هنا اذاعة بغداد :مدير البرامج في الإذاعة يقول: الإذاعة معهد ثقافي وليست كباريه

هنا اذاعة بغداد :مدير البرامج في الإذاعة يقول: الإذاعة معهد ثقافي وليست كباريه

في صوته صلابة.. وفي حديثه رقة.. يصغي إليك كليا إذا تكلمت.. ويرغمك على سماعه إذا تكلم.
هذا الرجل.. هو الرأس الذي يدير حركة التقدم والانطلاق في الإذاعة.. الرجل الذي مارس كل المهن الإذاعية من "بداية السلم إلى نهايته".. الرجل الذي في رأسه ألف مشروع ومشروع للإذاعة العراقية..

الرجل الذي قال: "الإذاعية ليست كباريه وإنما معرض للفن والفكر".
هذا الرجل.. هو مدير البرامج في الإذاعة العراقية.. وخبير البرامج الخاصة "التثقيفية.." "صبحي أبو لغد".
حاولت مرارا عديدة أن أقابله.. وفي كل مرة كنت اخفق كان مشغولا دائما.. ينتهي من برنامج ولا يلبث أن يفكر في البرنامج التالي.. والبرامج القادمة.. كان يفكر ماذا يقدم ف الشهر القادم.. وبعد شهرين.. وبعد سنة.
وصممت هذا الأسبوع على مقابلته وتقديمه لقراء "الأسبوع".. وذهبت إليه واستطعت أن اسرق في وقته نصف ساعة وجهت فيها إليه هذه الأسئلة:
* ما هي رسالة الإذاعة في رأيك؟
- رسالة الإذاعة أن تكون مرآة للفكر والفن.. ولكي تكون هذه المرآة مصقولة تعكس روح الشعب وحياته يجب ان نكون حريصين جداً في أعمالنا، واضحين في تخطيطنا كي نتمكن من إقامة إذاعة يعثر بها العراق والعالم العربي.
ومن رسالة الإذاعة أن يجد فيها المرء المادة التي يرغب في سماعها.. ويجد فيها البرنامج الذي يلتذ به. فالمثقف مثلا له برامج تخصه ولكن هذا لا يمنعه أبدا من أن يستمع إلى البرامج الأخرى العامة.. والرجل العجوز أيضا يستمع إلى البرامج التي تخص الشباب كي يستعيد بها حيويته ونشاطه وذكريات شبابه.
ومن رسالة الإذاعة رعاية الفنون العراقية على اختلاف أنواعها وتشجيعها بالشكل الذي يساعد على تطويرها وتثمينها بشكل مطرد.
* واي نوع من الفنون؟
- الموسيقى. والغناء من المقطوعة الغنائية الى الاوبريت.. والفنون التمثيلية التي نأمل ان تبلغ الفن المسرحي والفن السينمائي.
*ومتى يتحقق كل هذا؟
- هذا أمل.. والإنسان لا يعيش بدون الأمل.. وسنحاول تحقيق كل شيء بالتدريج متى ما أكملت الإذاعة من النواحي الهندسية. والحكومة الآن في سبيل توفير جميع الإمكانات اللازمة.و اذ ذاك نستطيع ان نحقق آمالنا بمجهود اكبر وإنتاج أفضل وأحسن.
* بصفتك مشرفا على البرامج الخاصة.. ما هو رأيك ببرامج المنوعات "الترفيهية"؟
- البرامج الترفيهية ضرورية بالنسبة للإذاعة ولكننا لا نستطيع أن نركز عليها كثيراً ف الوقت الحاضر.. لأننا نريد ان نخرج هذه البرامج جنبا إلى جنب مع البرامج التثقيفية التي توجه المستمع وترفع من مستواه. فالترفيه عنصر مهم للمستمع العراقي.. لان وسائل التسلية هنا محدودة.. ولذلك فليس من العدل ان تفرط في العنصر الترفيهي كما انه ليس من العدل ان تعتمد الإذاعة كليا على هذا العنصر.
* ولماذا؟
- لان هذه الإذاعة ليست تجارية.. ولا كباريه.. أنها محطة دولة.. محطة شعب .. محطة امة.. غايتها نشر الثقافة والتوجيه بإطار فني.. ترفيهي.
* ماذا تعني بالإطار الترفيهي؟
- البرامج الثقافية توضح في اطار جذاب يستسيغه الجمهور على اختلاف اذواقهم حتى لا يشعر السامع بوطأة التوجيه والوعظ.. او انه يتلقى درسا اخلاقيا.. او مدرسيا يطلب منه فيما بعد اداء الامتحان عليه. نحن نريد ان يقبل السامع على البرامج الثقافية بلهفة وشوق وحماس.. وتلذذ.. وبذلك تكون الفائدة اكبر والغاية اضمن.
من هو
• الاستاذ صبحي ابو لغد.
• انتقل من الحياة الدراسية الى الاذاعة.
• تدرج في كل مهنة اذاعية.. من بداية السلم الى نهايته.
• عمل في كل قسم وفي كل شعبة.
• اصبح مذيعا.
• وفي سنة واحدة أصبح مذيعا أول.. ثم كبير المذيعين.
• تولى مسؤولية البرامج التمثيلية.
• ثم مراقب التمثيليات.. والبرامج الخفيفة.
• ثم اصبح مشرفا على البرامج الخاصة.
• والان.. مدير البرامج والمشرف عليها.
• خدم في الاذاعة ست عشرة سنة.
• زار جميع البلدان العربية.. وتعرف على الاوساط الفنية في كل بلد.
• اشتهر باهتمامه البالغ في تقديم البرامج التي تعرف البلدان العربية بعضها بالبعض الآخر.
• حصل في ذلك على سبق إذاعي في بداية حياته الإنتاجية.
• امتاز بانه يقدم البرامج الثقافية في اطار خفيف.
مجلة السينما
العدد 3 عام 1956