من قتل عــــلاء مشذوب؟

من قتل عــــلاء مشذوب؟

علي حسين
قبل أقل من شهر، وعلى الرصيف الذي وجدوا جتثته اليوم ملقاة عليه،وقد اخترقتها 13 رصاصة، كان الروائي والأكاديمي علاء مشذوب يجتمع مع عدد من أدباء ومثقفي محافظة كربلاء ليوقع كتابه “رصيف الثقافة»، وعلى الرصيف أيضا قال للذين حضروا هذه الاحتفالية إن كتابه محاولة لتسجيل ذاكرة مدينته كربلاء، ليكون شهادة على الحاضر الذي ضاع أغلبه وسط ضجيج الحروب، وسيضيع القسم الآخر منه في معارك السياسيين من اجل الإطاحة بمكانة هذه البلاد.

حادثة الاغنيال تثبت أن الإنجاز الأبرز لسياسيّي الصدفة أنهم نجحوا في تلويث الضميرالإنساني، بحيث صار هناك من لايهتم لمثل هذه الجريمة البشعة التي تؤكد في كل مرة أنّ مواطناً عراقياً فقد حياته، لأنّ القانون جرى تغييبه بمعرفة من يضعون أنفسهم فوق القانون.
!. إن مشهد اغتيال علاء مشذوب يقول إن أشياء كثيرة لم تتغير، وأن هناك من لا يريد أن نمضي نحو مستقبل آمن، والدليل جرائم الاغتيال التي دائما تسجل ضد مجهول، وهي تكرار لجرائم كثيرة ارتكبت وسترتكب في المستقبل وإن اختلفت التفاصيل والوجوه، فالذي حدث أن مواطناً يفقد حياته بمنتهى البساطة لأن أصحاب الدراجات النارية والكواتم يعتقدون أن قانونهم هو وحده الذي يجب أن يطبق على جميع العراقيين.
قتل علاء مشذوب بدم بارد وحتماً انتشى القتلة وتفاخروا وهنّأ بعضهم البعض، فالصوت الذي أصرّ على أن يكون عاليا وواضحا وجريئا أُخرس برصاصات في الجسد، لكنهم نسوا أن علاء مشذوب باق وسيغيّب جميع القتلة.
إنّ ما جرى في كربلاء هو جريمة كاملة، وستبقى عاراً يلاحق مرتكبيها ومَن فوّضهم، لكنها ستبقى يوماً مشهوداً يؤرّخ له بأنه اليوم الذي غاب فيه ضمير الساسة، فلم تعد منظر قتل مثقف وطني يثير مشاعرهم، مثلما يثيرها لمعان الكرسيّ.