(أنا والمدرب وودن)كتاب جديد من تأليف لاعب كرة السلة الشهير  كريم عبد الجبار

(أنا والمدرب وودن)كتاب جديد من تأليف لاعب كرة السلة الشهير كريم عبد الجبار

ترجمة/ المدى
أصدر هذا اللاعب الشهير مؤخراً كتاباً تحدث فيه عن العلاقة التي ربطته مع جون وودن (1910- 2010) وهو لاعب ومدرب كرة سلة أمريكي. لُقّب بـ”ساحر ويستوود، وحصل على لقب مدرب العام الوطني ست مرات.في كتابه هذا المعنون (أنا والمدرب وودن) يتحدث كريم عبد الجبار عن علاقة صداقة قوية جداً في الملعب وخارجه تعدت حدود مجال العمل.

ويتناول الكتاب سيرة حياة جون وودن المهنية، كونه لاعب كرة السلة الأكثر شهرة، لا مثيل له. و المدرب الرئيس لفريق كرة السلة للرجال في جامعة كاليفورنيا، والذي حصل على 10 ألقاب وطنية. وهو إنجاز لم يحصل عليه أحد حتى وقت قريب.
كان عبد الجبار، الذي كان يعرف في سنوات عمره الأولى بأسم ليو ألسيندور، طفلاً يهوى الكتب وكان قارئاً نهماً لكتب ريتشارد رايت ولانغستون هيوز وجيمس بالدوين وأرثر كونان دويل. وكان جون وودن مدرس اللغة الإنكليزية في المدرسة الثانوية. وكان شائعاً بالنسبة له أن يقتبس عبارات من كيبلينغ، وشكسبير، و... لانغستون هيوز. مما آثار اهتمام اللاعب الشاب، واصبح مأخوذاً بنهج المدرب الثقافي في تعامله مع لعبة كرة السلة.
ويتذكر المؤلف تلك الحقبة، التي ازدادت فيها حدة التوجهات العنصرية في كل مكان من اميركا قائلاً:”عندما يتعلق الأمر بالعنصرية، اعتقدت أن المدرب وودن كان يمتلك قلباً طيباً، و كان منغمسا ًجداً في اللعبة”. ويكتب كريم عبد الجبار عن المضايقات ذات الطابع العنصري التي كان يتعرض لها اثناء المباريات وفي علاقاته الاجتماعية. وعلى الرغم من أن تلك القصص مألوفة للكثيرين، لكنها لا تقل رعباً، أيضاً وكان ذلك المدرب ذو القلب العطوف - يعمل بمثابة حاجز يصد عن ذلك اللاعب الشاب الحساس شرور العالم المحيط به. يروي عبد الجبار قصة تعليق عنصري سمعه من امرأة بيضاء كبيرة في السن، وكان المدرب حاضراً وقتها. لكنه لم يقم بأي رد فعل في تلك اللحظة، لكنه قال لكريم عبد الجبار في وقت لاحق:”لا تدع الناس الجهلة يجعلونك تتصرف مثلهم”. ويكتب عبد الجبار، عن مدربه،”كنت أرى كم كان يزعجه هذا الأمر. وكم كان رجلاً طيباً، شعرت أن تلك الحادثة كانت تمزقه من الداخل". إن قدرة كريم عبد الجبار على التعاطف مع هذا المدرب في هذا الموضوع مثير للإعجاب، نظراً للدرجة الكبيرة من المشاعر العنصرية التي كان يعيشها المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت. كان لاعباً يحمل مشاعر إنسانية كما هو حال مدربه، وهذا هو الشعور الإنساني العميق يتخلل جميع اجزاء الكتاب.
كان المدرب جون وودن مسيحياً متديناً. لكن عبد الجبار الكاثوليكي، اعتنق الإسلام في جامعة كاليفورنيا. وابلغ مدربه وزملاءه بتحوله، حين كانوا على متن حافلة تقلهم الى احدى المباريات، وحينها بدأت نقاشات دينية بين اللاعبين.”نظرت الى جون وودن عدّة مرات لمعرفة ما هو رد فعله على إعلاني، ولكن كل ما رأيته كان ابتسامة واسعة من الفرح، ليس في وجهي، ولكن في وجوه اعضاء الفريق. لم يكن يعتبرهم مجرد لاعبين، كانوا ما أرادهم رجالاً ناضجين ومحترمين”.
عندما كان أسطورة الدوري الاميركي للمحترفين في كرة السلة، كريم عبد الجبار في المدرسة الثانوية، كان يتطلع للحصول على منحة دراسية من جامعة كاليفورنيا معتمداً إلى حد كبير على قوة سمعة المدرب جون وودن وتم له ذلك. واتضح أنه الخيار الصحيح، وفاز هو وزملاؤه في ثلاث مباريات غير مسبوقة في بطولة محلية، ولكنها كانت أيضاً بداية واحدة من الصداقات الأكثر استثنائية واستمراراً في تاريخ الرياضة. وفي هذا الكتاب، يكشف عبد الجبار عن القصة الملهمة لكيفية تطور علاقته مع جون وودن من مدرب يقوم بتدريبه إلى صديق حقيقي تجاوزت علاقة الصداقة بينهما حدود الرياضة وشكلت مسار حياة كل من الرجلين واستمرت لمدة نصف قرن.
والكتاب هو تحية مثيرة للتأثير الدقيق ولكن العميق الذي قام به المدرب في حياة كريم عبد الجبار كلاعب، وفيما بعد كإنسان ويضم الكتاب مجموعة كاملة من التفاصيل الحميمة، لم يسبق نشرها وقد كتبت بدفء من طالب ممتن تعلم دروسه بشكل جيد.

عن لوس انجلوس بوك ريفيو