسجيل لأغنية هديتك قلبي خلال احدي زياراتي للعاصمة السورية دمشق، حيث وجدتها عند احد المحلات المتخصصة في بيع أشرطة الغناء النادرة،

وقد استطعت - فيما بعد- أن اعثر علي تسجيل جيد لقصيدة غير مجد في ملتي واعتقادي بصوت المطربة الكبيرة سعاد محمد التي كانت قد اعادت غناء هذه القصيدة بعد ان غنتها اسمهان، ولكن السؤال المُلح: الي متي ستظل هذه القصيدة- بصوت أسمهان- ضائعة أو تائهة؟!.
إلي جانب هذه القصيدة الضائعة، فإن الباحث الجاد فكتور سحاب يذكر في كتابه السبعة الكبار في الموسيقي العربية ان أسمهان قد غنت قصيدة لابن زيدون- الشاعر الأندلسي العاشق- وهي بعنوان أقرطبة الغراء.. ولم تفلح كذلك محاولاتي المستمرة في العثور علي هذه القصيدة، وهي من تلحين الموسيقار العبقري رياض السنباطي، وهذا يعني أن هناك أعمالا غنائية ضائعة حتي الآن من تراث اسمهان، رغم كل هذا الاهتمام الذي نراه الآن بها بعد عرض المسلسل الشهير عن حياتها خلال شهر رمضان المبارك.
نلتقي هنا اليوم مع النص الذي غنته أسمهان لقصيدة ليت للبراق عينا وهي للشاعرة ليلي العفيفة التي رحلت عن عالمنا سنة 482 ميلادية، ومن الطريف هنا أن أشير الي ان الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة قد سمت ابنها الوحيد البرَّاق رغم صعوبة هذا الاسم وندرته، وذلك تعبيرا عن إعجابها بأداء أسمهان لهذه القصيدة التي لحنها محمد القصبجي سنة 1938، كما نلتقي كذلك هنا مع نص قصيدة اسقنيها وهي من أرق قصائد الأخطل الصغير.


ليت للبراق عينا

قصيدة الشاعرة ليلى العفيفة

ليت للبراق عينا فتري
ما ألاقي من بلاء وعَنَا
عُذبت اختكمُ يا ويلكم
بعذاب الفكر صبحاً ومسَا
غللوني.. قيدوني.. ضربوا
جسميَ الناحلَ مني بالعصَا
قيدوني.. غللوني.. وافعلوا
كل ما شئتم جميعاً من بَلاَ
فأنا كارهة بغيكمُ
ويقيني الموتُ شيء يُرتجي

اسقنيها

قصيدة الأخطل الصغير


اسقنيها بأبي أنت وأمي
لا لتجلو الهم عني.. أنتَ هَميِّ
املأ الكأس ابتساما
وغراما
فلقد نام الندامي
والخزامي
زحم الصبحُ الظلاما
فإلاما
قم ننهنه شفتينا
ونذوّبْ مهجتينا
رضي الحب علينا
يا حبيبي... بأبي أنت وأمي
اسقنيها..
لا لتجلو الهم عني
أنت همي
إن تكنْ أنت أَنا
وجعلنا الزمنَا
قطرة في كأسنا
ياحبيبي..
اسقنيها لا لتجلو الهم عني
أنت هميِّ



عن/ مجلة الاذاعة والتلفزيون 1980