قريبا.. حدائق تزين شاطئ التحرير..العوائل البغدادية تحتج بطريقة خاصة قرب شواطئ دجلة

قريبا.. حدائق تزين شاطئ التحرير..العوائل البغدادية تحتج بطريقة خاصة قرب شواطئ دجلة

 عامر مؤيد
لم يكتف المتظاهرون باقامة ساحل التحرير فقط بل عمدوا الى شراء كافة الاحتياجات التي تجعل منه شاطئا يرتاده الناس في الوقت الذي يرغبون به. وعند دخولك الى المنطقة الرابطة بين جسري السنك والجمهورية ستجد قطعة خارجية مكتوب عليها شاطئ التحرير باللون الاحمر لتدلك الى المكان المخصص للاستراحة امام نهر دجلة.

في البدء تم افتتاح الساحل بصورة بسيطة نوعا ما، ولكن اليوم نشاهد اصرار المتظاهرين على تجميل الشاطئ بشكل مميز حتى يبقى قائما لما بعد الثورة. الساحل اليوم تمت زراعة الحدائق القريبة منه بالثيل الطبيعي حتى يؤسس لمدينة كاملة يطلق عليها بعد حين "شاطئ التحرير" ولاضير في استثمارها لتكن متاحة للعوائل في السنوات المقبلة ويرتبط انشاؤها بثورة تشرين. علي رحيم احد المساهمين في شاطئ التحرير يقول في تصريح لـ"احتجاج"، ان "الهدف الرئيس من تطويره يعود للرغبة الكبيرة لدينا نحن المتظاهرين في جعله احدى ايقونات الاحتجاج".
وأشار الى ان "الحكومات المتعاقبة لم تستطع العمل بالشاطئ الذي لايحتاج لجهد جبار لانجازه لكن اليوم نثبت للجميع بان الشباب العراقي قادر على تأهيل المرافق الحيوية القريبة من ساحة التحرير". وبين ان "الرغبة كبيرة لدى جميع الزائرين لشاطئ التحرير من خلال التبرع بالاغراض او الالعاب المائية وحتى الشمسيات لزيادة مساحة الساحل وتهيئته بصورة كاملة". وحول التأهيل الاخير الذي طرأ على الشاطئ يؤكد رحيم ان "المنطقة القريبة من شاطئ التحرير مكونة من التراب والبعض يرغب في الجلوس لفترة طويلة قرب الساحة ولأن العدد كبير فلا نستطيع تأمين المفروشات لهم لذلك قررنا انشاء حدائق". واكد رحيم ان "المباشرة تمت بزرع الحدائق وستكون جاهزة خلال الايام القليلة المقبلة حتى يتسنى الجلوس للعوائل لفترة طويلة في شاطئ التحرير بقدرما يشاؤون". لتأسيس هذا الشاطئ اهمية كبيرة، ليكون احد اساليب الاحتجاج السلمي وكذلك دلالة على الروح المدنية في العاصمة بغداد والتي يحاول البعض ان تضمحل او تختفي لكن المحتجين بفعاليتهم المستمرة يثبتون العكس.
الابقاء والتطوير على أساس ما ابتكر، له شأن كبير مستقبلا، فشاطئ التحرير لو تم استثماره بالفعل في المستقبل فدلالته ستعود على ثوار تشرين الذين زرعوا النواة الاولى هناك ومن امام المنطقة الخضراء.
تذكر سجى احدى اللواتي يصرن على الذهاب يوميا الى الشاطئ، "ذهابي هو لتأكيد ان احتجاجي سلمي واستمراري بالمطالبة بحقوقي كافة والتي خرج من اجلها الشعب". وتضيف سجى ان "الساحل الان تقام قربه حفلات موسيقية لعازفين وعازفات شباب فضلا عن التعارف بين الفنانين واصحاب المواهب لتأسيس فرق في المستقبل". ولم تخف سجى الاهمية لهذا الشاطئ من جانب آخر، حيث تؤكد ان "البعض بدأ يفكر في فتح اكشاك لبيع الحلويات او الطعام والمشاريب لاسيما وان الاقبال شديد على شاطئ التحرير ويزداد يوما بعد يوم".