من يتذكر  الفنان فاضل رشيد ؟

من يتذكر الفنان فاضل رشيد ؟

اعداد : ذاكرة عراقية
تاريخ الموسيقى والغناء في العراق يعج بالكثير من الاسماء التي كانت في الامس تملأ الساحة غناء وشهرة وذيوع ثم شملها النسيان والعقوق ، وقد ذكرنا في هذه الزاوية من (ذاكرة عراقية) العديد من هؤلاء المنسيين .. واليوم كلمتنا عن الفنان القدير فاضل رشيد ، مطرب المربعات والمنلوجات الشعبية الجميلة والطريفة التي رددها الناس في الجيل الماضي بكل سعادة واعجاب .

وفاضل رشيد من الذين نهضوا بفن المنلوج الشعبي مع مجموعة من الفنانين المنسيين امثال علي الدبو وحسين علي ، فضلا عن الفنان الكبير عزيز علي . هؤلاء الذين ارادوا ان يكون لفن المنلوج وتاثيره المباشر على السمع والذوق منزلة كبيرة في الفن العراقي ، غير ان الرياح جرت عكس مبتغاهم ، ارادوا تقليد ما يحدث في مصر من تطور هذا الفن الاجتماعي والتربوي ، ولكن اين نحن من مصر ونهضتها السينمائية في الاربعينيات وما بعدها التي شهدت انتشار فن المنلوج وظهور اسماء كثيرة لم تغب عن الذاكرة ..
كتب الاستاذ قحطان جاسم جواد
عبر زمن تجمعت في المدن الرئيسة بالعراق وبخاصة في العاصمة بغداد اساليب غنائية كثيرة التنوع والتفرغ كان منها ( المونولوج) . غير ان هذه الصيغة وافدة اصلاً من اوربا وقد تكون من فرنسا او ايطاليا اثناء الحرب العالمية الاولى او بعدها بقليل ومن مصر وسوريا انتقل المونولوج الى العراق كما يقول الباحث الموسيقى الراحل حسين قدوري حيث اصبح في البدء صيغة غنائية ترفيهية تقدم على المسرح خلال فترات الاستراحة او تبديل الديكور والازياء وغيرها . ثم تحول الى صيغة ذات اهداف اجتماعية وسياسية وتربوية .
ومنذ الثلاثينيات من القرن الماضي برز عدد قليل من مؤدي هذا اللون من الغناء وصارت لهم عبر الزمن مكانه طيبة بين عامة الناس كان منهم فناننا الرائد الراحل عزيز علي وكذلك الفنان فاضل رشيد .
وتدلنا الوثائق الموجودة في اضبارته لدى نقابة الموسيقيين العراقيين بأن المرحوم فاضل من مواليد بغداد عام 1929 بدأ اداء المونولوج في الاذاعة العراقية منذ عام 1946 غير ان المعروف عنه انه كان يؤدي ( المربعات) مع الفرق الشعبية الخاصة بهذا اللون من الغناء وذلك قبل هذا التاريخ . وتحول فيما بعد الى اداء المونولوج الذي برز فيه من خلال اسلوبه بالحركات والتعبير عن المضمون وهذا مايتطلبه هذا النوع من الغناء.
قبل ثلاث سنوات من وفاته صار الفنان فاضل رشيد ( فاقد البصر ) رهين البيت وفي يوم الخميس 21/ 12/ 1995 وافاه الاجل . ومن الجدير بالذكر انه وقبل ايام من رحيله كرم باعتباره من رواد الغناء العراقي الذين قدموا لنا خلاصة حياتهم .. ترك الفنان الراحل فاضل رشيد الكثير من التسجيلات الاذاعية والتلفزيونية رحمه الله تعالى واسكنه جناته .
بعد رحيل هذا الفنان الرائد خسر فن المونولوج آخر رواده بعد ان ترك في مكتبة الاذاعة والتليفزيون العديد من التسجيلات النادرة وحبذا لو يفتش عنها لاسيما ان معظم اشرطة المكتبة التليفزيونية والاذاعية لم تتعرض للاذى او الحرق ... من اجل اعادة بث الحياة لتلك الاشرطة والمونولوجات الجميلة التي تتلائم مع المرحلة الراهنة رغم انها تعود الى زمن ماضي.

ولِد الفنان فاضل رشيد في بغداد محلة سراج الدين عام 1929, نشأ في هذه المحلّة البغداديــة التي تميزت أسوةً ببقية المحلات البغدادية الأخرى بانتشار مطربي المربعات والمقامات, دخل الإذاعة العراقية عام 1946, كمؤدي لفن المنولوج مع رائد فن المنولوج المرحوم عزيـــــــز علي, وذاع صيته عندما كان يحضر حفلات الختان والزفاف بعد أن تميز بحركاته الاستعراضية التي تناغــــم أغنياته تتلمذ على يد مطرب المربعات الأول محمد الحداد, ثم تربّع على عــرش هذا اللون البغدادي الجميل وقد عاصَره كامل حيدر وإبراهيم شعنون ومحمد شباب وحسين أبو الــورد ونجم أبو المناخل ومحمود أبن الحممجية وفيصل الأسود وعلي الدبو وصالح العزاوي وآخرين. وظلّت الأضواء مسلطة عليه وكأنه أنفرد بشهرته عن بقية الفنانين من جيله وخاصّة من العقد السبعيني وفي فترة التسعينات .
من منلوجات فاضل رشيد ومربعاته نذكر :
جانه العيد وابني يريد عيدية . من بايكه الهذا الدیچ . مرتي كسرت القوري كلبی هیّجت ناره .
مبارك بالفرح هالليلة نكضيها .للفوال نوبة رحت له الجمعه .للمطعم بعد ما فوت قطعيّه .
تحية للجزائر وحكومتها .الراتب طار .جانه العيد .
في يوم 21 / 12 / 1995توفي الفنان فاضل رشيد بعد أن ترك في مكتبة الإذاعة والتلفزيون الكثير من التسجيلات النادرة..