يا أم الفستان الاحمر.. لماذا غنتها مائدة نزهت ؟

يا أم الفستان الاحمر.. لماذا غنتها مائدة نزهت ؟

وداد ابراهيم
طفولته لفها الشعر، والابوذية في عالم اشتبك فيه التاريخ، والحضارة، والفن، يصدح فيه شعراء الاغنية والابوذية، تأثر بمشاهد الاثار والتراث في مدينته السماوة(الوركاء) التي كانت الموطن لاجمل اطوار الابوذية في العراق، وهي الموطن الاصلي للشاعر الكبير السموأل، الا انه غادرها ليكتب اول ابياته في ديوان حمل اسم (جنوبيات) .

انه الشاعر ناظم السماوي الذي تحدث عن تجربته مع القصيدة فقال:
-انا من عائلة متوسطة الحال، ولدت في السماوة (الوركاء)، حيث ولد فيها اطوار الابوذية ومنها طور العياش، وعرفت بأنها مدينة كبار الشعراء في العراق، بدأت حياتي مع والدي صاحب مقهى،في منطقة الغربي، وكانت الاشهر والاهم في المدينة اذ تتحول المقهى في الليل الى ناد شعري، غادرتها في الخمسينيات الى الكويت، وكتبت اولى قصائدي، وطبعت ديواني الاول (جنوبيات يحمل) 17 قصيدة فيها قصيدة لعبد الكريم قاسم بعنوان (يوم السلامة) حين تعرض لاطلاق نار بشارع الرشيد، اودعت في السجن لانتمائي للحزب الشيوعي، وسلمت للسلطات العراقية عام 1963، ونقلت من سفان الى سجن (نكرة السلمان)، ووضعت في القسم العاشر، وهو خاص، ومتميز، فيه قامات شعرية كبيرة، مثل مظفر النواب، وزهير الدجيلي، وفاضل ثامر، والفريد سمعان، وهاشم صاحب، كنت في مقتبل العمر، وريعان الشباب، وموهبة الشعر اتقدت بشكل له ميزة خاصة، وصرت اكتب اكثر امام هذا الحضور الجميل، من عمالقة الشعر، واعتبرت (نكرة السلمان) مدرستي، وبقيت في ذهني، كان هناك الحب الاول حين كانت فتاة جميلة تزور شقيقها في السجن، فكانت سببا لاغنية ياحريمة، وكتبت مجموعة قصائد اعدها من اهم القصائد، خرجت من نكرة سلمان عام 1968 مع الشاعر الغنائي زهير الدجيلي صاحب اغنية مراضيتك وياطيور الطايرة، لنعمل في الاذاعة مع عريان السيد خلف.
عن ما قدمه للاذاعة قال: عملت في قسم البرامج الريفية قدمت الكثير من الاعمال، والبرامج منها برنامج توالي الليل، هذا البرنامج من اعدادي وتقديمي، ويقدم منذ 41 عاما ولحد الان اخرجه الكثير من المخرجين، ويتضمن قصائد في الشعر، وادبا، وتراثا، عمل معي كبار الفنانين مثل فوزية حسن وسليمة خضير.
واضاف السماوي: ، وانا اؤمن، واعتز بالعمل الذي اكتبه، هناك مفارقات من نص الى نص اخر، الشاعر عنده احتياطايات ادبية، او فنية، انا اكتب بمزاجية، وفكر، واعطي للقصيدة حقها، وليس كل شاعر يكتب اغنية، كتابة الاغنية صنعة وحرفة، مثلا اغنية ياحريمة للفنان حسين نعمة، الان انتهت هذه المفردة، مثلا مائدة نزهت اعطيتها اغنية (يا ام الفستان الاحمر فستانك حلو مشجر) كنت اقصد بها قضية معينة، اكتب الشعر بصدق، واعرف اني حين اقرأ الشعر يسمعه حتى الاموات، قدمت اكثر من 500 اغنية عراقية، او اكثر، وبحدود 150 نصا غنائيا للاطفال، كتبت للغجر اجمل الاغاني فهؤلاء هم من خلق الفن الريفي في العراق، وتعرضوا للظلم في كل العقود.
كما اعطيت اجمل الكلمات لمطربين كانت بدايتهم معي، وعدت للعمل الاذاعي في الاذاعة العراقية عام 2004 لكني لحد الان لم اعط نصا لاي مطرب،. لان الاغنية العراقية الان بائسة.
واستطرد حديثه قائلا: انا اقرأ، والانسيابية تأتي من القراءة، من الموقف، والفكر، انا صادق في اعمالي، لم اكن ازدواجيا مع اهلي، او اصدقائي، لدي علاقات مع البعض من دون ضرر اخلاقي، وادبي، علاقاتي متفردة، وخاصة
اما عن ما يكتبه الان فقال: طبعت خمسة دواوين في الشعر واكتب دراسة عن شعراء الابوذية الصابئة، ودراسة عن تاريخ الوشم في العراق، ودراسة عن اهازيج من ثورة العشرين، واكتب في مجلة الشرارة عمود( ياسامعين الصوت)، ومتواصل في عملي الاذاعي، وقد يكون لي مع الفنان قاسم السلطان تعاون مستقبلا باعطائه نصوصا غنائية.