برنامج قرة قوز بالابيض والاسود

برنامج قرة قوز بالابيض والاسود

ســها الشيخلـــي
انشغل اطفال عام 1960 ببرنامجهم الجديد (قرة قوز) وبشخصياته التي جاءت من صلب حياتهم اليومية وبقصصه الشيقة والممتعة خاصة وهم يفتقدون الى النوادي الترفيهية والاجتماعية الخاصة بهم، وكانوا ينتظرون اطلاله صديقهم ابو زرزورصباح يوم الجمعة مع تلك اللعبة التي ترتدي الملابس الفلكلورية والتي تحمل اسم (ابو زرزور) وزوجته ام زوزور المراة العراقية المغلوب على امرها،

اما كنو الابن الوحيد للعائلة فقد اختزل شخصية كل اطفال العراق الحلوين..وابو شنيور صديق العائلة الذي جسد شخصيته الفنان طارق الربيعي حيث رافق الفنان انور حيران (1935-2000) وكان للفنان انور حيران موهبة صوتية فكان يستطيع ان يتحدث بعدة نبرات فتارة يتحدث بنبرة طفل واخرى بنبرة رجل ريفي وهو شخصية ابوشنيور وكانت معهم الفنانة الهام وهي شابة ذات صوت جميل، ولا يعرف نشاط هذه الفنانة بعد توقف برنامج (قرةقوز).
كان عام 1960 ولادة برنامج (قرة قوز) وهو من مسرح الدمى والذي يسمى في مصر (مسرح العرايس) كونه يعتمد على صناعة الدمى المعمولة من القماش وكان صاحب ذلك البرنامج الفنان انور حيران وهذا اسمه الفني اما اسمه الحقيقي فهو نوري موزان وقد اختبأ خلف هذا الاسم المستعار هربا من غضب والده الذي كان شديدا وتوفي والده وهو لا يعلم باشتغال ابنه نوري في التلفزيون، اشتغل نوري موزان في بداية حياته في شركة الغزل والنسيج (فتاح باشا) وعبر مشاركته في برنامج (ركن الهواة) الذي كان يقدم في تلك الفترة في تلفزيون بغداد وطبعا كان باللون الابيض والاسود قدم مقترحه لتقديم واعداد برنامج يحمل اسم (قرةقوز) لادارة قسم برامج الاطفال فتمت الموافقة عليه على الفور لافتقار القسم الى برنامج خاص بمسرح الدمى، وشكل الفنان طارق الربيعي وانور حيران ثنائيا ناجحا مع وعملا معا لمدة اكثر من خمسةوعشرين عاما (من 1960لغاية 1988).
محمد نوري موزان ابن الفنان الراحل انور حيران تحدث الينا عن انطباعاته لبرنامج قرةقوز حيث قال : كنت ارغب في مشاهدة بعض الحلقات الخاصة بحكاية بساط الريح لانها كانت منوعة تستعرض حياة بعض المدن كما اتذكربعض حلقات البرنامج منها رحلة المعرفة وارقام وحكايات خاصة واغلب تلك الحلقات كانت هادفة وتشد الاطفال الى الشاشة الصغيرة، وكنت وانا صغيرا افخر بوالدي الفنان خاصة امام اصدقائي الصغاروكنت انتظر وقت عرض البرنامج لاشاهد بساط الريح، كما كانت علاقتنا جميعا حميمة معه فقد كان نعم الاب وكان يسطحب اخواتي الصغار الى التلفزيون معه ويشاركن في بعض برامج الاطفال وخاصة برنامج المسابقات، وفي فترة الستينات والسبعينات كان والدي كثير السفر الى القاهرة كما كانت له صداقات مع فنانيين كبار منهم ماري منيب وفؤاد المهندس اما الفنان القدير شكوكو فكان صديقه الحميم.
ويؤكد محمد نوري ان ارشيف والده كان في تلفزيون بغداد ولا زال لا يعرف عنه اي شيء وكل ما كان في بيتهم من صور خاصة بوالده استعارها البعض ممن كتبوا عنه لكنهم لم يرجعوها، ويتحدث محمد عن حلقة خاصة بالبرنامج اسمها (سفينة الحكايات) تدور في سفينة تمر بمدن عدة وتتحدث عن مغامرات داخل تلك السفينة بين القبطان والعاملين في السفينة وكان يشارك في ذلك البرنامج ممثلون عراقيون امثال سامي قفطان كما شارك معهم الفنان وليد حبوش وممثلون سوريون باصواتهم فقط.
ويشير محمد الى ان والده كان يصنع الدمى بيده ومن مادة القماش وكان يكتب سيناريو البرنامج بمساعدة زميله طارق الربيعي، وقد كرم والدي من قبل نقابة الفنانين العراقيين كاحد الفنانين الرواد سنة 2000م وقد شارك في ندوات ومعارض فنية في اغلب الدول العربية وكان يعاني رحمه الله من مرض السكر الذي اشتد عليه وادى الى وفاته.