تظاهرات حاشدة في التحرير وساحات الاحتجاجات.. وتحذيرات من اغتيال ناشطين

تظاهرات حاشدة في التحرير وساحات الاحتجاجات.. وتحذيرات من اغتيال ناشطين

 متابعة الاحتجاج
شهدت عدة مدن في الجنوب والوسط اضافة الى العاصمة بغداد، تظاهرات واسعة منذ عصر امس الاثنين، شاركت فيها نقابات واتحادات عمالية مختلفة، وطلاب جامعات ومدارس، الذين دخلوا أسبوعهم السادس على التوالي في الإضراب الذي عمّ أغلب المدارس والجامعات.

وتتركز التظاهرات في ساحات الاعتصام وميادينه الرئيسة، في ردّ على ما يبدو من قبل المتظاهرين على رهانات قوى وأحزاب سياسية على تراجعها مع بدء موسم الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، حيث تجمّع الآلاف في تلك الساحات بتظاهرات تضمنت شعارات مختلفة ترفض ما وصفوه بـ"رقع الأحزاب لقاربهم المثقوب"، وقد ردد متظاهرو بغداد أيضاً شعارات مماثلة.
وفي ساحة التحرير اصدر المعتصمون بيانا بعنوان "معركة الاصلاح" حصلت الاحتجاج على نسخة منه، طالبوا فيه بالخروج يوم الخميس القادم بتظاهرة مليونية في كافة المحافظات، لاجهاض مشروع البرلمان في ترشيح رئيس وزراء من الطبقة السياسية الحالية، واكد البيان رفض المعتصمين اي رئيس للوزراء يسمى بنية اكمال حقبة الفساد الحالية، ومطالبة البرلمان بعدم تمرير تشكيل حكومة لا تخضع لشروط ساحات الاحتجاج، وهي ان يكون رئيس الوزراء مدنيا، يلتزم بكافة الشروط والمطالب التي اعلنتها ساحات الاعتصام سابقاً، وان يلتزم البرلمان بإقرار قانون انتخابات عادل كما دعت اليه ساحات الاعتصام مسبقاً، وطالب المعتصمون بان تكون جلسة البرلمان التي ستعقد يوم الخميس القادم 19/12/2019 علنية وتنقل بكافة وسائل الاعلام ببث مباشر.. كما طالب البيان جميع العراقيين بدعم الاحتجاجات السلمية وعدم الاحتكاك بالقوات الامنية، والابتعاد عن اي مظهر من مظاهر الحرق او الضرب او التصعيد غير السلمي او الاعتداء على الممتلكات العامة او الخاصة، ودعما للاعتصامات طالب البيان بان يحمل كل من ينوي المشاركة بالاحتجاج العلم العراقي، وان يدعم الاحتجاجات بان يضع العلم العراقي على مركبته الخاصة.
وشهدت ساحة التربية في كربلاء، والصدرين في النجف، وساحتا البحرية وذات الصواري في البصرة، والحبوبي في الناصرية، وساحة الساعة بالديوانية، ومناطق أخرى في بلدات عدة بمحافظات واسط وميسان والقادسية والمثنى وذي قار، تظاهرات واسعة، بالتزامن مع تظاهرات في ساحتي التحرير والخلاني ببغداد.
وقال الناشط علي العبيدي إن "الرهان على الشتاء والبرد والأمطار لم يعد متاحاً الآن أمام أحزاب السلطة"، مبيناً، في حديث صحفي أن تنسيقيات التظاهرات في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه اتفقت على "عمل منظم لمواجهة خبث أحزاب السلطة ومحاولة إدخال الناس بدوامة الكتلة الأكبر والحكومة الجديدة ومرشحها، وكأن هذه هي مشكلة العراق"، وفقاً لقوله.
وأضاف العبيدي أن "عدم تلبية المطالب يعني استمرار التظاهرات، ولن يكون صعباً ذلك مع وجود 38 مليون عراقي"، وفقاً لقوله.
وفي كربلاء، أقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق دوائر تابعة لوزارة التربية في المحافظة، وأبلغوا الموظفين باستمرار الإضراب حتى يوم الخميس المقبل، تأييداً للتظاهرات الشعبية. وشهدت محافظة النجف إغلاق دائرة صحة المحافظة، بعدما وصل إليها متظاهرون قبل ظهر امس. .ولم يختلف الحال في الديوانية إذ أغلق المحتجون عددا من الدوائر الحكومية. وأغلق متظاهرو محافظة بابل مبنى جامعة بابل، وعلقوا عليها لافتة كتب عليها (مغلقة بأمر الشعب).. وفي واسط واصل المحتجون اعتصاماتهم وجرى كل ذلك وسط انتشار أمني في عموم تلك المحافظات، بينما تجنب عناصر الأمن التصادم مع المتظاهرين بالرصاص الحيّ، مكتفين بإطلاق قنابل الغاز، ما سبّب حالات اختناق في صفوفهم.
من جهة اخرى أكدت منظمة العفو الدولية امس الاثنين أن تقاعس السلطات عن اتخاذ أي إجراء قد مهد السبيل لهذه الحملة لسحق المظاهرات في العراق.
وقالت المنظمة في تغريدة لها على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "حملة شرسة ومتنامية من المضايقة والترهيب والاختطاف والقتل المتعمد للنشطاء والمتظاهرين شُنت في بغداد وغيرها من المدن العراقية".
مضيفة أن "تقاعس السلطات عن اتخاذ أي إجراء قد مهد السبيل لهذه الحملة لسحق المظاهرات في العراق وبث الرعب في نفوس المحتجين".
وطالبت المنظمة الدولية السلطات العراقية بالنهوض بمسؤولياتها واتخاذ خطوات فورية وفعالة لوضع حد لحملة فتاكة ومتنامية من المضايقة والترهيب والاختطاف والقتل المتعمد للنشطاء والمتظاهرين في بغداد...
وتشهد أغلب محافظات وسط وجنوبي العراق حالات خطف واغتيالات مروعة للناشطين والمتظاهرين كان آخرها اغتيال عائلة كاملة امس الاثنين في البصرة مكونة من 4 أشخاص إثر اقتحام منزلهم.