لطيف العانــي: افتتـــح المـــلك  فيصل الثاني أوّل معارضي

لطيف العانــي: افتتـــح المـــلك فيصل الثاني أوّل معارضي

علي ناصر الكناني
يُعد الفنان الفوتوغرافي والمصوّر الصحافي الرائد لطيف العاني تولد كربلاء العام 1932 واحداً من أبرز مبدعي هذا الفن الجميل أواسط الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي الذين مازالوا على قيد الحياة، ولايخلو الأمر من الغرابة في أن العاني وكما أخبرني، بأن صلته بالكاميرا قد انقطعت ومنذ زمن بعيد. حاولنا من خلال اللقاء به أن نتعرف على جوانب من بداياته مع فن التصوير الى جانب المحطات الأخرى من حياته عبر مسيرته الفنية الطويلة، فقال:

العام 1953 كانت بداياتي الأولى كمتدرب في شركة النفط العراقية (IBC) على يد أساتذة من كبار المصوّرين والفنيين الأجانب إثر التحاقي في وحدة التصوير الفوتوغرافي التابعة للشركة، وبعدها أي في العام 1954 بدأت أمارس فن التصوير كمصور محترف بعد اجتيازي عدّة دورات فنية داخل الشركة. حيث كلفني المدير المسؤول بتصوير حفل افتتاح المعرض البريطاني الزراعي والصناعي الذي أقيم في منطقة كرادة مريم مقابل جامع الشاوي، وقد افتتح المعرض حينها الملك فيصل الثاني وبحضور رئيس الوزراء السيد محمد الصدر ونوري السعيد، وأود أن أشير هنا الى أن شركة النفط كانت هي الجهة الوحيدة التي تقوم بالتصوير بالألوان. ويشير العاني خلال رحلة الاستذكار هذه الى أن الحكومة العراقية آنذاك قامت بشراء المحطة الخاصة بتلفزيون (باي) وبذلك يُعد العراق هو أوّل بلد عربي يدخله التلفزيون وكان ذلك في العام 1954.
في العام 1963 كان أول معرض تقيمه وزارة الارشاد آنذاك في الولايات المتحدة الأميركية، وضم بين اكثر من مئة صورة عن العراق والحياة العامة فيه في شتى جوانبها، واستمر العرض لمدة عامين تجول خلالها في العديد من المدن والولايات الأميركية، وأشرف على اقامته جمعية اصدقاء الشرق الأوسط. وخلال فترة وجودي هناك قمت بتصوير الحياة العامة في الولايات المتحدة، وأقمنا حينها معرضاً فوتوغرافياً في بغداد والقاهرة والقدس وفي دمشق وعمان العام 1964. ويواصل الفنان الفوتوغرافي لطيف العاني حديثه حول مشاركاته الأخرى ضمن المعارض الفنية للفوتوغراف قائلاً:
وفي العام 1965 شاركت مع مجموعة من المصورين العراقيين في معرض للصور الفوتوغرافية اقامته مؤسسة لي فوتو العالمية في برلين، وكان من بين المشاركين معي عدد من المصورين المعروفين منهم، مراد الداغستاني ونزار السامرائي وحازم باك وجاسم السامرائي. كما قمت بتصوير المعالم العامة للحياة في ألمانيا لأقيم معرضاً احتضنته قاعة كولبنكيان في بغداد وذلك العام 1965 افتتحه وزير الثقافة آنذاك محمد ناصر. وفي العام 1966 أقمت معرضاً آخر في الكويت والبحرين بالتعاون مع وزارة الثقافة في البلدين. وأذكر انه طُلب مني في البحرين تصوير المعالم الخاصة بالبلد.
أصدر العام 1966 أوّل كتاب مصور بعنوان (العراق في صور) باللغتين العربية والانكليزية، أعقبه كتاب آخر في ذات الاتجاه تحت عنوان (مصور من العراق) وذلك في العام 2010 وقد ضم الكتابان العديد من اللقطات الفنية التي نشر بعضها في الصحف والمجلات العالمية ومنها مجلة فوتوغرافي الأجنبية.
لم يتأثر العاني بأحد المصورين الذين سبقوه، ولكن تستوقفه دائماً صور التقطتها عدسات مصورين أجانب، وكذلك من المصورين العراقيين ومنهم المصوّر مراد الدغستاني والمصور ناظم رمزي.
وعن علاقته بالكاميرات الحديثة يقول.. قد تستغرب بأني لم استخدم هذا النوع من الكاميرات الديجتال لغاية الآن، ولم أصوّر أي حدث بعد العام 2003 بل ومنذ العام 1977 قد انقطعت علاقتي بالكاميرا!! فدفعني الفضول الى أن أعرف المزيد عن هذا الأمر.
فقال على الرغم من تواصلي مع الجمعية العراقية للتصوير من خلال أنشطتها الثقافية ومعارضها، لكني اخشى الآن أن أحمل كاميراتي واتجول في بغداد لئلا يعترضني أحدهم ويمنعني أو يصادر كاميرتي بعد طول هذه الرحلة مع الفوتوغراف.
بقي أن نعرف أن للفنان الرائد لطيف العاني العديد من اللقطات الفوتوغرافية الجميلة التي تم طبعها من قبل مكتبة الحكمة خلال السنوات الماضية على شكل مطبوعات وكارتات سياحية، الى جانب استخدام احدى لقطاته لفلاحة من الموصل تحمل حزمة من سنابل القمح قد توسّطت العملة العراقية الحالية فئة (25) ألف دينار.