استهداف ناشطي  الاحتجاجات  مستمر.. نجا من اغتيال بكاتم صوت

استهداف ناشطي الاحتجاجات مستمر.. نجا من اغتيال بكاتم صوت

متابعة الاحتجاج
يبدو أن مسلسل الاغتيالات والخطف والتعدي على الناشطين في العراق مستمر إلى أجل غير مسمى، الجديد اليوم أن مصادر أكدت نجاة مدير دائرة الرعاية الاجتماعية في محافظة كربلاء، سامر الميالي، أمس الأول الخميس، من محاولة اغتيال بأسلحة كاتمة من قبل مسلحين مجهولين، في قضاء طويريج شرقي المحافظة.

وأضافت المصادر اختطف الناشط المدني أحمد حسن هاشم بعد بعد خروجه من ساحة التحرير.
بدورها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق منذ أيام، أن إجمالي إحصائيات الخطف والفقدان الموثقة رسمياً لدى مكاتبها بلغت 68 حادثاً، منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية مطلع أكتوبر.
كما أشارت المفوضية إلى أن عدداً مَنْ لم يكشف عن مصيرهم حتى اليوم بلغ 56 ناشطاً، وذلك بعد إطلاق سراح ناشطي كربلاء الـ 12 قبل أسبوعين.
وتتهم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جماعات مسلحة اسمتها بالمنفلتة بتنفيذ حملة واسعة من عمليات الخطف والاغتيال لمتظاهرين وناشطين في الحراك الشعبي في العراق.
تتوالى الأنباء عن مقتل نشطاء شاركوا في التظاهرات منذ أيامها الأولى. حيث اغتيل فاهم الطائي (53 عاماً)، برصاص مجهولين في وقت متأخر من ليل التاسع من كانون الأول 2019)، في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات، بحسب ما قال أحد جيرانه لوكالة فرانس برس.
وكتب فاهم عبر صفحته على فيسبوك قبل أقل من 24 ساعة من اغتياله "سننتصر ويعود الوطن لنا رغماً على أنوفكم.. رغم الوجع بداخلنا، إلا أننا نبتسم بغضاً بكم وبأحزابكم العفنة". وذلك في إشارة إلى الأحزاب العراقية المتهمة التي تصفها شعارات المتظاهرين بـ"الفاسدة".
والى جانب مقتل الطائي، عثر على جثة ناشطة شابة تبلغ من العمر 19 عاماً قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وترك جثتها خارج منزل عائلتها. وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء لوكالة فرانس برس "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا". وأضاف "أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت لصعقات كهربائية".
فيما اغتيل الشاب علي العصمي، وسط الناصرية بمحافظة ذي قار.حيث قتل داخل سيارة شقيقه، ظناً من القتلة أنه سلام العصمي، وفقاً لروايات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونعى شقيقه الأكبر، سلام العصمي، أخاه، في منشور على موقع فيسبوك: "هذا الذي قتلتوه أخي الصغير وليس أنا، وحفل زفافه بعد أشهر من اليوم".
وتأتي عملية اغتيال علي العصمي، التي قد تكون بالخطأ، لتكمل سلسلة الاغتيالات البشعة للناشطين العراقيين على يد مسلحين مجهولين.
وهؤلاء الناشطون تم تحييدهم من المشهد العراقي، من بين أكثر من 400 قتيل، ونحو عشرين ألف جريح، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر الماضي.
ويقول ناشطون إن الهدف من موجة الاغتيالات إسكات أصواتهم عن المطالبة بمحاربة الفساد ومنعم من التعبير عن رفض التدخل الإيراني في شؤون بلدهم.
ويشهد العراق حملة خطف وتخويف وترويع، تنفذها جهات مجهولة، وكيانات مسلحة وخارجين عن القانون، حسب ما تقول جهات دولية، فيما تحوم الشبهات حول أياد محلية، مدعومة من إيران.
وقد تزايدت حملات الترهيب والخطف وقتل المتظاهرين في الآونة الأخيرة في العراق، الذي يشهد منذ الأول من تشرين الأول موجة احتجاجات واسعة انطلقت من بغداد، لتتسع إلى محافظات الجنوب، مطالبة بـ"إسقاط نظام المحاصصة والفساد". وقد أسفرت تلك التظاهرات عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة أكثر من 20 ألفاً بجروح.