عبد الجبار عباس.. صورة قلمية

عبد الجبار عباس.. صورة قلمية

علي جواد الطاهر
ناقد راحل
عن الكاتب والكتاب في نقاط
* ولد في الحلة، ورد في تاريخ الولادة الاعوام 1941، 1942، 1943 – والاول (1941) هو الصحيح.
* درس في الحلة بمدرسة صفي الدين الحلي (الابتدائية)، متوسطة الحلة للبنين، إعدادية الحلة.
وفي بغداد بقسم اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة بغداد، وتخرج في 25/6/1964.

* لم يتعين ولم يقبل على وظيفة – وهاجسه الاول والأخير، الأدب، قراءة وكتابة ونقاشاً على مدى واسع وفي القراءة القديم والحديث، الموضوع والمترجم، وعود على ما سبقه من الزمن الحاضر في مجلتي”الرسالة”و»الثقافة”ومؤلفات الجيل السابق
* أصابته نوبة قلبية ودماغية، فأدخل مستشفى مرجان في الحلة وبعد أن رقد ثمانية أيام توفي على أثرها في الساعة الثامنة إلاّ ربعاً من مساء يوم الخميس 3/12/1992.
* يبدو أن مطمحه الأول كان الشعر. وقد وجد في مخلفاته دفتر يضم ثلاثين قصيدة (من الشعر العمودي) غالباً والحر احياناً من نظمه وبخطه، لعله كان يطمح إلى نشرها في ديوان ثم أضرب عن الفكرة عندما تقدم في عالم الأدب.
الشعر جيد النسج يغلب عليه تشاؤم وحرمان وحزن وزفرات وضيق بالحياة ورياء الناس، وتبلغ به الكآبة والشعور بالعذاب أن يتمنى لو لم يولد وقد يثور ويرى مداواة الحرمان بالإثم – والموضوع الاساس والدافع الأول هو”المرأة».
وهو يؤرخ هذه القصائد ويعود اقدمها إلى عام 1961 (6/5/1961) وعنوان القصيدة :”بنت حواء”مطلعها: غرق الليل في دنان الخمور
وتمطّى اللهيب في الديجور
ولكن الابواب مصفدة (11/11/1962) ولا يدري إلى أين المصير (13/11/1962) أنها في قلبه”ميلاد ورمس”(7/12/1962).
وتشتد الأزمة – بها – عام 1963، وفي هذا العام أكثر قصائد الدفتر بين الشهر الثاني منه والشهر السابع، وعنوان هذه الأخيرة”اليها”ومطلعها:
عودي بعد ضاحكا في كفيء القدح
وهدأة في الضفاف الزرق تتسرح..
الشعر جيد، ونَفَس صاحبه فيه نَفَسْ شاعر صادق التجربة يعانيها في ذاته محافظاً على سرها، وكأنه ينشد قول الشاعر القديم:
لأخرجن من الدنيا وحبّكم
بين الجوانح لم يشعر به أحد
ويلاحظ - على هذا – انه ربما عاد إلى القصيدة – بعد حين – ففتح الكاف كأنه يخاطب رجلاً عرفتكَ بدلاً من مخاطبة : عرفتكِ. ولعله اقتطع من الدفتر ثلاث قصائد دل عليها الفهرس هي :”التراب الحزين”و»حلم”و»في وحدتي”المهم انها تجربة عاطفية عميقة جداً في نفسه وفي أعصابه ولكنه أسدل عليها ستاراً كثيفاً فبدت وكأنها لم تكن..
أقرب دواوين الشعر العربي إليه”كانت لنا أيام”لعمر النص. ويذكر ان في الدفتر قصيدة بعنوان”قتيل في الجزائر”وقصيدة قومية بعنوان”نشيد النسور”– الأولى من الشعر الحر.
* ويبقى مطمحه الأدبي رسيساً فيه على الرغم من صدمة التجربة واستغراقها كيانه كلما وجد فسحة من استراحة.
وها هو ذا ينشر في مجلة”الآداب”البيروتية – وهي المجلة المرموقة آنذاك – (العدد السادس، حزيران، 1963):”حول نقد”قضايا الشعر المعاصر”– كتاب نازك الملائكة مبيناً تقديره للكتاب ولحركة الشعر الحر مدافعاً عن الكاتبة – وقد ارسل مقالته من مقره في الحرة، وما زال طالباً وان توقف قليلاً عن مسيرة الدراسة.
ثم أرسل من الحلة إلى مجلة”الأسبوع”وهي في سنتها الأولى قصيدته الواردة في دفتره:”نشير النسور”“هدية إكبار لثورة اليمن العربية”فنشرتها المجلة في عددها الرابع (7 أيلول).
وحين يستانف دراسته في السنة الأخيرة من الكلية لا ينقطع إبداً عن مطمحه وتصميمه الأدبي، ويواصل علاقته بمجلة الآداب، فتنشر له المجلة (العدد الخامس – أيار 1964 ص821) قصيدة من الشعر الحر – هي أحدى قصائد الدفتر الثلاثين – عنوانها”خمسة أشياء صغيرة”وشعره الحر يشي بتأثر السياب، والبياتي. ومنه قصيدة”العجوز والانتظار”نشرتها”الآداب”في العدد الثامن – آب 1964.
ونشرت له”الآداب”في العدد الحادي عشر – تشرين الثاني 1964 رأيه في كتاب جليل كمال الدين:”الشعر العربي الحديث وروح العصر”فكتب المؤلف رداً في عدد شباط 1965 لم يلبث عبد الجبار عباس ان رد عليه – من بغداد – في عدد مارس 1965 رداً فتحت له الآداب صدرها واسعاً إذ استغرق سبعة من أعمدتها.
وفتحت له مجلات محترمة أخرى أبوابها فهو إذ يكتب في”الآداب”البيروتية يكتب في”الأقلام”البغدادية – وهي في سنتها الأولى وقد بدأت في ايلول 1964 – فتنشر له في العدد الرابع (1965) عرضأً لكتاب”المنتمي”وفي السادس (1965) صور الطبيعة في شعر الشابي..
ويكتب في”العلوم”البيروتية – نيسان 1968”الثلاثية اليائسة”من شعر السياب.
ويزيد على”الشعر”ونقد الكتب، نقد الرواية والقصة فتنشر له”الاقلام”في شباط 1966”رأي في الثرثرة”و»الآداب”– أيار 1966، باب النتاج الجديد”لغة الآي آي».
وهكذا يتوزع جهده بين الإبداع والنقد متوجهاً للآدب توجها تاما فهو عمله وهو حياته وهو غايته.. والمجلات ترحب بقلمه وتستكتبه وبخاصة الصفحة الأدبية لجريدة”الانباء الجديدة”ومجلة”الكلمة».
* وانصرف كلياً إلى تأليف كتاب عن”السياب”انتهى منه عام 1968 وبانتظار فرصة طبعه بقي مخطوطاً وان نشر فصوله في مجلات معروفة: الآداب، المثقف العربي، الكلمة.
* وفي عام 1970 يختار من شعره ما يصدر من ديوان اسمه:”أشواك الوردة الزرقاء»، النجف، مطبعة الغري.
* وفي هذا العام يختار”وظيفة”لا تقيده كما تقيّد الوظائف اصاحبها، وهي العمل في”القسم الثقافي”لاذاعة بغداد، إلى جوار اصدقاء له ادباء استمر فيه نحواً من اربع سنوات (1970 – 1974) انتقل خلالها من الحلة للعيش في بغداد في شقق يشاركه فيها اصدقاؤه الأدباء.
* وشجعته بغداد وشجعه قربه من مديرية الثقافة للعامة بوزارة الاعلام على ان يجمع ما نشره متفوقاً في المجلات والجرائد، في لبنان والعراق في كتاب سماه”مرايا على الطريق”صدر في سلسلة الكتب الحديثة – 35 د.ب (1970) وربما كان في العنوان شيء من”التواضع”الحقيقي على ما فيه من طموح إلى كتب اخرى جاء الكتاب (من دون مقدمة) في 218 صفحة مقسما على بابين: الأول نقد الشعر، الثاني: النقد القصصي.
في الأول: صور الطبيعة في شعر الشابي،الصوت، الوحيد، مشكلتان في عروض الشعر الحر، التشكيلات الخماسية والسداسية، نظرات في شعر بلند الحيدري شاعر القصائد المرثية، ولنلاحظ أن الشاعر بلند الحيدري اختار مقالة الناقد عبد الجبار عباس لتكون مقدمة لديوانه الذي ضم مجموعة دواوينه صادراً عن دار العودة ببيروت.
وفي الثاني: ملاحظات في القصة العراقية، الطامثون، لغة الآي آي، رأي في الثرثرة.
وختم القسم – أو الكتاب”بالنتاج الجديد”: المنتمي،”دراسات أدبية”ليوسف الشاروني وإنما ذكرت – هنا – كما سأذكر عند الكلام عن الكتب الأخرى – مواد الكتاب لأن مؤلفه اختار مما نشر ولم ينشر كل ما له، ولأنه لم يذيل مواده بأماكن النشر وتواريخه، مما يضيع على القارئ – والباحث – التمكن من المتابعة – هذا إلى أن الكتاب صدر من دون فهرس لمواده.
وقارئ الكتاب أنما يواجه قلماً متمكناً ورأياً وطيداً، أنه يقرأ لاستاذ متمرس يعرف قدر الكلمة لدى غيره وعلى قلمه – ويلم بأركان موضوعه المام العالم مهما اتسع ما بين بغداد والقاهرة أو بيروت أو تونس.
وحانت في عام 1971 فرصة لطبع كتابه”السياب”ليصدر في العدد (12) من”كتاب الجماهير”عن مديرية الثقافة العامة بوزارة الاعلام، حين حانت الفرصة كانت قد صدرت كتب عن السياب ومقالات، وصدرت للسياب نفسه”قيثارة الريح”من بدايات الشاعر، لكن المؤلف – عبد الجبار عباس – قدم كتابه إلى المطبعة كما انتهى منه عام 1968 بعد ان كتب مقدمة رآها لازمة في تبيين الحال ارخها بـ 3/11/1971 وقد صدر الكتاب بـ 244 صفحة عام 1392/1972 واستقبل استقبالاً حسناً ولا غرو لانه ملتقى نابغتين ولما يشعر به الناقد من دين في عنقه للشاعر – جاء الكتاب في أربعة فصول البداية، التضحية، بين السياب واليوت، الموت.
* ومضى يوالي النشر.
ونشر في”الجمهورية”(17/12/1975) قصة قصيرة بعنوان (الضوء).
وكتب في نيسان 1976 قصة قصيرة على شيء من الطول بعنوان”الضوء في الباص”فيها عشق وحرمان وغلب عليها الشعر الحر وكأن صاحبها لا يعرف قواعد القصة – لم يتهيأ لها النشر.
* ومضى يوالي النشر على منهج مطمئن وقلم سيّال ورأي متأن، وثمرة لقراءات جادة واسعة، وسعياً لتأصيل قواعد النقد مستعيناً بموهبته واخلاصه وثقافته – وشعره كذلك.
وأختار مما كتبه”في النقد القصصي خلال عقد يمثل مرحلة اعتز بها من تجربتي النقدية، فهو ثمرة حب لفن القصة وجهد لأن أعطي في نقده أشياء أطمئن لصحتها وقدرتها على التوصيل”ليصدر في الكتاب عنوانه”في النقد القصصي”من دار الرشيد للنشر – وزارة الثقافة والاعلام 1400 /1980 – 330ص.
للكتاب فهرس وترينا نظرة اليه سعة الميدان الذي يجول فيه عبد الجبار عباس، وأشك في ان كاتباً عربياً اتسع في نقده اتساع عبد الجبار عباس وكأنه حين يتحدث عن ابو المعاطي ابو النجا وتوفيق يوسف عواد وابو بكر خالد وانعام الجندي – يتحدث عن غانم الدباغ وعبد الرحمن الربيعي وغازي العبادي – وعبد عون الروضان – لا فرق في استكناه العمل القصصي الذي يتناوله بين عراقي او سوداني.. إنه يسبر الغور ويعود باللئالي، ليقدمها في نسيج منسق بقلم مرهف.
ويختم الكتاب بمقالات مهمة عن النقد القصصي (العراقي). وكان المؤلف – كما يذكر في مقدمته الموجزة – يريد ان يضمن كتابه هذا مقالات اخرى له ذكر اكثرها”ولكن ضياع و(سرقة) جانب من مكتبتي في ظرف خاص، حال دون ذلك..”ومن هذه المقالات”عالم غائب طعمة فرمان الروائي، السفينة رواية الاستاذ جبرا، المملكة السوداء مجموعة محمد خضير، في القصة العراقية المعاصرة، الرجال تبكي بصمت، الرحيل لخضير عبد الأمير، الأيام التالية لمجيد طوبيا، بيت من لحم ليوسف ادريس، ثم زاد عليها بالقلم في نسخة خاصة: القربان لفرمان، المسافة ليوسف الصايغ، نافذة في المنزل الغربي لسعدي يوسف، الحدث الثاني لعدنان رؤوف، الستارة المسدلة لأسعد محمد علي.
* ومضى يوالي النشر في الجرائد والمجلات، في العراق وخارج العراق، في نقد الشعر، ونقد القصة ونقد الكتب.. وفي الخطرات الأدبية والنظرات.. دون أن يهجر الشعر...
ويزداد شعوره بالمسؤولية بمقدار ما يزداد نظره في مسيرته وما قطع منها في حب للعمل وتقدم في المضمار.. أجل ولكن المسؤولية أكبر، وتكبر وبمقدار فخره بالذي حققه يرد مقدار أسفه على تفريط وقع منه ومقدار تجميعه قواه لشوط جديد”أن النقد الصحفي اليوم غيره بالأمس، فلا ارتجال ولا مهاترة، بل مسؤولية ثقافية تلزمك بمزيد من التعلم والاستجابة والدقة والطموح. فلتجتهد أن تكون بمستوى هذه المسؤولية...».
هكذا وقف يحاسب نفسه، مع ان”التعلم والاستجابة والدقة والطموح”صفات ملازمة له، وكان له بها شأن، ولكنه يطمح إلى المزيد والمزيد شاعراً بمسؤولية شعوره بموهبته ورسالته لنفسه ولغيره وللآدب وقد سجل على نفسه هذا الذي أحسه ورآه في مقالة تطمح بالحياة والصدق نشرها في جريدة (لعلها الجمهورية، ولعل ذلك عام 1975) بعنوان واذا فات قارئاً ان يقرأها في الجريدة فان الكاتب احتفظ له بها لتكون مقدمة لكتابه الرابع:”مرايا جديدة”الذي صدر عن دار الرشيد – وزارة الثقافة والاعلام 1981 – 303 ص: على أبواب هي : في الشعر، كتب، في القصة، نظرات، أوراق نقدية، اعلانات.
عنوان المقالة:”شوط آخر”وهي في ذاتيتها تدخل في المختار من جياد المقالات المبدعة وعبد الجبار عباس كاتب مقالة مبدعة له مقالة أخرى، في الجمهورية تحدث فيها عن اطراف من حياته. وقد افادت المقالة النقدية لديه كثيراً من المقالة المبدعة.
لكتاب”مرايا جديدة”فهرس قد يغني عن تعداد موضوعاته هنا، ويظهر ان المؤلف لم يجد من المقالات الضائعة التي كان يريد ان يضمنها كتابه الثالث (في النقد القصصي) إلا”الرجال تبكي بصمت لعبد المجيد لطفي”وإلا”الحدث الثاني لعدنان رؤوف”وقد نص هناك على ضياع الأولى بالحرف المطبوع، وعلى ضياع الثانية بخط اليد في نسخ خاصة – واذ وحدهما ضمهما إلى الباب الثاني من”مرايا جديدة».
جاء الكتاب في ستة أبواب هي: الشعر، كتب، القصة، نظرات، أوراق نقدية، اعلانات.
ويلاحظ عليه شيء من انحسار في نطاق الوطن العربي، وزيادة في الاهتمام بالكتب الصادرة، وربما لوحظت زيادة في نسبة الطراوة المنبعثة عن تمكن ومعايشة، وتتضح هذه بخاصة – عندما يتصل الموضوع بدعوى تجاوز الستينات مرحلة الخمسينات، وفي الأبواب الثلاثة الأخيرة، ومنها”في ذكرى رحيل بدر شاكر السياب”والسياب هاجس مقيم في ذات الناقد.
وإذا كان قد عرض لحسين مردان في كتابه السابق، فانه – هنا – يزداد حماسة والغة وانسيابا، وحسين مردان جدير منه بكتاب، وقد روي عن الناقد انه كان مزمعاً على ذلك وله في التحضير إلى ذلك اوراق ورؤوس اقلام.. وحب مقيم.
* النقد وجوده، القراءة والكتابة أساس في وجوده وربما مر في فترات غلب فيها شيء من اليأس او شيء من الهزل.. ولكن هذه شيء، وإذا توجه إلى القراءة والكتابة شيء آخر، يختلف تماماً، اختلاف الجد عن العبث والتفاؤل عن التشاؤم.
وانه ليوالي النشر في الصحافة المحلية وربما نشر قصائد مما ينظم على فترات وتقطع وابرز ارتباط صحفي له جرى مع جريدة”الراصد».. ثم في جريدة”الثورة».. من دون أن يحول ذلك عن نشر هنا وهناك من هذه الجريدة وتلك المجلة.
وجدنا له في الراصد : العدد 89 (17/10/1971) كلمة الصفحة / صفحة فكر معاصر، واذا كان ارتباطه بالراصد على مراحل بينها فترات من الانقطاع، رأينا مرحلة عام 1977 وفيها مثلا التواريخ 3/2/1977، 4/9/1977، 2/10/1977. ورأينا مرحلة الثمانينات، وفيها مثلاً – 1980، 81، 82، 83، 84 وكما وجدنا 1986.
وهو في”الراصد”محرر دائم ينظم فيما يصل إلى الجريدة من آثار – آثار الشباب بخاصة – ويكتب بابا بتوقيع”الراصد الأدبي”او الثقافي، وقد ينشر مقالاً خارج هذين النشاطين.
* وحين ينقطع آخر مرة عن”الراصد”لتغير في خطة”الراصد”فيما يذكر من أسباب، ويمر على انقطاعه قليل من الوقت تحاول”الثورة”اجتذابه، ويرد اسم القاص الصحفي جهاد مجيد في تلك المحاولة وذلك السعي بأن يلتقي منه المقالات خلال أماسي”اتحاد الادباء”ويمكن ان يرد عام 1987 او ربعه الاخير على وجه التحديد – بدءاً لهذه الصلة في الكتابة إلى”الثورة”وقد تنشر له مقالين في الشهر، واقدم تاريخ – بين يدي – لهذا النشر 28/9/1987.. واستمر على ذلك.. يوصل المقال – او المقالين – اليها، وهو مقيم في (الحلة) يقرأ ويلاحظ ويناقش ويكتب.. في ساعات جده.
* الذي كتبه عبد الجبار عباس غير قليل، وهو قيم لذاته في معنى النقد الادبي، والنقد الادبي العراقي، وقيم لدى دراسة الكتب التي نقدها والاراء التي اذاعها، ونمط المقالة التي أخرجها عليها، ولم يقتصر الذي ظل غير مجموع في كتاب على المقالات الأخيرة للثورة.. وانما يبقي متناثراً في المجلات والجرائد وكان لابد من الجمع والطبع والنشر.
حتى إذا توفي عبد الجبار عباس 3/12/1992 فاحدثت الوفاة حزناً واسعاً..
* أنه كان ينظر – وهو في ساعات جده – فيما كتب ونشر ليجمع شتاته ويعده للنشر في كتاب، وتبرز لديه في ذلك كلمات نشرها في”الراصد”فيها توجيه للشباب على طريق الادب والنقد والشعر، فيراها أهلاً لأن تصدر في كتاب نافع تعليمي جاء ثمرة لتجربة ومعايشة، سماه”الخطوة الأولى”وذيل مقدمته الموجزة بتاريخ 21/6/1990. ولم يكتب للكتاب النشر، وبقي في محفوظاته.
عن مقدمة كتاب (الحبكة المنغمة)