يوميات الاحتجاج  يرصدها : سعدون محسن ضمد

يوميات الاحتجاج يرصدها : سعدون محسن ضمد

الوضع بمحيط الساحات: حافظ القاضي، الوثبة، الطيران. مساء الثلاثاء
26-11-2019، من الساعة 5:00 إلى الساعة 7:30
١. دخلت اليوم عبر شارع ابي نؤاس، وكان الوضع طبيعياً فيه وصولاً إلى جسر الجمهورية، ثم انتقلت إلى ساحة التحرير ولم يكن فيها ما يلفت النظر غير زيادة ملحوظة في الأعداد ربما بسبب لعبة المنتخب العراقي، والحرص على مشاهدتها في الساحة.

٢. كانت وجهتي الأساسية هي جسر الأحرار ولذلك توجهت إليه نزولاً من جسر السنك ثم عبر شارع الرشيد ومن لحظة تجاوزي للسنك لاحظت كثرة الشباب الذاهبين إلى الأحرار والعائدين منه. وعند وصولي الحاجز الذي عند جامع السيد سلطان وجدته مفتوحاً بما يسمح بمرور عجلات التكتك، وقد تركته مساء أمس مغلقاً بشكل كامل. ثم لفت نظري أن عدد المحتجين كبير اليوم، وهم ينتشرون في محيط الساحة وعلى الجسر وعند الحاجز الامامي، والعدد يقترب من ضعف ما كان موجوداً مساء أمس. وربما سيستمر العدد بالزيادة في الأيام المقبلة، فقد بدأ المكان يتحول إلى مركز للأحداث.
٣. كان الاضطراب في المحيط يدل على حصول احتكاك قريب وفعلاً تبين إنه كذلك وإن قنبلتين كانتا قد سقطتا قبل أقل من ساعة من وصولي أي تقريباً في الساعة الرابعة والنصف. وقد أثار استغرابي عند وصولي مشاهدة اثنين من المعاقين على كراسٍ متحركة يغادران بسرعة مع المغادرين بسبب الغاز.
٤. عند مروري باتجاه ساحة الوثبة، وجدت أن الحاجز الموجود في نهاية حافظ القاضي مفتوحاً أيضاً، وبمقدار يسمح بمرور عجلة تكتك. وفي ساحة الوثبة كان الوضع طبيعياً ولا وجود لأي حشود في الساحة، كما أن الطريق في شارع الجمهورية مفتوح وصولاً إلى ساحة الخلاني ولا وجود لأي قطوعات.
٥. عدت إلى ساحة حافظ القاضي من زقاق يربط بين الجمهورية والرشيد، وعند اقترابي من الرشيد حذرني طفل لا يتجاوز عمره الخمسة عشر سنة وكان مقبلاً من الشارع من إكمال طريقي لأن الغاز خانق ب، وهو يعتقد بأن المكافحة في طريقها لاقتحام المكان. وفعلاً كان الدخان خانقاً عندما دخلت ولا أعرف لماذا، فلم ابتعد عن المكان بما يجعل سماع صوت اطلاق القنبلة غير ممكن.
٦. في طريق عودتي إلى شارع الرشيد ناداني رجل ستيني كنت قد التقيته سابقا بنفس المكان، وقدم لي نفسه حينها باعتباره متظاهراً لا يغادر المكان إلا قليلاً. اليوم حرص على تزويدي بصور لقنابل غاز مسيل للدموع يعتقد بأنها من نوع لم يشاهده سابقاً، ثم سرنا سويا باتجاه التحرير وتبين من خلال الحديث الطويل الذي تبادلناه أنه لا يتظاهر وحده، بل هو وأبناؤه واحفاده، وأن أحد أبنائه مصاب في فخذه إصابة بليغة وهو يتماثل للشفاء بصورة بطيئة.
٧. منذ أكثر من أسبوع لم أذهب باتجاه ساحة الطيران ومجسر محمد القاسم، فاتجهت اليوم إلى هناك، وكنت أتوقع بان الشارع بعد ساحة الطيران عاد إلى طبيعته، لكن تبين أن خيام الاعتصام لم تزل موجودة، فقد أحصيت سبعة منها منصوبة على الجانب الأيمن بالنسبة لمن يدخل من المجسر باتجاه الطيران ، الخيم جميعها تمارس الفعاليات المألوفة في ساحة التحرير من توزيع الطعام وإطلاق الاغاني والاناشيد. كما أن طابور الداخلين باتجاه التحرير لم يزل موجوداً، ولكن باعداد ليست كثيرة. وعلى الطريق كانت هناك نقطتان للشرطة بغرض التفتيش أحدهما لم تكن تمارس دورها. وعموما نقاط التفتيش لا تمارس دورها بشكل جاد.
٨. بعد جولة طويلة في التحرير، قررت العودة إلى ساحة الوثبة فوجدت أن الوضع لم يزل طبيعياً عند الخلاني باتجاهها، وعلى خلاف مساء أمس بنفس الوقت كان الطريق مفتوحاً أمام السيارات ولا توجد إطارت محترقة. وعندما وصلت الوثبة، وجدت أن المحتجين اخذوا يتجمعون ويجمعون الاطارات للمباشرة بقطع الطريق باتجاه سوق الشورجة. وأنا اراقب الوضع سمعت أحد الاشخاص يستصرخ الموجودين في الساحة من أحد الشرفات الموجودة تقريباً بالطابق الرابع بعمارة تقع على الجانب الايسر بالنسبة لمن يتجه إلى سوق الشورجة، ويقول بأن حريقاً شب في أسفل البناية، لكن ومن طبيعة تصرفات الشباب ممن دخلوا إلى العمارة لم يتبين أن حريقا قد حدث فعلا، أو أن الحريق صغير وتمت السيطرة عليه، وعموماً لم يكن هناك أي احتكاك في المنطقة عندما استنجد هذا الشخص، فقد كنت واقفا تقريباً في مدخل العمارة.