مطرب المقامات العراقية اسماعيل الفحام ..هكذا كانت البداية ..

مطرب المقامات العراقية اسماعيل الفحام ..هكذا كانت البداية ..

د . عمر الطالب
هو السيد إسماعيل بن السيد خليل الفحام اشتغل والده فحاماً إلى جانب ممارسة هوايته في صيد السمك، ولد إسماعيل عام 1905في محلة (الميدان) قرب جامع (حمو القدو)، ودخل الكتّاب والمدرسة الابتدائية إلا أنه لم ينه دراسته فيها ترك المدرسة وهو في الصف السادس الابتدائي بدأ حياته العملية صانع (كباب)، وانتقل إلى سائق حادلة في مديرية الأشغال، ومنها إلى مراقب مرآب فيها وبقي في عمله هذا إلى أن أحيل على التقاعد عام 1971،

وعاش على راتبه التقاعدي وراتب أعطته إياه نقابة الفنانين في الموصل( وتوفي سنة 1990 ) .

كانت بدايته الأولى في تعلم المقام مع ضابط متقاعد في الجيش التركي يدعى (يونس الخناس) يؤدي المقام وعالم فيه، علمه يونس الخناس التكبير على منارة جامع حمو القدو، وكان سيد إسماعيل صبياً سمعه سيد أحمد الموصلي المعروف (بابن الكفر) ذات يوم وهو يكّبر فوق منارة الجامع، جذبه صوته، وأعجب به أيما إعجاب، رآه خال سيد إسماعيل يصغي، سأله:ما الذي أتى بك إلى هنا؟!.أجاب سيد احمد:جذبني صوت هذا الصبي، إنه يحسن التكبير ويجيد المقام في أدائه احتضنه سيد احمد وعلمه أصول المقامات، وكان سيد إسماعيل في الثانية عشرة من عمره أحب السيد إسماعيل الفحام أداء المقام فلم يكتف بما أخذه عن سيد احمد وإنما أخذ عن سيد أمين الموصلي وسيد إبراهيم ياسين وعبد الرحمن التوتونجي وأعجب بالملا عثمان الموصلي وسهيل أغا الموصلي أدى سيد إسماعيل الفحام جميع المقامات بمستوى رفيع واستوى مؤدياً للمقام له أسلوبه الخاص في أدائه وسعى إلى تطوير المقام بالإكثار من الانتقالات حبه وزاد فيه قطعاً وأنغاماً جديدة فقد أدخل العتابة على السيكاه وادخل الغزازي والعتابا على الرست وادخل المثيوي في الرست أيضاً وادخل القطر في السيكاه وادى الخنبات (الفوريز) ولم يكن يؤدية أحد غيره، كما أدى المخالف البغدادي وأدى المقام على الطريقة البغدادية وادخل المخالف البغدادي في مقام المخالف الموصلي، وكان يتصرف بالمقام ثم يعود إلى المقام ذاته، وأجاد تأدية العتابة والأبوذية والسويحلي والنايل إلى جانب المدائح النبوية والتنزيلات والمدائح العلكاوية وقراءة القرآن، وأعجب بسيد سلمان القندرجي ومحمد الكبانجي، وأجاد غناء البستات وأدى أغاني سليمه باشا وأدور وطقاطيق أم كلثوم، وأجاد في أداء الأدوار المصرية ولا سيما أدوار عبد الحي حلمي والشيخ الصفتي وسلامة حجازي وداود حسني وسيد درويش، وغنى لمحمد عبد الوهاب (سبع سواقي، وخايف أقول اللي بقلبي) وغنى لسيد درويش من الموشح (يا عذيب المرشف، ويا شادي الألحان) وطقطوقة (مّرج عليّ بابا مار وحشني السينما) و (ضيعت مستقبل حياتي) وغنى أغاني سلامة حجازي مثل : من كنت في الجيش، وسلام على حسن) وغنى المربع وأجاد غناء (نوبه أكفر نوبه أقول التوبه) و (اميايع ليش ويانا) للحاج زاير. واعجب إعجاباً بيوسف عمر وأداءه المتميز. رفض سيد إسماعيل المدرسة الحديثة في الغناء والتي أنشأها الموسيقار محمد عبد الوهاب وكان في اعتقاده أن عبد الوهاب وفريد الأطرش أفسدا الغناء العربي، وكان يجد نفسه أعلى مستوى من غناء اسمهان وليلى مراد ورجاء عبده من مغنيات ما قبل ثورة يوليو المصرية 1952رفض سيد إسماعيل احتراف الغناء، ولم يرض تسجيل أية أغنية على الاسطوانات، وقد عرض عليه (جاقماقجي) صاحب شركة الاسطوانات التي تحمل إسمه أن يسجل له اسطوانات وأغراه بالمال غير أن سيد إسماعيل رفض تسجيل أغانيه وكان يردد:كل من إحترف الغناء مات جوعاً كما يرفض أي تسجيل وهو يغني أو يقرأ مولداً، وعندما يدخل المكان يطلب إلى ابنه (حازم) أن يفتش المكان خشية أن يخفوا مسجلاً في مكان ما وحدث مرة أن وجد ولده مسجلاً في منارة الجامع الذي كان مقرراً أن يقام فيه المولد فخرج مسرعاً دون قراءة المولد.
ولم يتقاضى مالاً عن الغناء في أية حفلة غنى فيها. غير أنه تقاضى مالاً عن الموالد التي كان يقيمها:لأنه لا يريد حرمان مشاركيه من قراءة المولد والتنزيلات من أجورهم وجعلهم فقراء بحاجة إلى مثل هذه الأتعاب.

عن( موسوعة اعلام الموصل)