الـمـــرصــد الاقتصـادي  : معضلة الكهرباء..  وإجراءات الحكومة

الـمـــرصــد الاقتصـادي : معضلة الكهرباء.. وإجراءات الحكومة

بغداد – علي الكاتب
بعد مرور ثماني سنوات على التغيير في العراق،لا يزال المواطن يعاني من استمرار انقطاع التيار الكهربائي، لاسيما أن الكهرباء تعد حاليا شريان الحياة ومحرك رئيس لعجلة الاقتصاد الوطني وزيادة فرص الاستثمار وغيرها.

وقال محمد الزهيري ناشط مدني واحد أعضاء حملة المدافعة لتحسين واقع الطاقة الكهربائية في العراق
نحن نطالب وزارة الكهرباء بالإعلان الصريح للمواطنين عن خطتها الإستراتيجية للعشر سنوات المقبلة والتي تهدف من خلالها إلى تحسين واقع الكهرباء في العراق ووضع الحلول النهائية له، وذلك من خلال إيضاح الآليات التي ستتبعها والسقف الزمني للتنفيذ وحلحلة مشكلة الكهرباء والطاقة على المدى القريب والبعيد.
وأضاف أن ذلك قد يكون من خلال نشر تقارير دورية بذلك بشكل منظم وواقعي يتم توضيح التقدم الحاصل في العمل والمشاريع وتنفيذها وبصورة شفافة للمواطن العراقي الذي يستشف منه بوادر ايجابية للازمة المزمنة، وهو دور يناط بالمواطن بالدرجة الأولى ووسائل الإعلام المسؤولة عن نقل نبض المواطن العراقي اولا باول وتنفيذ وعود وزارة الكهرباء على ارض الواقع.
وأشار الزهيري الى ان الحملة تاتي انطلاقا من جملة من النصوص الدستورية وتحديدا في المادتين (20و 45) الأولى التي نصت على حق المواطن في المشاركة في الشؤون العامة والثانية التي اكدت على وجود الحرص من الدولة على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني ودعمها وتطويرها بما ينسجم مع الوسائل السليمة لتحقيق الأهداف المشار إليها.
وأكد أن الحملة تنطلق كذلك من نص الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية التي صادق عليها العراق والتي تؤكد في مادتها (19) على حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة،كما ان المادة 114 من الدستور العراقي نصت في فقرتها الثانية على ان على الحكومة واجب تنظيم مصادر الطاقة الكهربائية الرئيسة وتوزيعها،كما نصت المادة (30) من الدستور العراقي على أن الحكومة العراقية توفير الكهرباء للمواطن والتي تعد من المقومات الأساسية للعيش الكريم، وخاصة للطفل والمرأة.
ولفت إلى ان الطاقة الكهربائية التي تعد شريان الحياة وسر الوجود وروح الاقتصاد والذي من دونها لن تدور عجلة الاقتصاد الوطني نحو التقدم،كما ان استمرار الطاقة الكهربائية يشجع على الاستثمار وجذب المستثمرين وتنظيف اموالهم في مشاريع مضمونة في العراق بما سيهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
وقال الزهيري ان من الاسباب وراء الحملة ايضا هو سوء واقع خدمات الكهرباء في العراق وتناقص ساعات التجهيز من الطاقة الكهربائية للمواطن،خاصة مع بدء فصل الصيف ذور الحر القائض في العراق،وباعتبارنا ناشطين في منظمات المجتمع المدني ونمثلها اما الجهات الحكومية تقع عينا مسؤولية اخذ الدور الرقابي لتلك المنظمات بهدف خدمة المواطن العراقي،واستعراض الموضوع برمته امام المواطنين بكل شفافية لتوضيح وعود وزارة الكهرباء خلال الثمانية السنوات والتي لم تتحقق حتى الان.
واضاف اننا عقدنا المؤتمر الاول وهو باكورة عملنا في حملتنا التي تتضمن اقامة مؤتمرات اخرى في بقية المحافظات واعداد برامج تلفزيونية واذاعية واجراء لقاءات مع المسؤولين في وزارة الكهرباء ومجالس المحافظات لبحث واقع تردي هذه الخدمة لحد الان،ومن جانب اخر عرض مشاريع الحكومة وخططها في هذا المجال وعدم تنفيذها حتى الان ومبرراتها بشأن ذلك.
وتابع ان المسؤولين في وزارة الكهرباء لا يزالون غير دقيقين في اجاباتهم حول تردي هذه الخدمة ووضع سقف زمني حقيقي يتمكن المواطن من خلاله رؤية انفراج لهذه الازمة المزمنة،بدلا من الوعود التي لاطائل منها في تحسن الطاقة الكهربائية والتي تطلقها الوزارة بين الحين والحين،مما يعكس وجود عجز واضح لديها في تنفيذ خططها في تحسين واقع الكهرباء في المرحلة الراهنة.
وقالت اسراء حسن منسقة منظمة مبادرون احدى منظمات المجتمع المدني ان الحملة تاتي للضغط والتاثير على الحكومة العراقية ووزارة الكهرباء تحديدا،من خلال القيام باجراء عدد من المقابلات مع المسؤولين الحكوميين لمتابعة تنفيذ الوعود التي اطلقوها للمواطنين في تحسن واقع الطاقة الكهربائية، مع الحاجة الى الدعم الكافي والمساندة من الناشطين في منظمات المجتمع المدني والشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي لإنجاح الحملة والضغط على الحكومة لتحسين واقع الخدمات المقدمة للمواطن العراقي.
واضافت ان الحملة شهدت اطلاق مسابقة للرسوم الكاركاتيرية والمسرحيات الهادفة لناشطين،الى جانب عقد الندوات الجماهيرية في بغداد وفي عموم المحافظات وعبر الانترنت واستضافة المسؤولين الحكوميين،خاصة إن الوضع الخدمي في حالة يرثى له .