وجهة نظر حول قانون الانتخابات

وجهة نظر حول قانون الانتخابات

 حسان عاكف
رفض ترشيح القوائم والاصرار على الترشيح الفردي بنسبة 100 %، والمطالبة بنظام الدوائر المتعددة على مستوى الاقضية بدل اعتبار المحافظة دائرة انتخابية واحدة، ناهيك عن اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة،

والغاء تصويت العراقيين في الخارج، سيقود الى انتخاب برلمان متخم باعضاء منفردين غير منسجمين يحتل اصحاب الجاه والمال والنفوذ الوظيفي والعشائري والديني في الاقضية دورا اساسيا فيه. مثل هذا البرلمان سيكون ضعيفا امام السلطة التنفيذية وسيقف مرتبكا أمام اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة في قضايا اساسية ستراتيجية تهم البلد.
ينظر الى هذا النظام الانتخابي باعتباره عدوا للمرأة، إذ لم تستطع المرأة في ظله التنافس حتى في اكثر الدول ديمقراطية، عدا انه سيكون عدوا للتنظيمات الوطنية المدنية والديمقراطية والمدينية، خصوصا الصغيرة منها، وستهدر اصواتها حتى وان كانت بعشرات الآلاف في اطار المحافظة الواحدة، وبمئات الآلاف في اطار المحافظات مجتمعة.
كما ان الاصرار على هذا النظام في ظل أوضاع تفتقر الى العديد من المستلزمات الفنية واللوجستية الضرورية لتطبيقه، وبحاجة الى حل عقد ادارية تتعلق بعدد الاقضية وتبعيتها وعدد سكانها، سيقود الى ارباكات واخطاء تؤثر على سير عمليات التصويت وعدالتها.
من خلال متابعة مواقف القوى والاحزاب السياسية ونقاشاتها البرلمانية يلاحظ ان التيار الصدري (كتلة سائرون البرلمانية)، هو الطرف السياسي الاكثر حماسا واندفاعا نحو تفتيت الدوائر وجعلها على مستوى القضاء، ومع الترشيح الفردي 100%، ورفض الترشيح للقوائم، ومع إلغاء تصويت العراقيين في الخارج، وهذا لا يرتبط فقط بمسعى التيار للانسجام مع مطالب الانتفاضة لركوب موجتها، وانما كما اراه، لكون التيار الصدري يشعر انه هو القوة السياسية الاقدر من غيرها على تعبئة وتنظيم امكاناته في الاقضية والنواحي مقارنة بالاحزاب الاخرى، وبالتالي فان حظوظه في الحصول على اعلى عدد من المقاعد البرلمانية، مقارنة بما سيحصل عليه الآخرون، ستكون شبه مضمونه، مما يسهل عليه ان يكون الكتلة البرلمانية الاكبر في البرلمان القادم دون منافسين حقيقيين.