ساحات الانتفاض تواصل تحدياتها رغم التداعيات السلبية للأحداث الاخيرة..

ساحات الانتفاض تواصل تحدياتها رغم التداعيات السلبية للأحداث الاخيرة..

 حسان عاكف
احتدام الصراع الاميركي - الإيراني، الذي أخذ مديات خطيرة في الأسابيع الأخيرة، على الارض العراقية، خصوصاً بعد ضرب معسكرات متفرقة للحشد الشعبي، ثم ضرب معسكر k1 في كركوك، والقصف الجوي لمعسكر للحشد في القائم، والهجوم على السفارة الامريكية واضرام النار في محيطها، وأخيراً اغتيال قياديين عسكريين في الحشد الشعبي في محيط مطار بغداد،

هذا الاحتدام أدخل البلاد في منعطف خطير انعكست ظلاله السلبية على عموم مناحي الحياة العامة في البلاد، ومنها الظروف الخاصة المحيطة بانتفاضة تشرين الباسلة.
ثم جاء قرار مجلس النواب العراقي الأخير في أجواء لم تخلُ من الانفعال والتشنج ومحاولات ابتزاز للاخرين المختلفين ومعهم الشباب المنتفضين، وذلك من خلال طرح موضوعة إجلاء القوات الاجنبية عن العراق (وهي قضية عادلة ومشروعة بالاساس، لكنها تطرح اليوم في التوقيت الخاطيء ولاهداف ومصالح خاصة).
في هذه الاجواء علينا أن نزيد من وعينا لافشال ما يجري من محاولات لتوظيف التداعيات السلبية، من جانب قوى وأطراف سياسية داخلية متنفذة أو جهات خارجية، تسعى للمزايدة على وطنية المنتفضين، أو لحرف انتفاضتهم الباسلة عن أهدافها المشروعة.
ما يفرح أن المنتفضين أدركوا هذه المحاولات، داخلية كانت أم خارجية، محلية أم اميركية، باصرارهم على أبعاد العراق عن أي صراع يجري في المنطقة، ورفض تحويل أرضه الى مسرح لحروب الآخرين، وما يزالون متمسكين بشعارات ”نريد وطن، ونازل آخذ خذ حقي“، ومصرين على تنفيذ مطالبهم في التغيير، المطالب التي خرجوا من أجلها وقدموا في سبيل ذلك أغلى الدماء والتضحيات، وليس أدل على ذلك من تواصل زخم الاحتجاجات في عموم المحافظات والدعوة الاخيرة الى تظاهرات مليونية يوم الجمعة القادم، وهاهي جموع المحتجين في عموم المحافظات تردد، بما تسجله من مواقف يومية، مع الشابي أغنية برومثيوس:
كالنسر فوق القمة الشماء سأعيش رغم الداء والاعداء