متابعة الاحتجاج
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ مقتل الناشط العراقي علي اللامي (49 عاماً) برصاص مجهولين ليل الثلاثاء الأربعاء، لدى عودته من ساحة التحرير إلى منطقة الشعب شمال شرقي العاصمة بغداد. وقال شهود عيان إن قوة أمنية طوقت مكان الحادث وفتحت تحقيقاً لمعرفة ملابساته.
وعُثر على جثة اللامي، وهو أب لخمسة أطفال، في حي الشعب، حيث كان يسكن في منزل شقيقته لبضعة أيام للمشاركة في تظاهرات ساحة التحرير، بحسب ما قال صديقه تيسير العتابي
وقال العتابي إن اللامي، وهو من مدينة واسط : "غادر ساحة التحرير عند الواحدة بعد الظهر متوجها إلى منزل شقيقته لكنه اختفى ثم عثرنا على جثته عند العاشرة مساء مقتولا برصاص في الرأس أطلق من الخلف، ملقاة في شارع في منطقة الشعب".
وقال مصدر في الشرطة إن المهاجمين استخدموا مسدسات كاتمة للصوت، في ما أشار الطب الشرعي إلى أن اللامي أصيب بثلاث رصاصات. وبعث أصدقاء اللامي رسائل تعزية عبر حسابه على فيسبوك:وكتب صديق له: "اغتالته قوى الظلام... ذنبه الوحيد أنه أراد وطناً وحقوقاً". وتظهر في حساب الناشط على فيسبوك مشاركاته مع المحتجين في الساحات:
وكان اللامي قد كتب في آخر منشور قبل وفاته أنه لن يعود إلى بيته إلا في "تابوت": عايشين عيشت اللاجئين بالخيم والشوارع والأرصفة
وإذا نريد نسبح يراد نهار حتى يوصلنه "السره" ، أما المرافق الصحية فبعدك ما ساد الباب يندك عليك ، تحير وين تغسل ملابسك
وغيرها من المنغصات اليومية التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة لكنها بمرور الزون والحاجة المستمرة لها تصبح معاناة حقيقية
كل هذا ويجيك واحد يريد يركب الموجة؟ ، قسماً ببغداد ما نرجع للبيوت الا بتابوت
وأعلن في منشور سابق رفضه دخول المنطقة الخضراء وكتب "لا للقتل نعم للسلمية".،
ورثى الكاتب والإعلامي سعدون محسن ضمد ، الناشط الشهيد علي اللامي وكتب في صفحته على الفيسبوك
أنتم تتحالفون ضد الشعب وتغدرون به : " أدري شنو شغل وزير الداخلية؟ بس يحسب عدد المغدورين بالكواتم؟
السكوت عن هذا العدد من جرائم الاغتيال بمثابة خيانة للمسؤولية الوظيفية والأخلاقية أيضاً، كيف يمكن للمسؤول عن حماية الناس أن لا ينتفض وهو يراهم يُقتلون أتباعاً تحت مسؤوليته؟! ،السيد رئيس الوزراء، السادة القادة أصحاب الرتب العالية والامتيازات الفخمة، في الجيش والشرطة والأمن الوطني والمخابرات، والاستخبارات ووووالخ، أين غيرتكم على مواطنيكم؟ أين شجاعتكم؟ أين كرامتكم؟
السيد رئيس الجمهورية، السيد رئيس السلطة القضائية، السيد رئيس مكتب الادعاء العام، أين أنتم من عمليات الاغتيال؟!
السيد رئيس البرلمان، كم تريد أن يصل عدد القتلى بالكواتم وغيرها من أجل أن تقرر استجواب قادة المنظومة الأمنية؟
وقد نشر ضمد صورة للشهيد اللامي مع تعليق الصورة لعلي اللامي، الذي تم اغتياله امس ، و دللول_يا مجلس_النواب دللول..
ويواجه المتظاهرون في مدن العراق ، تصعيداً جديداً في عمليات القمع التي سجلت خلال الساعات الماضية، عمليات اختطاف واغتيال طاولت الناشطين، في محاولة على ما يبدو لترهيب المشاركين في التظاهرات ودفعهم إلى التراجع عن ساحات وميادين الاعتصام المنصوبة بالجنوب وبغداد منذ نحو 10 أسابيع.
ويقول ناشطون في بغداد، إن جماعات مسلحة صعدت عمليات قتل الناشطين، لثنيهم عن الدعوة للتظاهرات ورفض سلطة الأحزاب والمليشيات، حيث ارتفع عدد الناشطين الذين قتلوا خلال الأسبوعين الماضيين في كربلاء وميسان والبصرة وبغداد إلى 7، عدا عن اختطاف نحو 20 آخرين وإصابة 3 نجوا من محاولات اغتيال في كربلاء والعمارة والديوانية جنوبي العراق.
وقد أعلن أمس عن اختطاف ثلاثة ناشطين جدد هم أمير الأسدي وأحمد الدليمي وعلي كاظم من قبل مسلحين مجهولين ولا يعلم مصيرهم حتى الآن وسط مناشدات من ذويهم للخاطفين، وانتقادات واسعة لوزارة الداخلية العراقية لتحولها إلى جهة إحصاء ضحايا وايصالهم للمستشفيات وترتيب روايات تبعد التهم عن المليشيات ونسبها لجهات غير معلومة، كالطرف الثالث، والمندسين والعصابات المنفلتة دون أن تسميها أو حتى توضح هويتها، وإجراءاتها حيال حماية المواطنين.
وعُثر على ناشط فجر أمس الأربعاء، بعد أن اختطف قبل يومين، وهو يعمل مسعفاً في بغداد، وقد تلقى جسده عدة طعنات. وبحسب مصادر طبية فإن الناشط المسعف محمد غسان على قيد الحياة ونقل بحالة حرجة ويخضع حالياً للعناية المركزة.
ووفقاً لعضو في تنسيقيات التظاهرات ببغداد، فإن عدداً من الناشطين في بغداد والنجف والبصرة والناصرية تلقوا تهديدات على هواتفهم أو حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه أن "هناك عناصر مليشيات داخل الساحات تراقب الناشطين، وأيهم أكثر تأثيراً أو التفافاً من الناس عليه تضعه ضمن دائرة استهدافها للتخلص منه، حيث الهدف هو ضرب الشخصيات المؤثرة بالتظاهرات لإخافة الآخرين، رغم أن التظاهرات العراقية ككل الجميع فيها قيادي والكل مؤثرون وصوت الواحد داخل ساحات التظاهرات لا يقدر بثمن".
وكشف الناشط عن أن ارتداء الكمامات حتى بدون إطلاق قنابل الغاز "باتت وسيلة للتخفي أيضاً حتى تغطي أغلب ملامح الوجه"، مؤكداً أن بعض الشبان الذين تم اختطافهم قبل أيام كان من خلال سيارة "مني باص" كانت تركن قرب ساحة التحرير على أنها سيارة نقل عام، وبعد استقلال الناشطين لها اختفوا وحتى الآن لا يعلم مكانهم".
وطالب الأمم المتحدة بالتأكد من تلك المعلومات عبر التواجد في ساحة التحرير وليس بالاستماع إلى قادة الكتل السياسية داخل المنطقة الخضراء.