سلمى الحفار الكزبري تكشف رسائل جديدة لميّ زيادة

سلمى الحفار الكزبري تكشف رسائل جديدة لميّ زيادة

قصة مي زيادة لم تنته بعد، والجديد فيها تصنعه هذه الايام سلمى الحفار الكزبري.. السيدة المتعددة النشاطات في المجالات الادبية المختلفة من محاضرات الى قصص الى روايات ومي زيادة التي شهدت في حياتها مأساة رهيبة اودت بها وهي في اوج العمر، اشتهرت، بعد ان وضعت رأسها على حجر، ونامت نومتها الابدية، وتبين ان مأساتها شغلت في ذلك الحين الاوساط المختلفة،

من ملوك ورؤساء الى ادباء وشعراء، على ان اهم ما في قصتها من جديد الان، تلك الرسائل التي عثرت عليها سلمى الحفار الكزبري، والتي لم تنشر بعد، وهي (من جبران خليل جبران الى مي) بالاضافة الى رسائل عديدة من اخرين الى مي: من امين الريحاني، وخليل المطران، ومصطفى صادق الرافعي والامير شكيب ارسلان.وانستاس الكرملي. و.. و..
وعندما نشرت مي زيادة قطعتها (انت ايها الغريب) لم يعرف احد في ذلك الحين لمن تتوجه بها.. ومع دراسة سلمى الحفار الكزبري للرسائل الواردة الى مي.. وخصوصا الرسائل التي عثرت عليها (من جبران الى مي) وعندها حوالي 29 رسالة، ادركت ان تلك القطعة كانت موجهة الى جبران خليل جبران، بدليل العثور على رده عليها بين تلك الرسائل.ففي (ايها الغريب) تقول مي:

(.....) في حضورك سأتحول عنك الى نفسي لافكر فيك، وفي غيابك سأتحول عن الاخرين اليك لافكر فيك.
سأتصورك عليلا لاشفيك، مصابا لاعزيك، مطرودا لاكون لك وطنا واهل وطن، ثم ابصرك متفوقة فريدا لافاخر بك واركن اليك.
وسأتخيل الف الف مرة كيف انت تطرب، وكيف تشتاق وكيف تحزن، وكيف تتغلب على عادي الانفعال برزانة وشهامة لتستلهم ببسالة وحرارة الى الانفعال النبيل، وسأتخيل الف الف مرة الى اي درجة تستطيع انت انت تقسو، والى اي درجة تستطيع ان ترفق لاعرف الى اي درجة تستطيع انت ان تحب.
وفي اعماق نفسي يتصاعد الكشر لك بخورا لانك اوحيت الي ما عجز دونه الاخرون.
اتعلم ذلك، انت الذثي لاتعلم؟ اتعلم ذلك، انت الذي لا اريد ان تعلم؟.
وكان تاريخ هذه المقطوعة عام 1923. والملاحظ في تلك المفاجأة هذا الحب العظيم الذي كانت تكنه مي لجبران، وتمنياتها ان لايعرف وان يعرف في آن معا.
رسالة من جبران
اما رد جبران، الذي عثرت عليه السيدة الكزبري، من بين رسائله اليها والتي لم تنشر، فهو عبارة عن رسالة كان تاريخها (قبل وبعد منتصف الليل في 1 و 2 كانون الاول”1923”ومن هذا الرد نورد هذه المقاطع:
ما اعذب رسالتك في قلبي ما احلاها في قلبي يا مي.
انت معي في هذه الساعة، انت معي يا مي، انت هنا، هنا وانا احدثك ولكن باكثر من هذه الكلمات احدث قلبك الكبير بلغة اكبر من هذه اللغة، وانا اعلم انك تسمعين، اعلم اننا اقرب من عرش الله في هذه الليلة، منا في اي وقت من ماضينا.
احمد الله واشكره، احمد الله واشكره، فقد رجع الغريب الى وطنه وعاد المسافر الى بيت امه وابيه.
احب صغيرتي، غير اني لاادري بعقلي لماذا احبها.. ولا اريد ان ادري بعقلي، يكفي انني احبها بروحي وقلبي، يكفي انني احبها بروحي وقلبي، يكفي انني اسند رأسي الى كتفها كئيبا غريبا، مستوحدا، فرحا مدهوشا، مجذوبا، يكفي ان اسير الى جانبها نحو قمة الجبل وان اقول لها بين الآونة والاخرى: انت رفيقتي انت رفيقتي.
والان قربي جبهتك.
والله يباركك.. والله يحرسك.
جبران

هل من جديد
تقول سلمى الكزبري عن كتابها : اعتقد ان كل كاتب يقدم على عمل جديد يتهيبه ويعقد عليه الامال في ان معا، هذا هو شعوري منذ بدأت التخطيط لدراستي عن مي زيادة وجمع الوثائق الضرورية للسير والبحث عن الوثائق المفقودة والمحطوطات الجديدة والمزيد من المعلوماـن وتدوين بعض فصول الكتاب فارضة على نفسي منهجا جديدا: تقديم السيرة من خلال النصوص الادبية التي لدينا بقلم مي ما دام الامر ممكنا، وعندما يتعذر الجأ الى السرد التقليدي والتحليل والاستنتاج.
اني ادرك ايضا المسؤولية التي القيت على عاتقي في هذا العمل والمزالق التي تعترض سبيلي لدى الابحار في خضمه، اما اذا سألتني لماذا اقبلت عليه بحماسة المغامرين وتشوقهم الى اصابة النجاح، فلأني احمل لمي زيادة ولكل اديب وشاعر ناضل وضحى واعطى باخلاص، الحب في اسمى معانيه والتقدير في ابعد مراميه.
صحيح ان الكتب التي صدرت عن مي زيادة بعد موتها كثيرة عدا عن الدراسات والمقالات والفصول المنشورة ضمن بعض المؤلفات في هذا العصر، وقد قرأتها ودرستها ولو لم يكن عندي جديد عن هذه الرائدة النابغة، لما عزمت على تخصيص كتاب مفصل يتضمن سيرة حياتها ودراسة شاملة لادبها وعصرها واثرها فيه.
ولمعاصريها سواء الاعلام من اهل الفكر والفن امثال جبران ومطران والجميل والعقاد وصروف والشميل ويكن، والرافعي وصبري وزيدان واحمد لطفي السيد وطه حسين وباحثة البادية وجوليا طعمة دمشقية وضومط والملاط وماري يني، وهدى شعراوي وايمي خير وسيزا بزاوي وغيرهم كثيرين سواء الاصدقاء واصحاب النخوة من اطباء وقضاة ومحامين وممرضات وصحافيين الذي هبوا لنجدتها في لبنان ومصر وسورية وفلسطين والاردن واحاطوها بما كانت تفتقر اليه من حماية ورعاية يوم منيت بنكبة لم يحدث لها مثيل في تاريخ اعلام الادب العربي في هذا العصر.
هذا لايعني ان الذين خصصوا لها كتبا ودراسات قد انقصوا من قدرها كمفكرة واديبة وشاعرة ورائدة.
ولكن ماعثرت عليه من وثائق ومخطوطات، منذ ان شرعت بالعمل قبل اكثبر من ست سنوات، يلقي الضوء على ما كان غامضا في حياتها، ويساعد في تقديم عمل كبير وسيلته وغايته سد الثغرات، وتحري الامانة التاريخية وانصاف مي، واظهار الحقيقة لان مي ظلمت، وعانت الكثير، وهي التي بذلت بسخاء، واعطت عصارة فكرها وذوب قلبها حبا بأمتها، وخدمة لنهضتها الفكرية والقومية والاجتماعية، ولايخفى على احد ان خلود الشاعر والاديب، وكل عظيم منوط بعطائه واصالته اولا، ومن ثم بمن يعملون باخلاص على ابراز قيمة هذا العطاء. وما مي زيادة سوى جوهرة تألقت في رحاب الفن والفقكر والمجتمع، ثم احتجبت وغابت وهي في سن النضج واوج العطاء لتآمر البشر والاقدار عليها، لذا يدعونا الواجب الى دراسة ادبها وحياتها والترعيف بها وباثرها، لانها لم تكن اديبة كبيرة فحسب، بل كانت مناضلة ونابغة ينبغي ان تستنير الاجيال بضياء جوهرها.
اما الجديد الذي عثرت عيه ولم ينشر بعد فهو مجموعة رسائل تبادلتها مي مع كبار الاعلام من معاصريها بلغ عددها حتى اليوم ما يزيد على سبعين رسالة تتراوح تواريخها بين سنة 1915 وسنة 1940 ومخطوطة بقلم اديب العرب الكبير امين الريحاني يروي فيها قصة مي المفجعة وقد اجازني بالاطلاع عليها ونقلها الصديق البرت ريحاني وصور لمي تمثلها وحدها في مختلف مراحل عمرها ومع بعض اصدقائها ومن الجديد الذي عندي ايضا مجموعة من الاحاديث اجريتها مع الاحياء من الذين عرفوها جيدا من اقرباء لها واصدقاء في مختلف اقطارنا العربية، اذ كنت، ولا ازال اسعى للقائهم هنا وهناك، وادون مذكراتهم التي اضافت الى جانب مجموعة الوثائق والرسائل معلومات اعتبرها ذات اثر كبير في جعل كتابي عنها اكثر شمولا واحاطة بحياتها واثارها وعصرها.

ماهي قصة مي؟
وتوجز سلمى الحفار الكزبري قصة مي بالتفصيل بقولها: (اذا انطلقنا من القاعدة التي تقول ان كل انسان هو عالم بحد ذاته نجد ان (ميا) التي تجمعت في شخصيتها مواهب وصفات متعددة، وثقافة واسعة، هي عوالم عدة لا عالما واحدا لرفرة غنى فكرها ونفسها، وغرابة احداث حياتها ومع ذلك سأحاول تقديم لوحة موجزة عن قصتها:
انحدرت مي من اب لبناني الياس زيادة من قرية شمتول، قرب غزير، في كسروان، وام سورية (نزهة معمر من حوران في الاصل ولكنها عاشت في مدينة الناصرة بفلسطين مع اهلها).
تلقت مي دراستها الاولى وتفتحت شاعريتها المبكرة في فلسطين حيث ولدت في 11 شباط (فبراير) عام 1886، ثم دخلت مدرسة عينطورة للراهبات في لبنان الى ان انهت الدراسة الثانوية، تبلورت موهبتها الفنية بكتابة الشعر بالفرنسية والمذكرات بالعربية، واجادة العزف على البيانو، كانت تقضي العطل الصيفية مع ابويها متنقلة بين الناصرة وحيفا ويافا ومرج اب عامر، ثم انتقلت معها للاقامة في القاهرة سنة 1908 حيث عمل ابوها في الصحافة فكافحت معه، وعلمت اللغات الاجنبية التي كانت تجيدها لفتيات بعض الاسر، كما تمكنت من دخول الجامعة المصرية ارضاء لرغبتها الملحمة في العلم، وهناك، في ارض الكنانة تألقت الموهبة، وفرض النبوغ نفسه في المجتمع المصري الذي تلقاهما بالتشجيع والتقدير.
اسهمت ميّ زيادة اذ ذاك في حركات التحرير النسوية والاجتماعية والوطنية والفكرية وكانت خطيبة تهز المنابر بجمال عبارتها وسحر نبرتها ولهيب حماستها وكاتبة مقالات مرموقة في امهات الصحف والمجلات كالمقتطف والهلال، والزهور والمحروسة.. وغيرها، واديبة محققة تنشر المؤلفات في مختلف المواضيع وشاعرة باللغة الفرنسية وقاصة بالانكليزية ومترجمة عن الالمانية والفرنسية والانكليزية بصيغة عربية مشرقة لانها اتقنت تلك اللغات بالاضافة الى الايطالية واللاتينية والاسبانية.
واحاطت بثقافة الغرب فتمثلتها بعد التأثر بها واخرجتها باسلوب جديد، هو عطاء جديد بحد ذاته لاناه لعبت دورا مهما في حركة التعبير او بالاحرى الانتقال به من اسلوب القرن التاسع عشر الى اسلوب القرن العشري، كما ان (ميا) انشأت ندوة ادبية في بيت ابيها اذ كانت تستقبل الشعراء والادباء والفنانين، والسياسيين والمستعربين مساء كل يوم ثلاثاء طوال ثمانية عشر عاما بدون انقطاع لقد اعادت ندوة مي زيادة الى ذاكرتنا نساء متفوقات في تاريخنا القديم تعودن ان يستقبلن في دورهن الشعراء ويكرمنهم، كسكينة بنت الحسين، وعائشة بنت طلحة في المدينة المنورة في صدر الاسلام.
وولادة بنت المستكفي في قرطبة الاندلس في اواخر القرن التاسع الميلادي، غير ان ندوة مي الى جانب كونها حدثا مهما في تاريخنا الحديث، ودعامة لازدهار الحركة الفكرية فيه تذكرنا بالصالونات الادبية الفرنسية التي فتحتها اديبات وسيدات مجتمع امثال مدام دو رامبوييه (القرن السابع عشر) ومدام دو ديفان (القرن الثامن عشر) ومدام ريكامييه والاميرة ماتيلد (القرن التاسع عشر) وكان لهذه الندوات ايضا اثرها البعيد في تغذية التراث الادبي الفرنسي ينتاج كبار المفكرين، وتشجيع الناشئة على خوض معترك الادب، وفي محاربة الطغيان السياسي احيانا وهذا ما دفع نابليون الى اصدار امر باقفال ندوة مدام ريكامييه، وبنفي صيدقتها مدام دو ستايل الى سويسرا.
اذا عدنا الى ندوة مي نجد ان احداثا مهمة تقررت فيها، اذكر منها الاحتفال باليوبيل الذهبي لمجلة (المقتطف) فقد استجاب كتاب وشعراء العالم العربي والمهجر يومئذ الى نداء لجنة اليوبيل الخمسيني وكانت مي امينة سرها، واشتركوا في المهرجان الكبير الذي اقيم في دار الاوبرا المصرية سنة 1926، كما كانت ندوة مي المنطلق للافكار روادها وارائهم ومناقشاتهم وافضل مكان للتقريبيين وجهات النظر المتباينة، والملهمة لعدد كبير من الشعراء، وهذه اثار تبلورت وظهرت في كتب ودواوين ومقالات ما زلنا نعود اليها للدراسة والاستمتاع.
هذا جانب من جوانب حياة مي الادبية والبحاثة الرائدة التي تاقت الى (المجد) طفلة وبلغت قمته وترعبت على عرشه شابة وكهلة، اما عن حياتها الشخصية فقد كان (الحرمان) ملازما لها في جميع مراحلها، ولهذا سيكون عنوان كتابي عنها (المجد والحرمان- مي زيادة).
عاشت مي خمسة وخمسين عاما وحيدة منطوية على نفسها منذ طفولتها حتى مماتها، ميالة للكآبة اكثر من ميلها للمرح وكانت ذات قلب طافح باجمل المشاعر الانسانية رزقت اخا صغيرا ويه بعد طفلة فحرمتها منه المنية، وظلت مولعة بالاطفال فوصفتهم في مقالات تفيض حنانا وشاعرية مما يعرب عن دفق عاطفة الامومة المكنونة في ذاتها. ولكنها لم تتزوج ولم تسعد بالتالي بالامومة، واحبت جبران خليل جبران حبا رومنسيا عذريا رائعا، فتبادلا الرسائل خلال ثمانية عشر عاما وحرمت ايضا من لقائه! كما تجاوز حبها للناس، وللعدالة الاجتماعية. وحبها للاصدقاء ووفاؤها لهم حدود المألوف عفاعطت لمعاصريها وقضاياهم وقتها بل عمرها كله، وكرست لخدمتهم فكرها وجندت طاقاتها ووهبتهم روحها وكانت الى جانب هذا بارة بابويها ولكنها حرمت من الامل والاحبة والشباب في غضون ثلاث سنوات اذ مات جبران وتابعه ابواها، وبلغت من اليأس، فافتقدت الاصدقاء بعد ان مات بعضهم، وباعدت الاقدار بينها وبين بعضهم الاخر، وفي تلك المرحلة المحزنة من عمرها حرمت مي ايضا من عطف الاقرباء اذ تكشفت لها مطامعهم في مالها وممتلكاتها بدلا من اين يحيطوها بالرعاية والحب والحدب!! فكيف لا تتحطم الشاعرة المرهفة، والانسانة الكريمة، والاديبة المترفعة عن الصغائر امام هذه النكبات المفاجئة المتتالية؟.

نكبات وانهيار
نجم عن تلك النكبات انهيار في اعصابها وتملكتها الهواجس السوداء من يأس واشمئزاز وخوف واضطراب سنة 1935 وهكذا بدأت قصة مأساتها المروعة التي اودت بها الى مستشفى المجانين (العصفورية) في بيروت ظلما وافتراء، بعد ان اقام ذووها دعوى للحجر عليها زورا وبهتانا! اي نكبة يمكن للمرء ان يمنى بها الم من هذه النكبة؟ كيف يطيق احدنا ان يتهم بالخلل في عقله، اي في كرامته، وهو انسان كل ذنبه ان الحزن استبد به وضغطت الالام النفسية على ارادته واغتالت حبه للحياة بعد ان فقد احبته وشبابه وثقته باقرب الناس؟.
وكيف، بعد هذا الشرح الموجز، لا اتحمس لدراسة حياتها، لاسيما وقد اطلعت على ملابسات قضيتها وتألمت لما حل بها، وهي الاديبة الرصينة والمفكرة العاقلة التي برهنت للاطباء والقضاة والاعداء والمتطفلين والاصدقاء جميعا انها سيدة عقلها وفوق كل اتها، برهنت مي عن ذلك في المحاضرة التي القتها في الجامعة الاميركية ببيروت (آذار 1938) تلبية لدعوة جمعية (العروة الوثفى) وكان عنوانها (رسالة الاديب الى المجتمع العربي) وكانت يومئذ محلقة متجلية على الرغم من فجيعتها واثار الهرم المبكر البادية عليها، فاثبتت من جديد انها اديبة فذة وخطيبة بارعة ومفكرة لها من شمول الاطلاع وعمق الثقافة وجزالة البيات، وخصب المادة، ما لم يتوفر لغيرها في عصرها، ورجعت مي الى مصر مجددا سنة 1939 لتجد مكتبها مبعثرة واشياءها الخاصة وقد عبثت بها الايدي الاثيمة، فما كانت صحتها النفسية تتحسن، اثر الانتصار واعادة الاعتبار حتى انتكست من جديد فعانت الام الوحدة، والشعور بالاضطهاد والاشمئزاز مما جعلها تقع فريسة للوهم واليأس والمرض، حينا بعد حين، الى ان اسلمت الروح في مستشفى المعادي بالقاهرة في 19 تشرين الاول (اوكتوبر) عام 1941.

جريدة الحياة اللندنية