ابن الشهيد فاهم  الطائي:  قتلوه ولو قتلوا 100 ألف منا ما نرجع

ابن الشهيد فاهم الطائي: قتلوه ولو قتلوا 100 ألف منا ما نرجع

متابعة الاحتجاج
لم يستطع الشاب محمد ابن الناشط القتيل في كربلاء فاهم الطائي حبس حزنه ودموعه، حيث ظهر في مقطع فيديو انتشر على تويتر من تشييع أبيه وهو يصرخ ويبكي.
في التفاصيل، أوضح فيديو انتشر على تويتر، الشاب محمد وهو يمشي في تشييع جثمان أبيه ودموعه تملأ عيناه، يصرخ ويقول باللهجة العراقية:

"أبي مات سبع ، مات شجاع، لم يخف من الأحزاب الفاسدة، حتى لو قتلوه وقتلوا 100 ألف منا ما نرجع والله ما نرجع وما نخاف، دمه ما يروح هدر والله".
ثم أضاف في مقطع آخر: "أبي راح فدوة الوطن فدوة العراق".
كما توعد ابن القتيل الحكومة المحلية بأنه إذا لم تسلم قتلة الطائي للمتظاهرين خلال 24 ساعة سيقوم عليها كل شبان المدينة.
من جهة اخرى علق شقيق الناشط فاهم الطائي، على حادثة اغتيال شقيقه في كربلاء، مستغرباً تسلل “القتلة” إلى المنطقة في ظل الأطواق الأمنية المتعددة، فيما أكد أن كاميرات متطورة تعود للعتبة الحسينية قد رصدت الجناة.
وقال فخر الطائي في تصريح متلفز تابعه “ناس” اليوم (10 كانون الأول 2019)، إن شقيقه “ينتقد الفاسدين بدون مجاملة عبر مقالاته، وصفحته الشخصية على فيسبوك”، مبيناً أن “فاهم كان يريد وطناً واستشهد على يد مرتزقة ونتيجة إهمال أجهزة الأمن العراقية”.
وأضاف فخر الطائي أن “الناشط الراحل كان من النوع الكتوم، وكان لا يعبأ بالتهديدات التي ترده”، مؤكداً أن “من قتله هم مجموعة من المرتزقة هدفهم المال، أما هو فقد استشهد من أجل الوطن”.
وأبدى الطائي استغرابه، من “الكيفية التي تسلل القتلة إلى المنطقة في ظل وجود أطواق أمنية”، مشيراً إلى أن “المنطقة التي وقع فيها الحادث تضم كاميرات مراقبة متطورة تعود إلى العتبة الحسينية”.
وطالب الطائي، أجهزة الأمن بـ “فحص أشرطة المراقبة لاكتشاف الجناة”، موضحاً أن “شقيقه كان ينتقد الفاسدين بدون مجاملة عبر مقالاته، وصفحته الشخصية على فيسبوك”، عاداً “مقتل شقيقه رسالة، لكنها رسالة فاشلة”، فيما ختم بالقول : “نحن مستمرون”.
"من جانب آخر قال إيهاب الوزني"، رئيس تنسيقية كربلاء للتظاهرات الحالية، انه كُتِب له عمر جديد بعد الحادثة، حيث ظهر الوزني في الفيديو أمام الطائي القتيل.
وقال الوزني : "عشنا في ذاك اليوم تفاصيل ما نعيشه كل يوم منذ بدء الاحتجاجات، ذهبنا إلى المدينة القديمة وسط كربلاء أنا وفاهم، فهو يعمل في فندق وسط المدينة القديمة يدعى "فندق الأنصار"، بعد أن خرجنا من ساحة التظاهر، حيث طلبنا من صديقنا الثالث قائد الدراجة إيصالنا فالمسافة بين ساحة التظاهر والفندق لا تتجاوز الـ600 متر.
وأكمل الوزني منوهاً إلى أن المدينة القديمة آمنة، فالمكان مراقب وفيه قوات أمنية، ويقبع تحت التفتيش المشدّد، حيث يمنع دخول السلاح، فلم يكن بالحسبان أبداً أنهم سيستهدفون في المدينة القديمة لكربلاء.
كما تابع الوزني: "نحن تعرضنا للتهديد مراراً قبل الحادثة، وكنا نعلم أننا سنقتل، إلا أننا في ذلك اليوم وطيلة الطريق المؤدي للفندق لم ننتبه لوجود دراجة نارية تسير خلفنا، عندما وصلنا نزل فاهم من الدراجة، وبينما كنا نلقى كلمات الوداع، سقط الطائي أرضاً بعد أن أطلق ملثمان النار عليه من أسلحتهما، دون أن نسمع أي صوت يذكر، ما يعني استخدامهما لكاتم الصوت، هربنا مسرعين بعد أن أدركنا ما حصل".
وعن لحظة هروبه، روى الوزني أن المسلحين كانا مصرين على تصفية الطائي، ولم يدركا من معه، فسائق دراجته أسرع بالخروج من المكان فتأخر عنه القاتلان.
في السياق نوّه الوزني إلى أن فاهم الطائي كان مواظباً يومياً في ساحة التظاهر، ويبث فيديوهات مباشرة منها، ويخطب بالشباب أيضاً، كان يحلم بالعيش الكريم بوطن حر لا يتبع أي دولة ويحكمه عراقيون فقط.
وأضاف أنهم معروفون كنشطاء عند القوى الأمنية، وأسماؤهم معروفة أيضاً، وأن هناك جهات متضررة بشكل كبير من التظاهرات هي من تريد إسكات صوتهم.
يذكر أن ملثمين اثنين على دراجة نارية كان أطلقا الرصاص على الناشط العراقي فاهم الطائي الأحد، في كربلاء وأردياه قتيلاً.
الطائي البالغ من العمر 53 عاماً، كان يشارك منذ الأسابيع الأولى في الاحتجاجات المطالبة بتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر الحكم في العراق منذ 16 عاماً ويتهمها الشارع بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران.