في ذكرى تأسيسه سنة 1934.. نادي القلم أرقى نادٍ ثقافي في الثلاثينيات

في ذكرى تأسيسه سنة 1934.. نادي القلم أرقى نادٍ ثقافي في الثلاثينيات

إياد يونس عريبي
ترجع فكرة تأسيس هذا النادي الى عام 1933، إذ اجتمع عدد من المثقفين في دار الدكتور محمد فاضل الجمالي، وتذاكروا في إنشائه، كفرع لنادي القلم العالمي المسمى P.E.N.CLUB)) وقد اختير لرئاسته الشاعر جميل صدقي الزهاوي والدكتور محمد فاضل الجمالي نائباً له، وقد أجيز هذا النادي من وزارة الداخلية في 14 تشرين الأول 1934،

أما غايته فكان يدعو الى تعارف المؤلفين وحملة الأقلام في العراق وبقية البلاد العربية، والعالم ومساعدة الباحثين وتقديم العون لهم، أما شروط القبول فيه فيقبل كل من له شخصية أدبية أو علمية، وذلك بأن يقدم طلباً الى رئيس النادي على أن يزكّيه إثنان من الأعضاء ويجري قبوله بعد تصويت مجلس النادي، أما مالية النادي فتتحصل من رسوم الاشتراكات الشهرية والتبرعات والإعانات كما أشار النظام الأساسي للنادي بأنه لا دخل له بالسياسة.
تألفـت الهيـأة الإدارية الأولى لها من جميل صدقي الزهاوي رئيساً، ومحمد رضا الشبيبي نائباً أولاً ومحمد فاضل الجمالي نائباً ثانياً ومتي عقراوي أميناً للصندوق، وإبراهيم حلمي العمر أميناً للسر. وكان من أعضاء النادي روفائيل بطي وعباس العزاوي ومحمد باقر الشبيبي وعلي الشرقي وعبد الكريم الأزري وأمين سعيد وعبد المسيح وزير. وبعد وفاة الزهاوي في 23 شباط 1936 اختير محمد رضا الشبيبي خلفاً له، ورأسه حتى عام 1954.
لما لم يكن للنادي مقر دائم له، كانت اجتماعاته تعقد في دار أحد اعضائه، حيث كانت تُلقى المحاضرات من قبل أحد اعضائه، أو أحد المدعوين من الشخصيات العربية أو الاجنبية ساهم يوسف غنيمة في نشاط النادي سواء بحضوره اجتماعات النادي أو بتضييف أعضاء النادي إو بإلقاء محاضرة.
يعد تأسيس"نادي القلم"العراقي حدثاً ثقافياً بارزاً في النصف الأول من القرن العشرين، لأنه أول منظمة ثقافية تمثل الأدب الذي ظهرت مؤسساته فيما بعد باسم (اتحاد الكتاب أو الأدباء) وهو أقدم نادي قلم في منطقة الشرق الأوسط، وقد انشأ النادي صلات مع نوادي القلم الأخرى في العالم، إذ أرسل النادي مجيد خدوري لحضور مؤتمر القلم العالمي في الارجنتين عام 1937، كما حضر السيد عطا أمين اجتماع نادي القلم في لندن بدعوة من المستر ه.ج ويلز (Mr. HG Wells) الكاتب الذائع الصيت.
وقد أصدر النادي مجموعة نفيسة ضمنها المحاضرات التي ألقيت في اجتماعاته الدورية، وتقع هذه المجموعة في أكثر من ثلاث مئة صفحة، كما تنوعت موضوعاتها على سبيل المثال، بحث عن المجريطي امام فلاسفة الأندلس في الرياضيات والطبيعيات، كما تناولت المجموعة بحثاً بعنوان قصة فتح بغداد، وفي هذه المجموعة خلاصة وافية لأعمال المؤتمر الرابع عشر لأندية القلم، وقد عقد في بوينس ايرس بالأرجنتين (5-15 أيلول 1936).
انضم عدد كبير من النخبة العراقية الى هذا النادي، وممن انضم إليه هو انتخاب مير بصري عضواً فيه عام 1942، وقد ألقى في إحدى الجلسات ملحمته الشعرية (نهاية الأبطال) وقد كان حاضراً مع الضيوف الأديب البريطاني اليك وو (WuAlaak) الذي كان يزور بغداد وقتذاك، فلخصها له باللغة الإنكليزية، إذ أثنى عليها الأخير كثيراً.
توقف نشاط هذا النادي بصدور مرسوم الجمعيات رقم 19 لعام 1954، استأنف النادي نشاطهُ مجدداً بعد تجديد إجازته في الخامس من آذار عام 1956، وتولى الدكتور محمد فاضل الجمالي رئاسته وعضوية كل من توفيق وهبي وعبد الكريم الأزري ورفائيل بطي وعبد المجيد محمود والدكتور أحمد سوسة والدكتور جواد علي والدكتور عبد المجيد عباس، وقد استمر على النهج ذاته حتى الغائه بعد ثورة 1958.
عن رسالة: الجمعيات الثقافية في بغداد