يوميات ساحة التحرير..محتجون لازموا ساحة الاحتجاجات منذ اليوم الأول

يوميات ساحة التحرير..محتجون لازموا ساحة الاحتجاجات منذ اليوم الأول

ما ان انبثق فجر الخامس والعشرين من الشهر الماضي حتى غصت ساحة التحرير بآلاف المتظاهرين بل وصولوا الى التظاهرة المليونية في احيان كثيرة.
الكثير من المحتجين قرروا البقاء في الساحة وهم من اليوم الى الآن مستمرون بذلك حيث تتوزع اماكن مبيتهم سواء على الساتر الأمامي او المطعم التركي الذي يضم العدد الأكبر من المعتصمين.
المبيت لايقتصر على المحتجين فقط بل ان فرق الإنقاذ التطوعية من الأطباء والدفاع المدني ايضا متواجدون باستمرار في الساحة.

حسين شاب من مدينة الصدر يتواجد منذ اليوم الاول للاحتجاج وشارك سابقا في تظاهرات الاول من تشرين يقول لـ(المدى) ان البقاء في الساحة هو جزء مهم لاستمرارية الاحتجاج لحين تحقيق المبتغى والتغيير الذي نطمح له.
واضاف بالقول انه في الايام الاولى من التظاهرات كان هناك نقص في بعض المواد لكن مع مرور الايام والتبرعات التي تصل أصبحنا دون حاجة لشيء يذكر
وأشار الى ان الجميع مصر على البقاء في التحرير ولا نية للانسحاب اطلاقا الا في حال تحقيق المطالب، مبينا ان هناك مشاكل كبيرة تواجهنا لكننا نعمل على تجاوزها خدمة للوطن.
في السواتر الاولى هناك من هم متواجدون منذ اليوم الاول، احدهم لم يكشف عن اسمه تحدث لـ(المدى) عن الصعوبات الكبيرة التي تواجه المتواجدين هناك.
وبين انه بغض النظر عن المبيت في العراء فان الخطر الذي أمامنا لا يوصف لان البعض ينام في الساتر لكن قد تسقط قربه قنبلة غاز مسيل للدموع.
وأشار الى ان البعض منا يذهب كل يومين الى منزله فقط للاغتسال لكن النوم والراحة تكون في ساحة التحرير والجميع مصمم على الاستمرار في هذا الامر.
النسبة الكبرى للمعتصمين والمتواجدين باستمرار في الساحة هم في المطعم التركي الذي يعتبر الملاذ الآمن للاحتجاجات.
التقينا بأحد الموجودين في المطعم الذي يتواجد من يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي هناك، وقرر عدم النزول.
كرار اكد لـ(المدى) ان التنسيق اصبح بشكل كبير بين المتواجدين في الطوابق من خلال نقل الاحتياجات فيما بينهم.
وأضاف ان المطعم التركي اصبح بشكل افضل مما كان سابقا حيث المطعم الان مزود بالكهرباء وتنظيفه يجري يوميا وأيضا الطعام موزع بشكل متساوي بين الجميع"٠
وذكر كرار ان بعض الطوابق في المطعم التركي كذلك وضع فيها "السجاد" حيث تم ترتيب جميع مفاصل هذا المطعم.
التواجد في الساحة لم يقتصر على الرجال بل ان هناك نساء متواجدات ايضا وبالأخص من الطبيبات نظرا للحاجة الفعلية لهم خاصة في منتصف الليل.
احدى الطبيبات الموجودات قالت لـ(المدى) ان التواجد بالأخص للطبيبة لاسيما مع حالات الاختناق الكبيرة.
وبينت ان المبيت يكون في الشارع او الخيم الطبية والبعض يبقى صاحيا حتى الصباح ثم يعود الى المنزل وهناك تنسيق في أوقات التواجد بين الأطباء.
بالعودة الى احداث يوم امس راقبت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق ومن خلال فرقها الرصدية الأحداث التي جرت في محافظة كربلاء المقدسة مساء
الاحد 3 تشرين الثاني 2019 والتي أدت الى حدوث تصادم بين القوات الامنية والمتظاهرين عند محاولتهم دخول القنصلية الإيرانية مما ادى وبأسف بالغ الى استشهاد (3) متظاهرين بالرصاص الحي وإصابة (12) من المتظاهرين والقوات الامنية.
وفي الوقت الذي تدين فيه المفوضية استمرار سقوط الشهداء والمصابين فانها تدعو القوات الامنية الى الالتزام التام بتطبيق معايير الاشتباك الآمن وعدم استخدام الرصاص الحي واحالة الأشخاص الذين قاموا بالرمي المباشر تجاه المتظاهرين للتحقيق، كما تدعو كافة المتظاهرين للبقاء في الأماكن المخصصة للتظاهرات وديمومة تظاهراتهم السلمية وعدم تعريض المباني الدبلوماسية للخطر، كون ذلك يعد خرقا للاتفاقيات الدولية الملزمة للعراق، كما وندعو كافة الأطراف للابتعاد عن اي احتكاك يولد سقوط ضحايا بين الطرفين.