بأسىً عميق تلقينا خبر رحيل الدكتور رفعت السعيد، المناضل السياسي المرموق والمثقف والمفكر الماركسي البارز. وإذ ننعيه معكم، فإنما نتذكر مكانته وإسهاماته ودوره في النضال الموصول، دفاعاً عن اهداف التحرر الوطني وقيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية في مصر والعالم العربي.
وليس من اليسير تعداد مساهمات الفقيد ومآثره ومبادراته لتفعيل النشاط الحزبي في إطار ما كان يُتاح من حرياتٍ وقبول. وقد كان نشاطه المثابر يتميز بارتباطٍ وثيق مع جُهدٍ فكري منهجي لتأصيل المواقف والسياسات التي يرى تبنيها واشاعتها في الحياة السياسية والتبشير بها في الاوساط العربية التقدمية.
وتظل مساهمته القيادية في تأسيس حزبكم تحت زعامة القامة المضيئة في مسيرة الحركة الوطنية المصرية والعربية خالد محيي الدين موضع تقييمٍ مؤثرٍ، بوصفها تأكيداً على الانفتاح والبحث على ما يجمع ويوحد القوى المعنية بقضية التحرر والتقدم بغض النظر عن التباينات والاجتهادات والاختلاف فيما هو جانبيٌ وثانوي.
إن التقدميين في العراق والمثقفين بوجه خاص يتذكرون للراحل الفقيد عطاءاته الدائمة على الصعيد السياسي والفكري، وسيفتقدونه في هذا الظرف العصيب والمعقد، حيث تهيمن قوى"التأسلم"السياسي، المنافقة والمرائية على المشهد الراهن في العالم العربي وفِي منصاتها الاكثر تأثيراً، لكن ما تركه رفعت السعيد من تراثٍ على صعيد التصدي لحركات التأسلم في مصر والبلدان الاخرى الحاضنة للإرهاب والتكفير، من شأنه إبقاء وهج حضوره وتأثيره. لكم ولزملائه في التجمع ومحبيه ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان.
فخري كريم
رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن
رئيس مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون
من برقية تعزية لاسرة الراحل