للسخط نوع آخر

للسخط نوع آخر

 راهبة الخميسي
يوم قتل المجرمون زهراء علي سلمان( الكوردية الفيلية ذات ١٩ عاماً) بعد اختطافها بعشر ساعات، القوا بجثتها قرب بيت أهلها بمدينة الصدر، وقد قُلعت عيناها من محجريهما، ومزقت سكاكين الغادرين رقبتها التي اغتسلت بالدماء، ولقد أكد الاطباء إن ماتعرضت له من ضرب بأدوات معدنية أدى الى تكسير عظامها، إضافة للصعقات الكهربائية...

ودفنت زهراء ويداها ملتصقتان بسبب تقييدها لساعات منذ لحظة اختطافها حتى لحظة رمي جثتها على رصيف الشارع.
لنا أن نتساءل...
هل للموت قتلاً درجات؟
هل للتمثيل بجثة المقتول تخريجات؟ وللموبقات نبرات؟
وهل للاستنكار أو للصمت عن الجريمة البشعة حالات؟
وهل للانسانية أوجه وأوقات؟
يا حمامة السلام... يا أيتها البطلة المغدورة...
لم يقم أحد الدنيا ولم يقعدها عندما ذبحك المجرمون، وعندما مَثَّلَ الفاسقون الانذال بجثتك، وفقأت وحشيتهم عينيك، ومزقت جسدك الغض، ولم يشجب هذه الجريمة البشعة أي مسؤول حكومي أو ديني، على شاشات العار.
يا زهراء الجمال... يابطلة...يا شهيدة التحرير... إن لقتلِك والتمثيل بجثتك ...سخطٌ من نوع آخر.