الحكومة تطارد مواقع التواصل الاجتماعي بقانون 4 إرهاب

الحكومة تطارد مواقع التواصل الاجتماعي بقانون 4 إرهاب

بغداد / متابعة المدى
في معظم ساحات المدن العراقية، نشاهد شبانا يصورون لقطات مثيرة للانتفاضة، فيما أخرون يحملون اجهزة اللابتوب ليسجلوا لحظات مثيرة مما يجري، ويحاولون ايصال صوت المحتجين الى العالم.
وكعادتها في كل مرة ومنذ اليوم الاول من تشرين الاول، حاولت الحكومة وبقرارات قرقوشية مضحكة ان توقف زخم الاحتجاجات من خلال قطع الانترنيت وحجب خدمة مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الامر الذي ادانته منظمات دولية حيث اكدت الامم المتحدة ان الانترنيت حق من حقوق الانسان.

ولانها حكومة خفيفة الظل فهي تفاجئ العراقيين في كل مرة باعلان قطع الانترنيت وكان آخرها يوم امس الاول الثلاثاء حيث فوجئ العراقيون بانقطاع شبكة الانترنيت في الساعة الثانية عشر ليلا، ثم عاد صباح امس الاربعاء، ليعود القطع في الليل ايضا ويستمر حتى لحظة كتابة هذا التقرير، حيث اكدت شركات الهاتف النقال انها تلقت اوامر بحجب خدمة الانترنيت صادرة من مكتب رئيس الوزراء وهو الامر الذي سخر منه اصحاب التكاتك الذين قالوا في تصريحات للمدى انهم لا يملكون صفحات لمواقع التواصل الاجتماعي.. وان الحياة الصعبة التي كانوا يعيشونها والبحث عن لقمة الخبز لم يسمح لهم بمثل هذا الترفيه.. وقال علي حميد سائق تك تك كتب عليه «الثورة مستمرة حتى كنس الجميع» ان صوتهم وصل الى العالم، ولن تنفع محاولات الحكومة بالتضييق على اجهزة الاعلام والفضائيات وقطع الانترنيت، فيما سخرت الناشطة لمياء علي من قرار قطع الحكومة للانترنيت وقالت للمدى: «الغريب ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ينشر قراراته وخطاباته عن طريق صفحته في الفيسبوك، ويمنع على العراقيين ان ينشروا آراءهم.. اليست هذه قمة الديمقراطية؟» واضافت لمياء ان معظم مكاتب المسؤولين مزودة بالانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي تعمل بشكل طبيعي، وهذا يؤكد ان الحكومة تعامل الشعب باعتباره من طبقة دنيا، لا يستحق الحرية.. شباب آخرون اكدوا انهم استطاعوا ان يخترقوا المنع من خلال من خلال استخدام تطبيقات «في بي إن». وقاموا بنشر صور وأشرطة الفيديو الخاصة بالمحتجين من ساحة التحرير نفسها في بغداد وفي معظم ساحات المحافظات المحتجة، حيث يطالب المتظاهرون بإسقاط الحكومة التي تتوزع فيها المناصب الحكومية.
يقول احمد حسن: كنت أنشر كل ما أشاهده من قلب الحدث، لكي يعرف الناس ما يجري في بلادي بشكل مباشر. ويؤكد أنه حريص على توثيق الأحداث في الوقت الحقيقي، كون الحكومة تعمل على تشويه أخبار الاحتجاجات، كما يفعل رئيس الوزراء في خطاباته التي يؤكد فيها على ان هناك مؤامرة ضد البلاد، ويضيف حسن: من أجل تفنيد المعلومات بنشر اخبار تكشف زيف الرواية الحكومية.
رائد ناصر، وهو يعمل في وحدة طبية داخل ساحة التحرير، قال إن مسؤولية الشباب في ساحات الاحتجاج هي نشر الحقيقة، متهما الحكومة واجهزتها القمعية بالسعي إلى منع وسائل الإعلام المحلية من نقل ما يجري في ساحة التحرير. ويؤكد أنه أحياناً ينشر باللغة الإنكليزية، حتى يعرف العالم ماذا يجري في العراق. الشباب المتواجدون في ساحات الاحتجاجات يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لنقل المعلومات وايضا لتوجيه دعوات لمساعدة المحتجين، حيث ينشر الكثير من الشباب مطالبات بتأمين أقنعة واقية من الغازات أو اغطية او طعام او يوجهون رسائل الهدف منها التأكيد على ان الاحتجاجات سلمية، وفي كثير من الاحيان تلقى نداءاتهم استجابات كبيرة من المواطنين الذين يتوافدون على ساحات الاحتجاجات ومعهم كل ما يحتاجه المتظاهر.. بل ان ساحات الاحتجاج وبالاخص ساحة التحرير امتلأت بخيام الطعام واماكن للمبيت تتوفر فيها كل الاحتياجات اليومية.. يقول صاحب تك تك مكتوب عليه «مجانا دعما للمتظاهرين»: بهذه التك تك سنهزم حكومة الخضراء ومعها البرلمان.