أزمة الكهرباء والطاقة المتجددة

أزمة الكهرباء والطاقة المتجددة

محمد صادق جراد
تشهد الدول المتقدمة في العالم توجها واهتماما كبيرا للاستفادة من الطاقة المتجددة أو النظيفة لاستثمارها كمصدر بديل للطاقة ونوعا جديدا يمتلك صفة التجدد والاستمرار إضافة الى كونه سبيلا للحفاظ على البيئة وبإمكانه توفير الطاقة بتكلفة

اقل في ظل النمو الاقتصادي المتسارع والذي جعل الدول المتقدمة وحتى النامية منها تبحث عن سبل بديلة .
وكما يعرف الجميع فان العراق يعاني من نقص في تجهيز الطاقة الكهربائية وحاولت الحكومات المتعاقبة منذ عقود طويلة وضع حلول لهذه الأزمة إلا إنها فشلت وما زال المواطن العراقي يعاني من صيف ساخن تصل فيه درجة الحرارة الى مستويات عالية جدا واليوم نشهد مبادرات ومحاولات جادة لتحسين الإنتاج وخاصة بعد التظاهرات التي شهدتها مدن العراق ونتج عنها استقالة وزير الكهرباء السابق .
ومن اجل هذا نجد ان الأنظار بدأت تتوجه صوب استخدام الطاقة المتجددة في العراق واستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوليد الطاقة من المياه من اجل التخفيف من أزمة النقص الحاصل في إنتاج الكهرباء سيما ونحن على أبواب موسم الصيف حيث تسعى وزارة العلوم والتكنولوجيا الى استخدام طرق جديدة لتوليد الطاقة من خلال البحث عن حلول بديلة .
وحسب إحصائيات صادرة عن وزارة العلوم والتكنولوجيا فان العراق يتمتع بأكثر من 3700 ساعة مشمسة سنويا وكما يتمتع بنشاط جيد للرياح وأشارت الوزارة الى ان مجموعة من الفنيين والباحثين تعمل الآن على انجاز مسح شامل في عموم محافظات العراق بما فيها إقليم كردستان وذلك من أجل وضع قاعدة بيانات تستند اليها الوزارة في إنشاء مشاريع توليد الكهرباء باستخدام هذه النوع من الطاقات المتجددة التي تمتاز بعدم النضوب او الإضرار بالبيئة.
ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى ان مقومات الطاقة المتجددة متوفرة في بلادنا وأهمها
طاقة المياه / حيث تتولد الطاقة المائية من خلال تدفق المياه او سقوطها من المناطق المرتفعة كالشلالات او من الطاقة المتولدة من حركة المد والجزر في المياه .
طاقة الرياح / وهي الطاقة المتولدة من خلال تحريك توربينات توليد الطاقة وهي ألواح كبيرة مثبتة في أماكن مرتفعة بفعل الرياح او الهواء المتحرك لتتم عملية إنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح بواسطة محركات (أو توربينات) ذات ثلاثة أذرع دوّارة تحمل على عمود تعمل على تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة كهربية .
الطاقة الشمسية / او خلايا تجميع الطاقة الشمسية وتعد الشمس من أكبر مصادر الضوء والحرارة الموجودة على وجه الأرض، وتتوزع هذه الطاقة- المتولدة من تفاعلات الاندماج النووي داخل الشمس- على أجزاء الأرض ، والطاقة الحرارية المتولدة عن أشعة الشمس يُستفاد منها عبر تحويلها إلى (طاقة كهربائية) بواسطة (الخلايا الشمسية).
وضمن اهتمام دول العالم بهذا الجانب نجد ان وزارة الطاقة الأمريكية قد بينت نية واشنطن توفير قروض يصل أجماليها الى ما يقارب 37.5 مليار دولار لتمويل مشاريع الطاقة النظيفة او الطاقة المتجددة في معظم مدن الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في إطار الخطط التي تضعها الولايات المتحدة لخفض اعتمادها علي واردات النفط وتطوير المصادر الجديدة للطاقة حيث تستهلك نحو 25 % من إجمالي الإنتاج العالمي للبترول
ولابد من ان نشير هنا إلى ان عدد من دول المنطقة التي تشبه العراق في الكثير من الظروف المناخية وطبيعة كونها دولة نفطية أيضا تبحث في الحصول على الخبرات الأمريكية في تطوير هذا الجانب ،حيث صرح وزير التجارة سوريش كومار والمدير العام لخدمات التجارة الخارجية الأمريكية أن أمريكا تسعى إلى توفير تكنولوجيا الطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية للسعودية وذلك بناء على الخبرة التي تمتلكها في هذا المجال .
حيث قال سوريش كومار إن التكنولوجيا الأمريكية تعد التكنولوجيا الأفضل على مستوى العالم، وأضاف أيضا بما أن السعودية تحاول تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، فإن لدى الشركات الأمريكية قدراً كبيراً من الخبرة والمهارة التي يمكن أن تتشاركها مع السعودية .
ولهذا نجد إن على العراق أن يستفيد من الخبرات الأجنبية وطبيعة مناخه في إيجاد مصدر آخر للطاقة سيساعد المصادر الأخرى في توفير ما يحتاجه المواطن بالرغم من وجود بعض المعوقات التي يحددها الخبراء في هذا الجانب ومنها المتغيرات الجوية وتطرف البيئة في العراق من ناحية درجات الحرارة إضافة إلى الفارق الكبير بين حجم الطاقة المنتجة بواسطة مشاريع الطاقة المتجددة وحجم الحاجة الفعلية منها إلا إننا بحاجة إلى دراسات وبحوث يقوم بها المختصون لتجاوز هذه المعوقات والعمل على إيجاد مصدر جديد للطاقة قد يساهم في حل جزء من أزمة الكهرباء في البلد .