مرايا عمر سعدون

مرايا عمر سعدون

 عدنان الفضلي
حين أيقن أن لا جسر آخر في الناصرية
يسمح بعبور حفنة أحلامه الى الضفة الأخرى
حزم عمر سعدون جميع مراياه ومضى
لم يلتفت الى الحبوبي

لم يركّز على وجوه من رافقوه مسيرة الغياب
كان مهتماً بتمشيط الأماكن التي سيزرع فيها مراياه
المرآة الأولى:
تعكس صورة سماء منافقة
تقف على الحياد منذ مطلع تشرين
المرآة الثانية:
ترمم صورة آخر اتكاء لشاعر
على كتف شهيد لوّح للحياة باستحياء
المرآة الثالثة:
تكفكف دمعة نزلت من عيون جواد سليم
واستقرت على رأس صفاء السراي المُشبّع بالدخان
المرآة الرابعة:
تسحب خيوطاً من الفرات
تروف بها جروح الشهداء الغافين على جسر الزيتون
المرآة الخامسة:
تبث نشيداً عراقياً جديداً
يؤكد أن الأحرار لا يموتون بالمصادفة
المرآة السادسة:
تلمع في عمقها وثائقَ مسربة من الناصرية
تفشي أسرار الخونة الى جدنا العتيق جلجامش
المرآة السابعة:
تنقل صورة لملائكة متظاهرين
يرفضون موت نظرائهم الأرضيين
برصاص الجيران
المرآة الثامنة:
على مدارها حفلة تشييع سومري
لفتية يصرّون على تمزيق ظلام التوابيت
المرآة التاسعة:
مغلفة بحجاب المسعفة الشهيدة
الذي تبرعت به ضماداً لجروح ثائر الطيب
المرآة العاشرة:
لن يزرعها عمر السعدون
ففيها بضعة أخطاء
كتبها الشامتون ..
الذين غطوا النعوش بأزهار خبيثة