التكافل الاجتماعي أحد أسباب استمرار احتجاجات  تشرين

التكافل الاجتماعي أحد أسباب استمرار احتجاجات تشرين

 عامر مؤيد
ديمومة الاحتجاجات الشعبية لم تكن بتواجد المحتجين في ساحة التحرير وسواتر جسر الجمهورية والسنك، بل إن للدعم اللوجستي دوراً كبيراً في استمرار هذا الحراك الى يومنا هذا.
خيم الاعتصام ووجبات الطعام المستمرة على مدار اليوم وكذلك الأدوية، كلفت الكثير من الأموال لكن التكافل الاجتماعي بين العوائل العراقية كافة وكذلك ميسوري الحال، جعل الأمور تسير بشكل أسهل.

أحمد القيسي، أحد العاملين في الدعم اللوجستي والذي يدعم المتواجدين في سواتر الجسور وشواطئ نهر دجلة بالطعام والسكائر يقول ل "المدى"، إن "الطعام في الأيام الأولى كان الحصول عليه صعباً والكميات التي وصلتنا لم تكفِ وجعلت البعض ينام جائعاً".
وأضاف بالقول، "بعد استمرار الاحتجاجات، تصلنا آلاف وجبات الطعام بشكل يومي من عوائل بسيطة وبعضها أغنياء، وأصحاب مطاعم معروفة، حتى أصبحنا لانحتاج الى الطعام".
وأشار الى أن "الطعام الذي يصل لساحة التحرير الآن، يكفي للمتواجدين في سواتر الجسور أجمعها والمطعم التركي وكذلك المتواجدين في شواطئ دجلة".
وبين إن "الوجبات التي تصلنا لاتقتصر على "الساندويشات " فقط، بل هناك الحلويات ومشروبات الطاقة التي تساعد على التركيز والبقاء مستيقضين لفترة طويلة".
زين العابدين الزبيدي أيضاً من المساهمين في موضوعة الدعم اللوجستي، يحدثنا عن الأمور التي تنقص المتواجدين منذ مدة بعيدة حيث يقول ل المدى إن "الكثير من المتظاهرين وبالأخص المعتصمين اصبحوا بحاجة الى الملابس الداخلية وأدوات الحلاقة وكارتات الرصيد".
وبين أن "الأموال البسيطة التي تصلنا من متبرعين مختلفين، اقتطعنا جزءاً منها لغرض شراء هذه الاحتياجات ورفد المعتصمين بها"، مبينا أن "فنادق منطقة البتاويين البعض منها سمح للمعتصمين بالغسل فيها".
بغض النظر عن أهمية الطعام، فإن موضوعة السكائر كانت أبرز ما يحتاجه العدد الاكبر من المعتصمين وتم توفير مئات الصناديق من السكائر وبنوعيات مختلفة".
سرمد علي يسرد ل "المدى" إحدى القصص التي صادفته أثناء قيامه بتوصيل الطعام للمتواجدين في جسر السنك قائلاً "أوصلنا الطعام الى المعتصمين هناك لكنهم رفضوا ذلك".
وأضاف إن "المعتصمين طالبوا بالسكائر ورفضوا تناول الطعام بدونها في موقف مضحك كثيراً، وبالفعل عملنا على تجهيزهم بالسكائر حتى يقبلوا أخذ الطعام".
وبين أن "الوضع الآن مستقر من ناحية الطعام والسكائر وبقية الأمور اللوجستية وتم وضع جدولة احتياج وتعنى بالنقص في بعض المواد للمتظاهرين".
النقص الوحيد والذي قد يحدث بشكل مفاجئ هو الأدوية والمغذيات نتيجة سقوط أعداد كبيرة من الجرحى في وقت واحد ولكن يتم تعويض النقص بعد ساعات قليلة.
رُسل إحدى المسعفات في المفارز الطبية تقول إن "المغذيات هي أكثر ما يحتاجه المصابون وفي حال سقط عدد كبير من الجرحى فإننا نكون بحالة نقص ونحتاج الى التعويض".
وأضافت بالقول، ل "المدى"، أن "الكثير من أصحاب المذاخر تبرعوا بالأدوية والمغذيات وقسم آخر قام بخصم كبير من الأسعار، فيما هناك تبرعات تصل من بعض العوائل للأمور الطبية".
وأشارت الى أن "النقص كان في الأيام الأولى من الاحتجاجات حيث سقوط عدد كبير من المحتجين جراء الغاز المسيل للدموع وما يسببه من اختناق لكن الآن هناك مصابين وهم ليسوا بالعدد الكبير".