انتفاضة النسوة في لوحات تزين جدران ساحة التحرير

انتفاضة النسوة في لوحات تزين جدران ساحة التحرير

 ترجمة حامد أحمد
منذ تشرين الأول الماضي وموجة احتجاجات مناهضة للحكومة تجاتاح مناطق واسعة من العراق . المحتجون يمثلون خليط متباين من ابناء المجتمع العراقي والشيء اللافت للنظر بالنسبة لمجتمع محافظ مثل العراق هو الدور المتميز للمرأة في هذه الاحتجاجات ، التي تولت دوراً قيادياً فيه .

المشاركة المتميزة للمرأة العراقية في أنشطة الاحتجاجات ودورها المهم فيها ، قد تم توثيقه وتبيانه للناس من خلال جداريات عملاقة ملوّنة توزعت بين جدران وفضاءات ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد .
ساحة التحرير، مركز ملحمة التظاهر، قد تحول الى واجهة لتحدي إبداعي بأنامل رسامين شباب من ذكور وإناث .
لوحات جدارية تمجد و تعبر بمظامينها روح المرأة العراقية وقوتها قد أصبحت مشاهد أيقونية تمثل الاحتجاجات الشعبية القائمة في البلد.
هذه الأعمال الفنية، التي دائماً ما يتم تنفيذها من قبل فنانات نسوة، تسلط الضوء على دور المرأة المهم ونشاطها المتزايد في السعي لصياغة مستقبلها في البلد .
التظاهرات والأعمال الفنية الجدارية مكّنت المرأة العراقية من تشكيل منظومة جماعية توحد النساء لاستعادة هويتهن الوطنية وإعادة كتابة تاريخهن .
على الرغم من مواجهتهن لرفض وعدم موافقة للمشاركة من قبل آباء وأزواج لخوفهم على سلامتهن ، فإن كثير من النساء ما زلن يشاركن في التظاهرات وفي بعض الأحيان بشكل سري .
بالنسبة لبعض النساء ، اللائي كن في الماضي مهمشات بسبب الحركات السياسية ، فإن غياب أي أجندة سياسية وراء هذه الاحتجاجات هو ما دفعهن للمشاركة فيها ، واعتبرنها فرصة للتعبير عن شكاواهم وما يتطلعون إليه من مستقبل .
وفي مجتمع حيث نادراً ما شهد احتجاجات تضم نساء ورجال جنباً الى جنب ، فان حقيقة مشاركة المرأة للرجل بالسعي لنفس الهدف في هذه الاحتجاجات ، هو بحد ذاته يعتبر انجازاً اجتماعياً مهماً .
في عمل جماعي لبعض الفنانين لجدارية داخل نفق التحرير ، رسموا فيها أمرأة شابة ترتدي في عنقها قلادتين واحدة فيها صليب وأخرى فيها هلال دلالة على عدم التفريق بين المسلمين والمسيحيين وعلى وجنتها علم العراق ، وتحمل بيدها راية كتب عليها بلغة انكليزية عبارة " سنفوز " .
وهناك جدارية أخرى نفذتها إحدى الرسامات الشابات على حائط نفق التحرير تظهر فيها أم عراقية تصرخ لاستشهاد ابنها وخلفها علم العراق وأمامها ابنها وهو يرفع يده ملوحاً بعلامة النصر .
في لوحة أخرى تنفذها رسامة شابة تظهر فيها وهي ترسم راية بالوان زاهية مختلفة كتبت عليها عبارات النصر والسلام مع قبضة يد دلالة على القوة مرفوعة في وسط اللوحة . مع جدارية أخرى يظهر فيها المطعم التركي الذي أصبح أيقونة للاحتجاج وأطلق عليه جبل أحد وقد وشح بالعلم العراقي مع رسم عجلة التك توك بجانبه .
عن ال BBC