هذه الصورة

هذه الصورة

 قيس حسن
هذه الصورة أصبحت موضع سخرية واستهزاء في وسائل التواصل منذ أيام. وبقدر ما فيها من غرابة الا انها صورة معبرة عن واقعنا، تفضح ما جرى منذ أول تشرين أول حتى اليوم، هناك سلطة تحتقر القانون، وتأخذ (حقها) بيدها، وتدافع عن نفسها بالعنف فقط وليس بالحوار أو القانون، السلطة التي تحتمي بإمكانيات الدولة لتقمع الناس ليست سلطة ديمقراطية ولا تمت بصلة لها، المسافة الفاصلة بين المسؤول والمواطن تكشفها هذه الصورة، حيث تفصل بينهما (بندقية). ماذا لو تبدل موقع هذه البندقية من يد المسؤول ليد المواطن؟

من الملام؟ انت الذي جعلت من القانون مسخرة هل ستطلب من المواطن ان يلتزم به؟
***
الشاب الذي قتل ثائر. استعد لفعلته أياما طويلة، راقب الضحية، سأل عنه فقيل له إنه يساعد الفقراء، ويحب بلده وأهلها، لكنه في سره كان يرفض هذا الوصف، فكبيره الذي أمره بالقتل، رجل متدين، يصلي ويصوم ويعبد الله حق عبادته. ولكي يطمئن قلبه، ذهب لصفحة ثائر في الفيس بوك، قرأ كلماته عن وطنه وعن أهله الفقراء، قرأ كيف يساعد المحتاج ويبكي لحال المتعبين. أغلق الصفحة ودخل لصفحة آمره فشاهده وهو يصرخ بوجه الرافضين لسلطة الموت والدم، يتكلم عن سلطة لا عن وطن، عن حزبه لا عن الفقراء.
حمل عبوته والصقها بسيارة ثائر، وهو يردد مع نفسه، السلطة تنتصر على الانسان، السلطة تقتل من يعارضها، وحين انتهى من مهمته اتصل بآمره على الهاتف، رد عليه صوت غريب، وسأله بلكنة رجل غريب عن العربية بالكاد فهم مقصده: هل أنجزت المهمة؟ رد القاتل بعربية فصيحة، وبصوت جندي مطيع: نعم.
مات ثائر وانتصر الغريب.