مع الدكتور عز الدين مصطفى رسول

مع الدكتور عز الدين مصطفى رسول

توفيق التميمي

حركة السلم والتضامن

كان احد الناشطين في حركة السلم العراقيةو كان اول بيان صدر لتأييد حركة السلم العالمية وللتوقيع على ما سمي بنداء استوكهولم لمنع السلاح النووي وقعه ثلاثة اشخاص هم الشيخ عبد الكريم الماشطة، والشاعر محمد مهدي الجواهري، وامين زكي (الكوردي الاصل ).

تشكلت بعد توقيع هذا النداء عدة لجان وعقد اول مؤتمرلها شبه سري في بغداد وكما يقول المرحوم عزيز شريف فانه منح جوائز ومداليات ذهبية لأنه كان من انشط البارزين في حركة السلم العالمية، يتذكر عزالدين بصفته ناشطا في حركة السلم والتضامن العالمية من عمل معه في تلك المرحلة اسماء وشخصيات بارزة منهم الشاعر والتنويري الشيخ عبد الكريم الماشطة، والاديب والسياسي الكوردي ابراهيم احمد، والشاعر عبدالله كوران، والعسكري والقائد الشيوعي عطشان الزيرجاوي، وقائد الجو جلال الاوقاتي، وكان في ادارة حركة السلم المرحوم كاظم السماوي الذي كان يردد بانه حضر الى مؤتمر السلم في بيروت قبل عقد المؤتمرالتاسيسي الاول، ولذا كان يعد نفسه مؤسسا من مؤسسي حركة السلم في العراق.

عزيز شريف كان في تلك الفترة متخفيا حيث توارى عن الانظار منذ عام 1949 الى اندلاع ثورة 14 تموز، وكان ضليعا في الاختفاء في بيوت سرية عدة يختبئ فيها، ولكن بعد ثورة تموز تأسس مجلس السلم التضامن علنيا واصبح عزيز شريف سكرتيرا عاما لحركة السلم والتضامن وهو عضو ايضا في مجلس السلم العالمي، واصبح في مرحلة من المراحل نائبا لرئيس مجلس السلم العالمي وكان الهندي جاندرا رئيسا لمنظمة السلم العالمية انذاك، واستوزر عزيز شريف وزارة العدل في عهد احمد حسن البكر ومهد لبيان 11اذار بالتنسيق مع السوفيت والقائد الخالد ملا مصطفى البارزاني وكان يسكن في السليمانية.

التأسيس المعلن

- كانت وزارة نوري سعيد قد اصدرت منعا قانونيا للعمل العلني للحزب الشيوعي العراقي واتحاد الطلبة، وكذلك اتحاد الشبيبة وانصار السلام وما شابه ذلك، ولذا رسميا لم تتشكل حركة السلام الا بعد ثورة تموز 1958 وتوفى عزيز شريف 1988 في موسكو وكان في 1963 قد هرب الى كوردستان وهرب رسول معه الى سوريا، ولاحظ خلال وجوده في الشام بان عزيز شريف كان اقرب الى خالد بكداش من الرفيق فهد.لوتيسر يقول رسول (لو تسنى لي الوقت والصحة الكافية لتمكنت من كتابة اطروحة كاملة عن حركة السلم العراقية ومؤسسها الاول المرحوم عزيز شريف).

الثورة والمجزرة

يصف عزالدين مصطفى رسول حركة 14 تموز بالثورة الوطنية والتي قام بها الضباط الاحرار وهم يمثلون مختلف الاتجاهات الوطنية، وكانت هذه المنظمة (الضباط الاحرار) توازي جبهة الاتحاد الوطني 1957 (المدنية) التي تشكلت من اربعة احزاب رئيسة كان بينها الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الكوردستاني كان منسجما في توجهاته مع الخط الشيوعي في تلك المرحلة.

وامكانية اسقاط نوري سعيد ووزارته بصورة غير هذه الصورة التي تمت لم تكن متوفرة. اما عن المجزرة التي شهدتها حدائق قصر النهاية بحق العائلة المالكة فالكل كان يؤكد انه لا توجد فكرة لدى قيادة الضباط الاحرار بقتل العائلة المالكة ولا حتى نوري السعيد وتاكدلرسول ذلك من خلال مقابلاته لقادة الثورة التي عاصرها شابا ، ولكن يبدو ان خطأ ما حصل في واقعة قصر الرحاب ادى الى حصول المجزرة بحق العائلة.

ستار العبوسي قاتل العائلة المالكة كان معاون ملحق عسكري في موسكو بين عامي 60-61 وروى لعزالدين رسول القصة كما شهدها ويقول: بانه لما جرح مصطفى عبد الله بطلق ناري من قبل بعض حرس الملك اغمضت عيني ورميت بشكل عشوائي على الموجودين امامي.

مع الحركة الكوردية

في البداية كان قاسم متعاطفا مع القضية الكوردية ولكنه لم يكن لديه وضوح كاف حول تاريخ القضية الكوردية وحلها بشكل سلمي، كان لدى المرحوم فؤاد عارف تعليق يصف به عبدالكريم قاسم من خلال عمله معه لفترة طويلة حيث يقول عنه (بانه قائد ثورة ورجل وطني ولكنه ليس برجل حكيم).

حضرعزالدين رسول حسبما تسعفه ذاكرته ثلاثة مؤتمرات صحفية للزعيم عبدالكريم قاسم اثنان منهما في مبنى وزارة الدفاع وواحد بمستشفى السلام، في احد هذه المؤتمرات طلب ايقاف التسجيل الصوتي وبعد نهاية المؤتمر الصحفي قال توجد فقرتان اشطبوها رجاء من ورقكم. واردف قائلا: نحن هذا رأينا اما الاخوان في الدول العربية ناصر وغيره يشتموننا وانا لا اريد شتمه احذفوا اسمه.

لاينكر ان الحركة الكوردية فيها نوع من التسرع والاندفاع الانفعالي ولكن عبد الكريم قاسم اخطأ في مبادءته بالضربة العسكرية، حيث ضرب التجمعات العشائرية في دربندخان ودربندي فازيان وهذه التجمعات كانت لها مطالب مشروعة بالغاء الاصلاح الزراعي ولما اجبر الكورد على خيار السلاح بقيادة البارزاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت تلك التجمعات التي ضربها قاسم هي حاضنات وقواعد لحرب الحزب ضد حكومة قاسم وقواته المسلحة. ما حصل من مآس وكوارث في كوردستان خلال فترة عبدالكريم قاسم يتحمله الطرفان هو والكورد انفسهم.

في موسكو

بادر الزعيم قاسم الى فتح قسم للغة الكوردية في جامعة بغداد بجهود شخصين عالمين جليلين هما الدكتور عبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد آنذاك ود.مهدي المخزومي، ولكن عندما قبلوا الطلاب لم يكن هناك من احد يحمل شهادة رسمية في الادب الكوردي، فقاموا بتعيين رجال ضليعين بالكوردية وآدابها للتدريس فيها ولكن من دون ان يحملوا شهادات اختصاص كعلاء سجادي والشاعر السوري فتاح الشهيد والشاعر عبد الله كوران وعبد الرحمن قاسملو.

وحدث خلاف حول هل يمنحون شهادة البكالوريوس او لايمنحونها لخريجي هذا القسم، فاقترح د. مهدي المخزومي على المرحوم صلاح خالص ان يرسل بعض الطلاب الى الاتحاد السوفيتي للدراسة حيث كانت هناك معاهد متخصصة باللغة والادب الكوردي فارسل 10 طلاب على وجبتين، كان عزالدين مصطفى رسول مع الوجبة الاولى التي ارسلت الى جامعة موسكو عام 1960 وبعد عام ذهب منها الى باكو وفيها كتب اطروحة (الواقعية في الادب الكوردي) وطبعت سنة 1966 في دار نشر معروفة في بيروت وعاد الى كوردستان سرا حيث بقي عاما كاملا في دليمان (مقر الخالد ملا مصطفى البارزاني)،بعدها ذهب الى بغداد وعين استاذا في جامعة بغداد 1976 بعدما اعطوه سنة تفرغ عاد خلالها الى موسكو ليكتب اطروحته التالية عن (أحمدي خاني شاعرا ومفكرا) التي نال عليها شهادة البروفسورية من جامعة باكو وطبعت باللغتين العربية والتركية وعاد الى بغداد في عام 1981 اذ احاله البعثيون الى التقاعد وعاد فيما بعد الى جامعة صلاح الدين.ما بين الاعوام 1988 - 1992 ليصبح عضوا في برلمان كوردستان مستقلا على قائمة الاتحاد الوطني.

اتحاد ادباء الكورد

الاديب والبرلماني عزالدين مصطفى رسول من مؤسسي اتحاد الادباء الكورد.. الذي تأسس نهاية 1969 في الاجواء الممهدة لاتفاقية 11 اذار، في ظل هذه الاجواء تشكل اتحاد الادباء الكورد وكان من مؤسسيه الاوائل في المؤتمر الاول الذي عقد في 11 آذار ونال عددا من الاصوات أهلته ليصبح سكرتيرا للاتحاد ثم نائبا للرئيس ورئيسا منذ عام 1978 وحتى الان.

أديب في البرلمان

تناوب استاذا اكاديميا في الجامعة وعضوا في برلمان كوردستان ،فكثيرا ما يقال ان الاديب والشاعر يجب ان لا يندمج في السياسة ولو لم يكن عاملا في السياسة كان يمكن ان يقدم للادب اكثر، عزالدين رسول ضد هذه الفكرة فالاديب والاكاديمي حسب وجهة نظره هو انسان ومواطن قبل ان يكون مثقفا، ولكن عليه ان يختار الحقل الاقرب اليه في تقديم النتاج والخدمة العامة، مصطفى رسول منذ بداياته الادبية الاولى كتبت الشعر وله ديوان منشور وكتب القصة والمسرحية ايضا ولكنه يرى نفسه قادرا على كتابة وتاليف الدراسات اكثر من تلك الابداعات الادبية.

تشهد محاضر البرلمان على انه كان اشبه بالمعارض.وهو يعتز بهذه المحطة في البرلمان التي اسهم خلالها بالتصويت وتشريع اكثر من 70 قانوناً حيث الغي قانونيا اثار مرحلة التبعيث والتهجير القسري، وكان ضمن الفريق الدؤوب بمراقبة الحكومة.

في العام الاول من الاتفاق بين الحزبين كانت ايام الثلاثاء مكرسة لمحاسبة الوزراء سواء من البارتي ام الوطني الكوردستاني.. كان اول قانون نادى به البرلماني عز الدين مصطفى رسول تشريع قانون التعليم العالي بصفته رئيس لجنة التعليم العالي كما اسهم في تشريع قانون المطبوعات.

حركة هة حق

كما قام حسين مروة باستنهاض الفكر الاشتراكي والتنويري ومنظومة المعرفة الاسلامية، قام البروفيسور عزالدين مصطفى رسول بجهد مماثل في استحداث مناطق التنوير في الفلكلور الكوردي. برؤيته التنويرية وتسليطه الضوء في ابحاثه عن حركة (هة حق) الدينية و هي حركة من الحركات الكوردية يربطهم بالاسماعيلية رابط لانهم بالاساس نقشبنديون والنقشبند هو مولانا خالد من ازي ثم غادر الى مكان آخر لمضايقته من قبل العثمانيين وتوفى هناك وافكاره واضحة في المقدمة منها منع التملك ومنع الملكية الخاصة وكذلك لهم موقف من الصوم والصلاة وهم ضد حمل السلاح،بخلاف البرزانيين هم ثوار من نفس حقبة خلفاء مولانا خالد بهاء الله.

عزالدين رسول في سيرته الذاتية

* ولد في السليمانية 1934وانهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية

* درس في كلية الاداب / جامعة دمشق بقسم اللغة والآداب العربية

* انهى دراسته الجامعية بقسم اللغة العربية والادب العربي في كلية التربية بجامعة بغداد سنة 1959

* نال شهادة الكانديدات من معهد الاستشراق بجامعة باكو 1963

* نال شهادة الدكتوراه سنة 1977

* نال شهادة استاذ بروفيسور من جامعة بغداد * يجيد اللغات الكوردية والعربية والروسية والفارسية والتركية والانكليزية

* عمل منذ بداية حياته في صحف عربية وكوردية من مؤلفاته:

- الواقعية في الادب الكوردي بيروت 1966

- مجموعة قصائد وخواطر ادبية بغداد 1967

- ادب الفولكلور الكوردي دراسة بالكوردية بغداد عام 1970

- حول الصحافة الكوردية (بالعربي) 1973

- احمد خاني شاعر ومفكر فيلسوفا ومتصوفا باللغة العربية عام 1979

- عمل استاذا في جامعة السليمانية وجامعة بغداد

- عمل نائبا في البرلمان الكوردستاني - متقاعد حاليا ومقيم في مدينة السليمانية .