تواري حلم العراق الجديد.. هشام المدفعي وسيرة 70 عاماً من البناء والإعمار

تواري حلم العراق الجديد.. هشام المدفعي وسيرة 70 عاماً من البناء والإعمار

رند الهاشمي
صدر في العاصمة الاردنية عمان كتاب للمهندس العراقي الرائد هشام المدفعي تحت عنوان (نحو عراق جديد سبعون عاما من البناء والاعمار) يقع في 670 صفحة. وضم الكتاب 20 فصلا تجسد مذكرات المدفعي في مختلف مراحل حياته والتي قال عنها (لا ريب ان كتب المذكرات او اليوميات التي دأب على نشرها العاملون في شتى مناحي الحياة العامة، اصبحت اليوم على الرغم من العثرات وطغيان العاطفة عليها من المصادر التي اخذ الباحثون اعتمادها.

ويبدو ان الامر اكثر جلاء في بلد مثل العراق، فقدت وثائقه وتخربت مؤسساته الوثائقية بشكل او باخر) موضحا انه (منذ ان تخرجت في كلية الهندسة سنة 1950 وولوجي معترك الحياة المهنية في اعمال هندسية مختلفة في خارج مدينتي بغداد في الخمسينات حيث لم يتوفر في العراق من المختبرات الهندسية والمعاهد الساندة للمهندسين، حتى مشاركتي الفاعلة في المشاريع الهندسية الكبرى وما آل اليه الامر فيما بعد، وما واجهته من صعاب ومآس، ارى نفسي مدفوعا الى جملة من الحقائق الموضوعية، سجلتها في الصفحات الاخيرة، ومن ذلك حديثي عن انشاء مجلس لاعمار العراق، بعيدا عن الغرف المقفلة في الوزارات والهيئات الحكومية التي استشرت فيها مظاهر ما سمي بالفساد الاداري. لقد ساهمت في الخمسينات في بعض مشاريع مجلس الاعمار فأدركت اهمية هذا المجلس وجسامة اعماله، فلا غرو ان كتبت عنه ودعوت الى احيائه لبناء عراق جديد)مؤكدا انه (كنت مؤمنا ولم ازل ان العراق بحضارته القديمة التي قدمت للتاريخ الانساني الشيء الجزيل، وبما ضم فوق ارضه او تحتها من آثار لحضارات قديمة وخيرات وثروات وفيرة وبما يمتلكه مواطنوه من قدارات فاعلة، جدير بأن يكون في طليعة دول الشرق نهضة وازدهارا وخدمة للانسانية.. وليس هذا ضربا من الخيال، بل من الحقائق التي اكتشفها الاخرون منذ قرون) مشيرا الى انه (لقد وجدت ان مسيرتي العلمية والانسانية مليئة بالحوادث والوقائع الجديرة بالتسجيل والاعتبار، وان الواجب الوطني يقضي بأن تطلع الاجيال الطالعة على مثل هذه التجارب.. واني اشهد الله على ذلك، كنت امينا في اتخاذ القرارات وفي نقل الحوادث والذكريات بلا مبالغة او تزييف، ولعل ذلك ينبع من طبيعة شخصيتي التي جبلت عليها).
ويحمل الغلاف ما قبل الاخير من الكتاب سطورا مضيئة من حياة المدفعي نتوقف عندها:
(هشام المدفعي مهندس استشاري من جيل الخمسينات،وخمسينات القرن العشرين ساعدته على بناء الذات خلال خبرات عمل في العراق وزمالات دراسية للتدريب على سياسات الاسكان وانشاء المشاريع الكبرى، وفي الستينات اشرف على انجاز حوالي عشرين الف وحدة سكنية لوزارة الاسكان. وفي السبعينيات كشريك في دار العمارة مهندسون استشاريون، انجز العديد من مشاريع البناء والمشاريع الحكومية الكبيرة والرائدة منها المخطط العام للاسكان في العراق.وشهدت الثمانينات مساهماته كالوكيل الفني لامانة العاصمة، الاشراف على تجديد البنى التحتية لمدينة بغداد وتشييد العديد من المشاريع الرائدة.و في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين اسهم دار العمارة بمشاركة عدد من كبريات المكاتب الاستشارية العالمية في الاشراف وتحقيق العديد من مشاريع تخطيط المدن ووضع دراسات هيكلية لرسم مستقبل تطوير عدد من المحافظات.،منحته امانة بغداد في سنة 2014 شهادة بغدادية لتميزه المعرفي والابداعي في خدمة بغداد).
ويشير المدفعي في الفصل الاول من كتابه الذي يدور حول العائلة انه (نشأت في اسرة عراقية بغدادية عريقة،لقبت بأسرة المدفعي،اذ كان جدي ومن بعده والدي من ضباط صنف المدفعية في الجيش العثماني في الهزيع الاخير من العهد العثماني في العراق. وكنت اعرف ان جدي من اصول كردية وان زوجته من اصول عربية، غير اني لم ادرك في نشأتي فوارق بين تلك الاصول التي يعج بها المجتمع العراقي منذ قرون طويلة).
و حملت فصول الكتاب العناوين التالية :(الاسرة والنشأة)،(مرحلة اكتشاف الذات)،(قبل وبعد مجلس الاعمار 1952)، (التدريب على المشاريع الكبرى في المملكة المتحدة)، (دراسات في سياسة الاسكان)، (انقلاب البعث- وزارة التخطيط – التفرغ للاعمال الاستشارية)، (العودة الى امانة العاصمة)، (المكاتب الاستشارية العراقية)، (مشروع معهد الدراسات العليا)، (تطوير مدينة بغداد في ثمانينات القرن العشرين)،(من مشاريع تطوير بغداد)، (الانجازات وتحقيق الاهداف)، (المؤتمرات الدولية)،(أيام المحنة)،(مشروع 300 وام المعارك)، (سنوات الحصار المدمرة وبغداد بين 1992 – 2003)، (الاحتلال الامريكي واملي في اعمار العراق)، (مشاريع كبرى في اعمار العراق 2009- 2014)، (بانتظار العراق الجديد).وضمت فصول الكتاب العديد من الصور توثيقا للاحداث التي يستذكرها المدفعي.