الملك الهاشمي...في القاهرة

الملك الهاشمي...في القاهرة

في الساعة الحادية عشرة تماما من صباح أمس حلقت فوق المطار الحربي بالماظة الطائرة "الداكوتا" التي كان يستقلها جلالة الملك عبد الله ملك شرق الاردن وكانت الطائرة الضخمة محاطة بعدد من الطائرات المصرية المقاتلة من طراز "سبيتفير" قامت بحراستها طوال الرحلة.

وفي نفس الوقت الذي كانت الطائرة تستعد فيه للهبوط وصل حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الى المطار.. واتجه على الفور الى المكان الذي تقرر ان تنزل فيه الطائرة عند بداية قرقول الشرف من الجنود المصريين الذين احتشدوا ليستعرضهم الملك عبد الله.. وهبطت الطائرة وأطل الملك عبدالله ليصاح ببصره طلعة الفاروق ثم تعانق الملكان ورافق صاحب الجلالة المصرية ضيفه الاردني حتى قرقول الشرف وبدأ الملك عبد الله يستعرضه على انغام الموسيقى العسكرية. ثم اتجه الى حيث كان الملك فاروق في انتظاره..
السرادق وتصافح الملكان مرة اخرى ثم قدم الملك رئيس وزرائه الى الملك عبد الله وتولى كبيرالامناء تقديم باقي المستقبلين من الوزراء والقواد.
ثم دعا صاحب الجلالة المصرية ضيفه الكبير الى السيارة الملكية تقلهما الى قصر الزعفران..
وسأل الملك ضيفه عن رحلته بالطارة كيف كانت؟ وقال الملك عبد الله انها كانت رحلة مريحة.. وان الطائرة تعرضت لبعض المطبات الهوائية في الجزء الاخير من الرحلة ولكن رؤيته للفاروق انسته كل مشقة وتعب..
وفي قصر الزعفران اختلى الملكان فترة من الوقت ثم نهض الملك فاروق وخرج الملك عبد الله في وداعه..
وعاد الملك عبد الله الى الصالون حيث استقبل بعض أقاربه من الاسرة الهاشمية من فرع آل عون وهم الذين كان المغفور له محمد علي باشا الكبير قد اقتطع اراض في مصر يعيشون فيها..
وعرف الملك عبد الله بعد ذلك ان النقراشي باشا قد حضر ليقيد اسمه في دفتر التشريفات فطلبه للمقابلة.
وبدأ الملك عبد الله حديثه مع النقراشي باشا عن رحلته وعن المطبات الهوائية والجو في عمان والجو في القاهرة.
وهكذا بدأت الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الاردنية لمصر ثم سارت تفاصيلها بعد ذلك طبقاً للبرنامج الرسمي..
وقد قال المحيطون بالملك عبد الله ان هذه الزيارة ليست زيارة سياسية ولكنها زيارة "أخوية"..
وسيعود جلالة الملك عبد الله الى شرق الاردن يوم الخميس ليسافر في اليوم التالي الى الرياض وقال رجال الحاشية ان جلالة الملك عبد الله اضطر لجعل زيارته للقاهرة وللرياض ولبغداد في اثر بعضها حتى تم جميعاً قبل حلول شهر رمضان الذي يتعين ان يكون الملك عبد الله خلاله في شرق الاردن.
آخر ساعة/حزيران- 1948