هرمان ملفيل: كن أمينًا لأحلام شبابك

هرمان ملفيل: كن أمينًا لأحلام شبابك

أحمد نبيل خضر
كتب عن تجاربه بطريقة جذابة، جعلته أحد أكثر الكُتَّاب شعبية في زمانه، وقد أضفى على مغامراته خيالاً خصبًا وشكلاً فلسفيًا، إلى جانب مهارةٍ فائقة في استعمال اللغة الإنجليزية الأمريكية.
هرمان ملفيل، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم، وُلد في مدينة نيويورك عام 1819، من أبرز الروائيين في أمريكا، كتب موبي ديك، وهي واحدة من أشهر الروايات الأدبية.

ترجع شهرته إلى هذا الكتاب بشكل رئيسي، لكنَّ كثيرًا من أعماله الأخرى، هي إبداعات أدبية عالية المستوى، تمتزج فيها الحقيقة والخيال والمغامرة والرمزية البارعة.
سبق وكتب عن روايته الشهيرة عدد كبير من الكتاب، وكتب عنها محمد عبده العباسي:
لم تزل الذاكرة تعي أحداث رواية البحار الوسيم"بيلى بد"وهي إحدى روائع الكاتب الأمريكى هيرمان ملفيل الروائية، التي ترجمها، وقدم لها مصطفى طه حبيب ونشرتها مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة دون تاريخ.
وهيرمان ملفيل المولود فى نيويورك عام 1819م، وفي سنوات شبابه عمل بحاراً بإحدى السفن التجارية عام 1873م.
ولكن الأوساط الأدبية على مستوى العالم عرفته بعد الشهرة المدوية التى دشنها بروايته الشهيرة"موبى ديك/ الحوت"، وهي واحدة من أهم وأشهر الروايات في العالم.
قدم هيرمان ملفيل فى روايتيه"موبى دك"و"تيبى"صورة حية لمغامراته كبحار جاب البحار والمحيطات على ظهر سفينة، وعاد ليكتب تجربته وخبرته فى العمل بوعى كبير أثار دهشة القارئين فى كل أنحاء العالم، ولم ينل شهرته في حياته. إلا أنه ترك ذكراه بعد الرحيل في أذهان كل من قرأ إبداعه الأدبي.
عمل هيرمان ملفيل لفترة فى بعض الجزر التى تقع بالمحيط الهادي، ثم عاد إلى بلاده عام 1844م، ليستقر بها ويتزوج بعد أن شغل وظيفة بالجمارك لعدة سنوات استغل فيها وقت فراغه في الكتابة، التى لقيت اعتراضاً أول الأمر، ولم ينتبه لها أحد حتى مات ملفيل بعد منتصف ليلة الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1891م.
وظلت أعمال ملفيل يغلفها النسيان التام حتى جاء العام 1919م، والتى اكتشف فيها النقاد الأمريكيين قيمة ما أبدعه هذا الكاتب الفذ، الذى مثل علامة فارقة فى تاريخ الأدب الأمريكي، بما تركه من إبداع ظل يمثل وجوداً فى ذاكرة الناس وعرفه جمهور القارئين من خلال رواية"موبى ديك"الشهيرة ورواية"وادي تيبى"، ورواية"البحار الوسيم بيلي بد"، وغيرها من الأعمال الأدبية.
ترجم هذه الرواية إلى العربية مصطفى طه حبيب الذى تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد (القاهرة حالياً) عام 1934م، وعمل فى مجالات عدة منها التدريس والصحافة والترجمة فقدم من تأليفه كتاباً عن"شاعرالكون وليم شيكسبير"، كما قام بترجمة خمس مسرحيات لشكسبير هى"هنرى السادسـ زوجات وندسور المرحاتـ هنرى الرابع، بقسميهاـ هنري الثامن“.
كان المؤلف وقتئذ يشغل وظيفة مدير الثقافة المدرسية"الأنشطة التربوية والفنية حالياً بوزارة التربية والتعليم"، كما اضطلع بالإشراف على مشروع الألف كتاب الذي كانت تشرف عليه وزارة التربية والتعليم.
غلاف الرواية صممه المهندس رفيق البابلى، الذي كان يقوم بالتدريس فى قسم العمارة بجامعتى القاهرة وعين شمس وقتها، وسبق له تصميم العديد من أغلفة الكتب لمؤسسة فرانكلين، وحصل على جائزتها عن تصميمه لغلاف كتاب أخرجته حمل عنوان"كيف تتكامل الشخصية".
رواية"البحار الوسيم أو بيلى بد"هى آخر ما جادت به قريحة هيرمان ملفيل الذى انتهى من كتابتها يوم 19 أبريل 1891م قبيل وفاته بخمسة أشهر وتسعة أيام بالضبط ورحل عن دنيانا وهو شيخ، تاركاً من بعده مسوداتها بخط يده على مكتبه وإلى جوار أوراقه تلك كتب الشعار الذى آمن به"كن أميناً لأحلام شبابك".
عن / الحوار المتمدن