الروائي الكيني نغوجي واثيونغو: انا أصف نفسي كمحارب من أجل اللغات المهمشة

الروائي الكيني نغوجي واثيونغو: انا أصف نفسي كمحارب من أجل اللغات المهمشة

ترجمة: المدى
يتحدث الكاتب الكيني الشهير نغوجي واثيونغو بحماس كبير. ، عن قصة قصيرة ترجمت حتى الآن، إلى 63 لغة، 47 منها أفريقية.عنوان القصة، "ثورة الاستقامة: والتي اصبحت القصة القصيرة الأكثر ترجمة في تاريخ الادب الأفريقي.نغوجي واثيونغو أستاذ في اللغة ال
يتحدث الكاتب الكيني الشهير نغوجي واثيونغو بحماس كبير. ، عن قصة قصيرة ترجمت حتى الآن، إلى 63 لغة، 47 منها أفريقية.

عنوان القصة، "ثورة الاستقامة: والتي اصبحت القصة القصيرة الأكثر ترجمة في تاريخ الادب الأفريقي.

نغوجي واثيونغو أستاذ في اللغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا ، و نال جائزة اتحاد الكتاب الافارقة عام 2013، ويعد من اقوى المرشحين لجائزة نوبل في الأدب. ويعتبر أيضا الكاتب الأكثر شهرة في كينيا. تفانيه في خدمة وطنه هو أحد الأسباب التي جعلته مسرور جدا لنشر ترجمات عديدة لقصته "ثورة الاستقامة أو كيف يمشي الإنسان منتصبا ".
على الرغم من وجود الملايين من الاشخاص الذين يتكلمون عدة لغات افريقية، إلا انك نادرا ما تجد ادبا مكتوبا بلغاتهم الأصلية؛ ويعتقد نغوجي واثيونغو : "إن القدرة على قراءة أدبك المحلي بلغتك الاصلية يمنحك قوة ".
كتب نغوجي قصته القصيرة "ثورة الاستقامة" بلغته الأم، غيكويو، ثم ترجمها إلى اللغة الإنجليزية بنفسه. وهذه القصة التي تتألف من 2200 كلمة تعود بنا الى الزمن الذي "كان البشر يسيرون على قوائمهم الاربع ، تماما مثل سائر الحيوانات الأخرى"، ولكن في النهاية تمكنت ساقي الانسان من ان تقف وبات يمشي منتصبا. ويعود الفضل في ذلك الى العمل وهذا تذكير، كما يقول نغوغو، أننا قادرون على احداث تغيير في مستقبل مجتمعاتنا.
في هذه المقابلة القصيرة يتحدث الروائي الكيني نغوجي واثيونغي عن قضايا ادبية عدة
* : ما هي اللغة التي تكتب بها عادة؟
نغوجي وا ثيونغ ': كنت اكتب باللغة الإنجليزية، ولكني الآن أكتب اكثر اعمالي بلغتي الاصلية ، غيكويو [يتحدث بها ما يقرب من سبعة ملايين كيني]، واترجم ما اكتب إلى اللغة الإنجليزية. وهذا يمثل أكبر تحدٍ بالنسبة لي.
* ما الذي يميز "ثورة الاستقامة " عن أعمالك الآخرى؟
انا أصف نفسي كمحارب من اجل اللغات المهمشة. يتم نشر الكثير من النتاج الفكري في أفريقيا باللغات الأوروبية: الإنكليزية والفرنسية والبرتغالية. الناس في أفريقيا يتحدثون اللغات الأفريقية. ولهم الحق في ان تكتب نتاجاتهم الثقافية بلغاتهم الاصلية. الترجمة هي أداة مهمة لتمكين مختلف الثقافات ان تستعير الافكار بعضها من البعض الاخر.
ما هي بعض الأمثلة على الاستعارة الثقافية؟
مثلا الكتاب المقدس والقرآن الكريم. يمكن للأشخاص قراءتها لأنها متوفرة بلغاتهم الأصلية ، ونحن قادرون على مناقشة أعمال هيجل، لأنها ترجمت. ليس علينا أن نفهم اللغة الألمانية لكي نقرأ أعماله. وينطبق الشيء نفسه مع الأساطير اليونانية. يمكننا أن نتعلم منها دون معرفة اللغة اليونانية. الترجمة هي اداة تمكن اللغات من ان تخاطب بعضها البعض.
هذا هو السبب في أنك تحمست لترجمة قصتك القصيرة؟
لقد أصبحت متحمسا لترجمة هذه القصة لأن اتحاد الكتاب الافارقة اختار القصة، ونشرها في مجلته ، وعمل مع العديد من المترجمين لجعلها متاحة في العديد من اللغات. وهذا الأمر جعلني أشعر بالسعادة الشديدة لرؤية الشباب وهم يترجمونها الى تلك اللغات واظهروا قدرتهم على ذلك و أنه أمر يمكن القيام به. أنا فخور جدا بالمشروع وكون قصتي كانت جزءا منه.
* في عام 1977، تم اعتقالك لمدة عام واحد لاتهامك بالقيام بأعمال ضد الاستعمار في كينيا. كيف تعاملت مع الأمر؟
بالنسبة للكاتب، فان من الصعب عليه جدا. ان لا يسمح له بالكتابة. لم يسمح لي أن افعل أي شيء، لم يكن يسمح لي حتى ان أسأل: "هل تمطر في الخارج هذا اليوم؟ هل الجو مشمس ؟ "لذا فإن الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها فعلا، أن أتحمّل بالمعنى الحرفي للكلمة ، ظروف اعتقالي – وكان السجن في منطقة نائية - لم تكن إلا عن طريق الكتابة سرا. كتبت رواية، الشيطان على الصليب،بلغة الغوكويو على ورق التواليت بواسطة القلم الذي قدم لي لكتابة اعترافاتي.
* تدور احداث احدى مسرحياتك ، (محاكمة ديدان كيماثي)، في سجن، وعرضت في جامعة كاليفورنيا في عام 2014. كيف يختلف عرضها هنا عن بقية العروض؟
عرضت هذه المسرحية، التى تتحدث عن زعيم نضال التحرير الكيني، في كينيا وفي العديد من الدول الاخرى. وكتبتها بالاشتراك مع ميكر جيثاي موجو من جامعة سيراكيوز. أعتقد أن هذا كان أول عرض لها في الولايات المتحدة. بالنسبة لي، كان أفضل عرض لها في أي مكان. كان الامر مبعث سعادتي . لقد حوّل المخرج جاي أوستن وليامز المسرح إلى سجن. وكان يتم تفتيش الجمهور من قبل الحراس عند دخولهم ومعاملتهم كما لو كانوا يدخلون السجن فعلا. لذلك أصبحوا جزءا من التجربة. كان عملا مذهلا ورائعاً.
* طوال السنوات الخمس الماضية على الأقل ، تردد أنك في مقدمة المرشحين لنيل جائزة نوبل في الأدب. ماذا يمثل هذا الأمر بالنسبة لك؟
أنا اقدر بالفعل حقيقة أن الناس يعتقدون ان اعمالي تستحق الاهتمام . انه أمر عادي جدا بالنسبة لي. وقد خلق ذلك لي بعض المواقف الطريفة والمضحكة . في العام الماضي وكانت الشائعات قوية للغاية بانني سافوز بالجائزة الى الحد الذي قامت فيه الصحف بارسال الصحفيين والمصورين إلى بيتي وبدأوا ينتظرون منذ الساعة الرابعة فجرا امام باب منزلي بانتظار الإعلان عن اسم الفائز. ولكن عندما أعلن فوز كاتب آخر بالجائزة. اصيبوا بخيبة امل كبيرة فتحت الباب ودعوناهم انا وزوجتي للدخول. أعدت زوجتي لهم القهوة، وقدمنا تعازينا لهم.
* ما هي الرسالة التي تأمل أن تصل القراء عند قراءتهم لقصة"ثورة الاستقامة "؟
ان حياتنا مترابطة. لا يمكن ان ننفصل عن بعضنا؛ فنحن نعتمد على بعضنا البعض.

عن: لوس انجلوس ريفيو اوف بوك